-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العمل نائما!

عمار يزلي
  • 1654
  • 0
العمل نائما!
ح. م

اليوم الأول الذي اشتغلت فيه في موقعي كحارس بإحدى الثانويات، بعد ثلاثة أيام من الغياب أو لأقول “غيبوبة”، لأني لم أفتح هاتفي ولم أفتح عيني ولا بابي طيلة الأيام الأولى لرمضان، معتقدا أن رمضان شهر مدفوع الأجر والثواب!. اليوم الأول الذي التحقت فيه بالعمل بعدما زبر مني المدير 3 أيام ووجه لي إنذارا شديد اللهجة مفاده أنه سيطردني وأنا على بعد 3 سنوات فقط من التقاعد من “القعود” على كرسي عند مدخل الثانوية!..اليوم، نهضت باكرا رغم أني صائم ولم أنم إلا قبل الفجر بربع ساعة. صليت الصبح على العاشرة صباحا في الثانوية فوق كرطون والنوم يغالبني حتى أني نسيت وصليت أربع ركعات وحارس آخر إلى جانبي ينتبه إلى أن صليت أربع ركعات جهرا! قال لي: بعدما عرف أني صليت الصبح الآن فقط: هاااو ربعة آشعبان خويا؟ قلت له: علاش قليل؟ زادوا فيه؟ شحال راه يدير الصبح؟ ضحك، قبل أن يفهمني أني صليت الدوبل. قلت له: مش خسارة، حتى أنا دائما أصلي جمعا وقصرا كل الأوقات دفعة واحدة قبل الفجر كل صباح، وخاصة في رمضان. ضحك وقال لي: الصلاة في وقتها آشعبان، ما تخلطش شعبان مع رمضان! قلت له: هذا هو الحاضر..أدي وإلا خلي..! عراكها وخير من تراكها كما يقول المثل!

والحقيقة أني كنت أتناوم وأنا أصلي! في الحقيقة، في هذا الوقت، من المفروض أن أكون في غرفتي وقد أغلقت الأبواب وقلت للنوم هيت لك! ولكن بسبب المدير، ها أنا أضغط على نفسي واستيقظ باكرا على السابعة والنصف! ولولا المعدات الحربية وأدوات المطبخ التي حولتها إلىسيران دالارملما كنت قد استيقظت. فلقد استيقظ معي حتى الجيران من ينامون مثلي حتى المغرب! فقد اعتذرت لهم يوم الغد على أنمنبهغرفتي أزعجهم باكرا! فقال لي: أحدهم (زميل في النوم، ينام أكثر مني بقليل، لأنه ينام بعد العشاء! أي يمكن أن تقول من المغرب إلى المغرب! منالغول للغول“!) ما كانش مشكل، أنا نرقد في كل الأحوال الجوية! رعد برق، شتا، ثلج، هرج، مرج قيرة، زلزال، بركان..ما نفيقش يا لو كان ما يرميوش علي الماء..! كل يوم يدوشولي قبل ما نوض! (الحمد لله أني وجدت من هو خير مني وأنحس!)

تصوروا أني من دون نوم منذ السابعة والنصف صباحا والوقت الآن 12! صرت لا أرى أحدا! المدير حسبته تلميذ فنهرته: دروك عاد راك داخل؟ روح جيب بوك! أستاذة قلت لها: أستاذ! وبدأت أكلمها على أنها ذكر وليست أنثى، لأني كنت أراها رجلا، وفي الحقيقة لم أكن أرى أحدا، لا أستاذا ولا أستاذة، كنت أرى فقط النوم والسرير والمخدة والظلمة الظلماء حيث يفتقد البدر والتريسينتي!

العمل، من المفروض أن يتواصل في رمضان إلى الرابعة عوض الخامسة تعويضا لساعة الغذاء، لكن اليوم لا غذاء، فلا ذهاب للمنزل. لم أجد حجة للهرب. فقلت للمدير بأني ذاهب لأتناول دوائي في البيت، وكان يعرفني أني كنت مريضا لسنوات ولا أصوم! (قصتي سابقا رويتها لكم مع المعدة التي كان الصيام سببا في شفائي منها وليس العكس كما كنت أوهم نفسي ومعدتي!). سمح لي بذلك، ولكني في الواقع، ذهبت بدون عودة! مباشرة إلى العلبة السوداء، إلى الصندوق الأسود، كاتم الأسرار! نمت حتى قال المغربالله أكبربعد أن أوقفت حركة المنبه لكي يوقف علي موجة الضوضاء الناجمة عن حركة الرافاي!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • بدون اسم

    bien sur... ماراكش تخدم ب la journee