-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عندما يخرج فعل القراءة إلى الفضاء العام

الشبكة الوطنية للمكتبات الشعبية في مهمة للترويج للكتاب

زهية منصر
  • 302
  • 0
الشبكة الوطنية للمكتبات الشعبية في مهمة للترويج للكتاب
ح.م

في مسعاها إلى المساهمة في نشر عادة القراءة داخل الشارع الجزائري، أطلقت جمعية فسيلة الإبداع الثقافي المشرفة على سلسلة المقاهي الثقافية في برج بوعريريج مشروع الشبكة الوطنية للمكتبات الشعبية. وهي المكتبات التي تحتضنها المقاهي والمستشفيات والحافلات والحدائق وقاعات الانتظار المختلفة في التجمعات السكنية.

فحسب رئيس الجمعية الشاعر الزجّال رشيد بلمومن، فإن اكتفاء المنظومة الثقافية حكوميةً كانت أم مستقلة بالقول إن هناك أزمة مقروئية في البلاد والحكم على الجزائري بكونه لم يعد يقرأ؛ من غير تقديم بدائل واقعية ومبتكرة تتماشى مع التحولات المختلفة التي عرفها الشارع الجزائري، سلوك بات يدينها ويضعها في مصاف الروح السلبية والكسولة واللاجئة إلى الشكوى عوضا عن المبادرة.

من هنا؛ يقول بلمومن، فكرت أسرة جمعية فسيلة في إطلاق مكتبات صغيرة تتضمن كتبا تملك القدرة على الإغراء والتشويق، مثل الرواية والقصة وأدب الرحلة والمذكرات والحوارات والسيرة الذاتية، في الفضاءات الحية شعبيا، مثل المقاهي والحافلات المتخصصة في المسافات البعيدة والمؤسسات الصحية، خاصة تلك التي تفرض ساعات من الانتظار كمصالح تصفية الكلى وقاعات الانتظار في الفضاءات المختلفة.

ويؤكد رشيد بلمومن أن هناك تفاوتا في تنفيذ جوانب المبادرة؛ غير أننا ذهبنا بعيدا في مبادرة مكتبة في مقهى التي استلهمناها من مدن كثيرة داخل وخارج الجزائر، وأحياناها بروح وتصور مختلفين؛ بحيث لم يعد الأمر مقتصرا على وضع نخبة من الكتب في رفوف المقاهي؛ بل عملنا على أن تكون هذه المكتبات نواة تجعل المقهى المحتضن لها إلى فضاء ثقافي كأن يحتضن توقيعا للكتب من طرف أصحابها وجلسات للشعر و العزف الفردي والحكاية ومناقشة الكتب ومعارض التشكيل والتصوير.

وحتى تحظى المبادرة برعاية مباشرة، بادرنا، حسب بلمومن، إلى إطلاق اسم كاتب أو فنان أو مثقف على قيد الحياة والعطاء على كل مكتبة في مقهى، حتى نكرس ثقافة تكريم الجديرين في حياتهم، من غير نسيان الجديرين من الراحلين، وحتى نضعه أمام مسؤولية متابعة المشروع الذي يحمل اسمه، فيعمل على تحويلها إلى مجلس ثقافي دائم.

انطلق إحياء المبادرة التي عرفتها مدن جزائرية قبل سنوات بشكل محدود، مثل عين الصفراء وتقرت والمغيّر، من برج بوعريريج قبل سنة، فأطلقت جمعية فسيلة عشر مكتبات في عشرة مقاهٍ منها مكتبة الفنان الملتزم خالد ترايكية في عاصمة الولاية ومكتبة الشاعر والمترجم محمد بوطغان في بلدية المهير ومكتبة القاص عيسى بن محمود في بلدية أولاد دحمان ومكتبة الفنّانة نّا شريفة في بلدية الماين؛ معتمدة على تبرعات المواطنين والناشرين ونوادي القراءة؛ فكان شعار المبادرة “خلّي الشعب يقرا من بعضاه”.

ومنها انتشرت في مختلف الولايات، حيث اقترحت جمعية فسيلة، بالتنسيق مع نشطاء ثقافيين في تلك الولايات عشرات المكتبات حملت أسماء كتّابها مثقفيها، منها ما تم افتتاحه مثل مكتبة الكاتب رابح بوشارب في بلدية بني حميدان بقسنطينة ومكتبة التشكيلي والمسرحي خالد بلحاج في فوكة البحرية بتيبازة؛ ومنها ما هو بصدد الانطلاق مثل مكتبة القاصة زكية علال في ميلة وديهيا لويز في بجاية ومكتبة المسرحي شوقي بوزيد في باتنة ومكتبة عبد القادر عزوز في تمنراست ومكتبة عقباوي الشيخ في أدرار ومكتبة حسين فيلالي في بشار ومكتبة محمد بن زيان في وهران ومكتبة بوزيد حرز الله ومكتبة مصطفى بلفوضيل في العاصمة.

والهدف حسب الكاتب والإعلامي والناشط الثقافي والمشرف على المقهى الثقافي عبد الرزاق بوكبة هو الوصول إلى عدد من المكتبات في المقاهي يساوي عدد بلديات الجمهورية كمرحلة أولى بما يشكل شبكة وطنية للمكتبات الشعبية تعمل على المساهمة في تنسيق فعل القراءة، رفقة فعاليات شريكة في المهمة، بما يحرر الكتاب والفعل الثقافي عموما من جملة الإعاقات التي ظل يعانيها في السنوات الأخيرة. ويختم بالقول: “على المجتمع الثقافي المدني أن ينتقل إلى روح الابتكار عوض الاجترار؛ وعلى الوصاية الحكومية أن تنتقل إلى مقام الدعم والمرافقة عوض الانغلاق والاحتكار، فازدهار المشهد الثقافي هو ثمرة طبيعية لهذا المنطق.”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!