العيد ينعش سوق “الكوسميتيك” الجزائري

تعززت، في الآونة الأخيرة، السوق الجزائرية بمواد تجميل وعطور محلية الصنع، حيث وجدت قاعات الحلاقة والتجميل ضالتها في “منتج بلادي”، وبمعايير وجودة تنافس تلك المستوردة من الصين وتركيا، وأوروبا، لكنها بأسعار مناسبة، وترضى فئة واسعة من المستهلك الجزائري.
وبحسب جولة استطلاعية، قادت “الشروق” إلى صالون “كوسميتيكا” الجزائر، في طبعته الثانية، نهاية فيفري الماضي، فإن بعض الأجانب زاروا المعرض وأبدوا رغبتهم في شراكة قوية مع بعض المصنعين الجزائريين لمواد التجميل والصابون، والعطور.
ويبدو أن التهافت زاد عشية عيد الفطر على مواد تجميل وعطور محلية الصنع، وهذا بحسب ما وقفت عليه “الشروق”، في الكثير من المحلات والأسواق، سواء من طرف أصحاب صالونات الحلاقة والتجميل، أم الزبائن العاديين، يبشر بأن “منتج بلادي” في مثل هذه السلع، أصبح في مستوى متطلبات المستهلك ورغبته.
ورغم مخاوف التقليد، وقلة الجودة، إلا أن هنالك شركات جزائرية في “الكوسميتيك”، فرضت نفسها وباتت علامتها محل استقطاب الزبائن، حيث اشتكى البعض من الأسعار المرتفعة لعطور أجنبية، وبخاخات عطور لا تختلف كثيرا عن بعض محلية الصنع.

تحدي الوصول إلى مستوى التصدير يفرض علامات في السوق المحلية
وقال بعض المصنعين، الذين التقت بهم “الشروق”، في صالون “كوسميتيكا” بقصر المعرض الصنوبر البحري، إن المشكل الوحيد يتعلق ببعض المواد الأولية، وإن إبداء بعض الأجانب وهم في الغالب من الصين وتركيا، يعطي أمل التفكير في الانتقال من الاستيراد إلى التصدير، علما أن الأرقام التي كان قد أشار إليها وزير التجارة السابق، تشير إلى وجود 3500 شركة جزائرية تنشط في صناعة مواد التجميل والعطور والصابون، وتنتج مواد نصف مصنعة أو مصنعة، من بينها شركات تصدر إلى 37 دولة أجنبية بمعدل إجمالي يقدر بـ 2 مليون دولار.
وفي السياق، أكد محمد قماري، ممثل مخبر “نجمة” للمستحضرات التجميلية، في اتصال بـ”الشروق”، أن بعض العلامات الجزائرية في “الكوسمتيك”، تنافس ماركات عالمية، لكن يبقى المنتج المحلي مهددا بالتقليد، حيث لابد بحسبه، من تجنيد فرق المراقبة لتنظيم سوق مستحضرات التجميل والعطور في الجزائر.
وقال إن مواد التجميل، والعطور ذات الصنع المحلي، عرفت إقبالا ملحوظا مع اقتراب العيد، وباتت بحسبه، الكثير من صالونات التجميل والحلاقة تعتمد على ماركات وعلامات جزائرية، وهذا من أجل التقليل من تكلفة شراء هذه السلع.
وأفاد بأن الصالون الأخير لـ”كوسميتيكا الجزائر” في طبعته الثانية، لقي اهتماما ملحوظا من طرف الأجانب، كما تم عرض الكثير من العلامات الجديدة، وهي فرصة لتلبية كل الأذواق، وتوسيع فرص الاختيار والمنافسة، وتخفيض الأسعار.
وقال آدم هيم، مدير التسويق لشركة “أنس كوسميتيك” لـ”الشروق”، إن تواجد الكثير من الشركات في المجال ساهم في حدة المنافسة، والبحث عن التميز، إلى درجة أن العطور ومواد التجميل المحلية الصنع دخلت في اختيارات وأذواق المستهلك الجزائري، بينما يرى محمد بريبر، مدير مشتريات شركة “بازيكو” للعطور والتجميل، بأن تنظيم سوق العطور ومواد التجميل، سيحل مشاكل السوق، ويغني عن جزء كبير من الاستيراد لمثل هذه المنتجات، ودعا إلى ضرورة سن قوانين صارمة، لسد الطريق أمام المقلدين للعلامات، وكسب ثقة الزبون الجزائري، مضيفا أن أكبر وأشهر صالونات الحلاقة والتجميل أصبحت تعتمد على علامات جزائرية في مستحضرات التجميل والعطور والصابون.

مؤثرات جزائريات رفعن ماركات العطور و”المكياج” الجزائرية إلى العالمية
ورغم أن بعض المصنعين المبتدئين في مجال مستحضرات التجميل والعطور اشتكوا لـ”الشروق”، خلال صالون “كوسميتيكا الجزائر”، تأثير وسائط التواصل الاجتماعي في فرض علامات على حساب علامات أخرى، حيث أطلقوا على ذلك “حرب السوق الافتراضية”، وفرض منطقها بحسب “شطارة” بعض المصنعين الذين جندوا حملات إشهار ومؤثرين للهيمنة في السوق المحلية، إلا أن أغلب شركات مواد التجميل والعطور الجزائرية، وجدت من الوسائط الجديدة فرصة للتعريف بمنتجها وطنيا وعالميا.
وفي هذا الصدد، أكد حسين هاشمي، الممثل التجاري لعلامة “بيوفي” لمستحضرات التجميل والعطور، أن استغلال وسائط التواصل الاجتماعي، والمؤثرات الجزائريات سواء المتواجدات هنا أم في الخارج، فرصة سانحة لدخول السوق العالمية من جهة، وفتح مجال المنافسة الشريفة ومراقبة الجودة، والسعي للتميز.
للإشارة، فإن “الشروق” خلال جولتها الاستطلاعية في صالون “كوسميتيكا الجزائر 2024″، لاحظت تواجد الكثير من المؤثرات عبر “السوشيال ميديا”، اللواتي جلسن إلى ممثلي بعض الشركات الجزائرية، للاتفاق حول حملات الإشهار والترويج لبعض العلامات، إذ تمكنت بعض العلامات المحلية على غرار “فينوس” من دخول سوق دول خليجية، وأسيوية وأوروبية.