-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تعادل 100 سيجارة

الشيشة.. عادة شرقية تقتحم الجلسات الجزائرية وتطرد النوم عنهم إلى الفجر

الشروق أونلاين
  • 10120
  • 7
الشيشة.. عادة شرقية تقتحم الجلسات الجزائرية وتطرد النوم عنهم إلى الفجر

دخلت البيوت الجزائرية قادمة في حقائب سفر العائدين من رحلات الاستجمام بتونس، كوسيلة للديكور العابر للقارات فتحولت الى أنجع وأبشع وسائل الانتحار البطيء لكلا الجنسين، إنها “الشيشة” أو “النرجيلة” كما يدعوها المشارقة، صنفها الأخصائيون على أنها من أخطر أنواع التبغ، ورغم الدراية بأخطارها الصحية، إلا أن فئة لا بأس بها من الجزائريين على تباين أعمارهم يتناولونها، وتكمن متعتهم في تغيير نكهات الشيشة المتعدد من قعدة إلى أخرى، خاصة وأن هذه الأخيرة متوفرة في محلات خاصة على شكل قاعات شاي أو ما أصبح شائعا في الشارع الجزائري بالخيمات، وعلى خلاف طبيعتها التي تتماشى وكل ما هو شعبي، فإن أماكن استهلاكها في بلادنا تتموقع عادة في الأحياء الراقية، تفتح أبوابها للشباب وحتى للشابات، لتبيع المدمنين على هذا السم، جرعات من النشوة القاتلة، في أذواق مغرية.

خدمة مؤطرة.. وصالونات خاصة زبائنها فتيات

   ظلت المقاهي الشعبية، وقاعات الشاي الجزائرية محتفظة بطقوسها الخاصة والمميزة، ونفحاتها المتفردة، من فناجين القهوة المركزة حذوها منفضة سيجارة، أو الشاي بالنعناع على الطريقة الصحراوية، قبل أن ينطلق الجزائريون نحو ابتداع مظاهر التجديد وتبني عادات دخيلة، باتت بمثابة رموز للعصرنة والتحضر. وهو ما تلحظه وأنت تلج شوارع المدن الكبرى على غرار العاصمة، وهران، قسنطينة، عنابة، تتفاجأ بكم المقاهي والصالونات وحتى بعض المحال التي راحت تدرج الشيشة في قائمة خدماتها، والغريب؟ أن مثل هذه المحلات تشهد إقبالا واسعا مقارنة بنظيراتها، فهي تمتلئ عن بكرة أبيها، خاصة في الفترة الصيفية، عائلات برمتها تلتف حول طاولات لا يخلو ديكورها من قوارير”النرجيلة”، التي “تحمل مذاقا خاصا في لمات الأحبة” -حسب مدمنيها-، وفي مشاهد لم يعتدها المجتمع الجزائري من قبل، ترتفع في هذه المحلات سحابات دخان مصدرها أفواه نسائية، فوق جلسات كثيرا ما يكون الأطفال طرفا فيها، فلم تعد هذه العادة السيئة تحسب على الذكور فقط، فقد استقطبت إليها أشخاصا من مختلف الأعمار والفئات معظمهم من أولئك الذين يحملون انطباعا أنها أقل ضررًا من التدخين، حتى السيدات اللواتي يقصدن هذه المقاهي بتن مأخوذات بنكهات النرجيلة طيبة المذاق، والتي ليست في الحقيقة سوى نكهة تبغها المركز والمعروف باسم “المعسل”، صبرينة صاحبة 34 سنة، أدمنته فقط من خلال ترددها المتواصل على صالون بحيدرة، تقول: “بدأت العمل بمحل في آخر الشارع، منذ سنتين، كنت اقصد قاعة الشاي هذه من اجل ارتشاف قهوة بعد دوام العمل، فوجدتني اقتدي بمن ينفخن في أنبوب النرجيلة، فلم أعد أستطيع تمضية يومي دون استهلاكها في نفس المكان، فأنا لم أجربها في أماكن أخرى مذ أدمنتها”، فيما اعترف لنا العربي، صاحب قاعة شاي بزرالدة: “النساء هن الزبائن الأوفياء للشيشة، فمتى يجربنها أول مرة في جلساتهن الترفيهية، يدمنها، ويعدن لاقتنائها بما فيهن طالبات الجامعة والثانوي، رغم أسعارها المرتفعة”.

