الرأي

الربيع العِبري

عمار يزلي
  • 2287
  • 0

لا أحد‮ ‬يعرف سبب وظروف انتشار الربيع العربي،‮ ‬ولا أحد‮ ‬يعرف مسبباته في‮ ‬سورية وليبيا واليمن وتونس ومصر‮.. ‬واحد فقط‮ ‬يعرف السبب بعد الله هو أنا،‮ ‬ولا حول ولا قوة إلا بالله‮.. ‬عرفت هذا بالصدفة التي‮ ‬سأفصح اليوم عنها‮: ‬الحقيقة أنه مع علمي‮ ‬اليقين أن هذه البلدان مع بلدان أخرى في‮ ‬المنطقة،‮ ‬كانت مؤهّلة تاريخيا،‮ ‬لحراك اجتماعي‮ ‬وتخريب داخلي،‮ ‬فهذا الخراب كان مبرمجا ضمن سيرورة التطور الاجتماعي‮ ‬المكبوح بسبب القهر الدكتاتوري‮.‬

‭ ‬ولأني‮ ‬جزائري‮ ‬حر،‮ ‬مستقل،‮ ‬أقول لكم اليوم أني‮ ‬أنا هو”نحس‮” ‬هذه البلدان،‮ ‬بدءاً‮ ‬ببلدي؛ فقد اكتشفت هذا النحس‮ ‬يوم‮ ‬25‮ ‬أوت‮ ‬1988،‮ ‬بالصدفة لما رحت أفتح محلا مغلقا منذ‮ ‬5‮ ‬جويلية‮ ‬62،‮ ‬لا أحد تجرأ على دخوله وفتحه قبلي‮ ‬ولا بعدي،‮ ‬لكن أنا دخلته لأنه كان ملكا لجدي‮.. ‬اقتحمته فإذا بي‮ ‬أهوي‮ ‬مغشيا عليّ،‮ ‬لم أفق إلا بعد‮ ‬40‮ ‬يوما،‮ ‬لأجد الناس قد قرؤوا عليّ‮ “‬يس‮” ‬40‮ ‬يوما‮. ‬بعدها،‮ ‬صرت أخشى أن أدخل مكانا‮ ‬غير قريتي‮ ‬أو بلدي‮.. ‬حتى بلدي،‮ ‬كان أول من دشن ثورات الربيع العربي‮ ‬من بلد أمازيغي‮ ‬في‮ ‬أكتوبر‮ ‬88‮.‬

كنت زرت تونس قبيل هروب بن علي،‮ ‬بأربعين‮ ‬يوما،‮ ‬بعدها صار ما صار‮.. ‬في‮ ‬مصر،‮ ‬أيضا،‮ ‬بعد‮ ‬80‮ ‬يوما من زيارتي‮ ‬للأهرامات،‮ ‬صار ما صار في‮ ‬مصر‮. ‬في‮ ‬ليبيا أيضا،‮ ‬في‮ ‬اليمن نفس الشيء‮.. ‬فهمت بعدها أني‮ ‬كلما دخلت بلدا إلا وانتفض أو خرّب‮.. ‬سوريا،‮ ‬نفس الحال ولكن بعد‮ ‬40‮ ‬أسبوعا‮.. ‬العراق كنت زرته مرتين‮: ‬مرة قبل النحس،‮ ‬والمرة الثانية بعد النحس،‮ ‬فكان الاحتلال الأمريكي‮.. ‬لا أحد‮ ‬غيري‮ ‬ربط هذا بما‮ ‬يحدث في‮ ‬وطننا العربي‮.. ‬حتى أوروبا،‮ ‬لم أزر‮ ‬غير اليونان قبل شهر،‮ ‬لم أزر‮ ‬غيرها،‮ ‬فهمت أني‮ ‬أنا سبب الفوضى‮.. ‬صرت من‮ “‬الزلاميط‮” ‬أينما اشتعل،‮ ‬أنا هو‮ (‬خالد‮) ‬مشعل‮.. ‬ولما عرفت السبب،‮ ‬لم‮ ‬يبطل العجب‮.. ‬

هذه المرة قررت ألا أزور إلا البلد الذي‮ ‬أتمنى أن‮ ‬يخرّب،‮ ‬وهذا البلد،‮ ‬ليس سوى إسرائيل‮! ‬لكن كان عليّ‮ ‬أن أدخل هذا البلد من الأردن،‮ ‬فلم أرد لهذا البلد العربي‮ ‬أن‮ ‬يعرف مصير مصر‮.. ‬دخلت عن طريق سوريا من الجولان المحتل مع مهربين‮. ‬بعدها،‮ ‬صار ما صار‮.. ‬40‮ ‬يوما،‮ ‬وتحدث انتفاضة عارمة داخل كل فلسطين المحتلة ضد هذا الكيان‮: ‬عربا،‮ ‬ويهودا كانوا هم من ثاروا وطالبوا برحيل النظام الصهيوني‮: ‬حدثت مذابح أكثر من مجازر السيسي‮ ‬والأسد،‮ ‬وتدخل السيسي‮ ‬لمساندة النظام ولم‮ ‬يفلح،‮ ‬قبل أن تنجح الثورة وتقام حكومة بأغلبية عربية مسلمة لتؤسس أول دول مختلطة لتشكل الحل الانتقالي‮: ‬دولة فلسطين الديمقراطية بزعامة خالد مشعل‮!‬

وأفيق وأنا أقرأ‮: ‬إنا فتحنا لك فتحا مبينا‮…‬

مقالات ذات صلة