“النرجيلة” بدل التدخين

الكثير من الشباب، وحتى المتقدمون سنا، وجدوا في الشيشة ملجأً يلوذون إليه هروبًا من فتك السيجارة، وطمعًا منهم في الإقلاع عن التدخين دون أن يدركوا أنهم يصعدون السلم ذاته بأكثر أضرار، ورغم أسعارها المرتفعة، التي تصل إلى 650 دينار للاستخدام المؤقت، إلا أنها تلقى رواجا في مجتمعنا. وبغض النظر عن الدخل المحدود لأكرم، الذي تراجع في فترة ماضية عن التدخين بسبب ظروفه الاقتصادية، لكنه أصبح ينفق على الشيشة خلال خروجه مع الأصحاب في جولة واحدة ما يجنيه من مال في يومَي عمل، ذلك أن النرجيلة تحولت في أوساط الشباب الى نوع من أنواع المظاهر المكلفة، أما سامي من القليعة، ذو الثامنة والعشرين، فقرر الإقلاع نهائيا عن التدخين، واستبداله بالشيشة ليتغلب على الفراغ، والتي حسب علمه تعتبر أقل ضررًا، وأكثر متعة، وأطلعنا عن وجهته المعتادة من أجل تعاطيها: “اتنقل إلى مدينة بوسماعيل الساحلية، حيث يقطن معظم الأصدقاء، وتتوفر الصالونات المنشودة، أين أتقاسم معهم حصة الشيشة، “سحبةً بعد سحبة”، ويحدث ذلك كل مساء تقريبا، بعد انقضاء العمل”، وغير سامي كثيرون ممن تخلو أحياءهم من مثل هذه القاعات، فتجدهم يقطعون المسافات الطوال فقط من أجل ان يحظوا بحصة “نرجيلة”، علّها تبعدهم بنكهتها الطيبة الضارة، عن ضرر السيجارة.

تعادل 100 سيجارة.. وضررها بسبعة أضعاف

يشير تقرير المنظمة العالمية للصحة إلى مخاطر صحية كبيرة ناتجة عن هذه العادة الشرقية المدمرة، إذ انه يؤكد بأن نسبة أول أوكسيد الكاربون المستنشقة من الشيشة تعادل 7 أضعاف تلك الناجمة عن استهلاك السيجارة، ووفقا لنفس التقرير فإن 30 إلى 50 نفسا من الشيشة خلال فترة متوسطة بتقدير ساعة من الزمن، تعادل استهلاك علبتي سيجارة، وهو ما يؤكده للشروق العربي، الدكتور قسايسية عبد الحميد، أخصائي الأمراض الصدرية، والذي اعتبر الشيشة من أخطر أنواع التبغ، حيث أن الخضوع لحصة واحدة منها يساوي تدخين ما يقارب 100 سيجارة، وهذا رقم ثقيل له أضراره على صحة المدمن عليها، حيث أن الدخان الذي تطلقه هذه الوسيلة يتسبب بالدرجة الأولى في إحداث سرطان رئوي، فيما أثبتت الدراسات مؤخرا على أن الشيشة مصدر لسرطان الدم، وأنها من ضمن مسببات سرطانات الرحم والثدي لدى النساء المدمنات، كما تلحق أضرارا بالغة بالجنين إذا ما استهلكتها امرأة حامل، ناهيك عن الأعراض التقليدية التي تتركها الشيشة ككل أنواع التبغ، فهي تزيد الإفرازات البلغمية الصدرية، ما ينتج عنه مشاكل في الجهاز التنفسي، تزداد ضررا لدى المصابين بحساسية الأنف والصدر، ويضيف السيد عبد الكريم عبيدات رئيس مركز الوقاية والعلاج النفسي، “ان مخاطر الشيشة تزداد بازدياد الحصص التي يخضع لها متعاطيها، كما أنها تكون أكثر ضررا على المرأة نظرا لتركيبتها الفيزيولوجية، فخطر السيجارة يعتبر أقل بكثير من ذلك الذي تحدثه الشيشة على جسم ونفسية الفرد”.

محرمة شرعا لما فيها من ضرر

حكم الشيشة في الإسلام كحكم التدخين، وحكم المخدر أو المسكر الذي يذهب العقل ويتلف الجسم، ولقوله تعالى في سورة الأعراف، بعد بسم الله الرحمن الرحيم “ويحل لهم الطيبات، ويحرم عليهم الخبائث”، والشيشة ليست من الطيبات، وبذلك فإنها تصنف ضمن الخبائث المحرمة، ونظرا لما تحدثه من ضرر على صحة الإنسان وماله، وبالعودة إلى الحديث الشريف: “لا ضرر ولا ضرار..” فإن هذه العادة محرمة شرعا، فالإسلام يحرم كل ما فيه ضرر، وفي حديث آخر رواه مسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال، عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن عمله ماذا عمل به…”، واتباعا لقوله تعالى: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا”، فإنه يجب ترك الشيشة والابتعاد عنها كونها غير طيبة، ولا تدعو لطيب، بل انها تخدش في شخصية الفرد، وتقبح مروءته، وكذلك الأمر بالنسبة لمن يتناولنها من النسوة، كأنها نوع من النوبة في الأماكن الترفيهية، ومجالس اللهو، فبدل اهدار المال في هذه العادات المشينة على من يتناول الشيشة أن ينفق ماله في عمل الخير، والصدقات لينال عن ذلك أجرا، وان لا يبذره في اتلاف صحته لقوله تعالى في سورة الإسراء: “وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا”.

نهى عنها الأطباء والمختصون، لما لها من مضار صحية.. حرمها المشرع لما لها من تهلكة للنفس، وتبناها المجتمع كونه اغتر بها كعنوان للرجولة مثلما روجت له الفضائيات الشرقية، ضررها أكبر من نفعها، رغم ذلك أصبحت الشيشة أحد ابرز الطقوس التي تطبع الجلسات الشبابية، والقعدات النسائية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • rahimo

    الجزائري عندو النيف،بنتو برا ومرتو برا او قاعدة مع الرجال تضرب الشيشة وهو يضرب الشيتة..حاشا لي ما يستهلش///هناك رجال ونساء وهناك ذكور واناث فرق

  • ana

    لا اله الا الله ما بالنا نتبع ( لعوج ) فقط ضعف الشخصية..

  • ana

    لعوج من مداخل الشيطان احذروووووووووووووه

  • Mazigh

    يتعلمو غير الطبايع الفاسدين ياخي شعب جاهل

  • منير

    جريدة الشروق والمقالات التربوية الهادفة !!!

    أراب أيدول .. ستار أكاديمي .. الشيشة ..

    والمرة القادمة.... ...

  • محمد

    كل مايحدث في بلادنا هو بعدنا عن ديننا وتقليدنا للغرب

  • اسحاق

    ما المفرق بين الشيشة والسيجارة كلا منهما خطر على الصحة وخاصة الشيشة فنفخة واحدة تعادل 5 سجائر و زيد بالزيادة هذيك الجمرة هي لي دير الكونسار فيقو لعمركم قالو الشيشة ماتضرش ههههه ..والعجب من المرأة التي تدخن