-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

القذافي أو الرقصة الأخيرة للديك مقطوع الرأس!!

‬فوزي أوصديق
  • 5781
  • 0
القذافي أو الرقصة الأخيرة للديك مقطوع الرأس!!

ليبيا او الجماهيرية.. بعد اثنتين وأربعين سنة من الحكم الجماهيري الكارطوني.. تعرف فعلا ثورة جماهيرية حقيقية، ولكن ليس بمنطلقات ومواصفات قذافية، بقدر ما هي انعكاس حقيقي للمخاض والاحتقان الذي عاشته ليبيا وتعيشه خلال هذه المرحلة.

  • فالعقيد اصبح كالديك مقطوع الرأس، وهو يتخبط يمينا ويسارا، فاقدا للبوصلة، ولكل شيء… فلم تنفع فيه الالقاب.. ولم تشفع فيه تسمية ملك ملوك افريقيا.. ولا حتى القائد الاممي.. فجنونه وعظمته النرجسية جعلت منه ان يدخل التاريخ من بابه الضيق، فالقذافي بعد ايام سيصبح يدرس كظاهرة شاذة في التاريخ المعاصر، يقارن بينه وبين نيرون الروماني في تخريب البيوت بأيديهم، بعيدا كل البعد عن اي ردع اخلاقي او حتى فلسفي.
  • ولكن التساؤل المطروح هل الليبيون اعدوا لمرحلة ما بعد القذافي!؟.. وهل الحكام الاخرون يستخلصون العبر!؟.. بدلا من الاستشفاء، او القراءة الضيقة للاحداث، والحسابات غير الصحيحة، او اننا -الجزائريين- بعيديون عنها رغم ان الاحداث تجري على حدودنا الشرقية؟!
  • نقولها بدون تردد او مزايدة على ان ربيع الشعوب قادم، وذلك ما تعلمناه من الثورات التونسية، والمصرية، والليبية -حاليا- فمن كان يتوقعها فهو مخطئ، لذلك على حكامنا اما الانصياغ وتوزيع الثروات بشكل عادل، وبناء دولة المؤسسات، وإرساء سيادة القانون، وحقوق الانسان، والانفتاح على الغير سياسيا وإعلاميا.. وإلا الطوفان قادم عاجلا ام اجلا..
  • فالثورة الليبية بقدر ما هي مباركة.. ما نخشى عليها من الضياع والسرقة، فالعقيد لم يخلف وراءه مؤسسات دستورية يمكن التعويل عليها لبناء دولة في حالة انهيار النظام القائم، فكان حكما شخصيا لا يتعدى افراد العائلة… يذكرنا بتجربة بشرية سابقة او لويس الرابع عشر لما كان يقول: الدولة انا!!.
  • لذلك استعانته بالمرتزقة والخوفة من بناء مؤسسات قوية هو من جنس العمل، واليوم هو كالديك مقطوع الرأس، يتخبط في جميع الجهات، وتلك اللحظات -عادة- ما توصف بالدقائق الاخيرة، قبل انهيار الديكور الجماهيري..
  • والمضحك المبكي ان الحكام العرب اصبحوا يستخرجون شهاداة حسن السيرة والسلوك بإعلانهم عدم الترشح مجددا، او اكتشافهم للديمقراطية من جديد، او يتصالحون مع شعوبهم، ويقدمون العديد من الوعود.. ربحا للوقت!! او خوفا من التسونامي!! او بحسن النية، وذلك اضعف الاحتمالات
  • انني اتوقع بروز ليبيا الجديدة بعيدة عن ليبيا التي عهدناها بالمواصفات الثورية الجديدة خلال ايام، فكل المؤشرات توحي بتضييق الخناق، وانكماش دائرة المناورة للعقيد، وازدياد للعزلة، ومصيره اما الانتحار او الموت على يدي احد اتباعه، حتى العديد من اصحابه تمردوا عليه، فالمشهد الدرامي يجب ان يؤدي بالعديد من أصحاب القرار التمعن فيه، فلا وجود لأبراج مشيدة، وقلاع لا تنهار، وحصون لا تتآكل… فالحصن، او البرج، او القلعة الوحيدة الصامدة هو الشعب وتطلعاته…
  • ولذلك لا ينفع الا الصح، فالعديد من احزابنا وساساتنا -لا يجب ان ننسى- كانو يتسابقون للخيمة والجلوس فيها، اما اليوم انقلبوا وذلك اما بمحاولة تلقين الدروس في فن ممارسة الحكم، والعجيب ان البعض منهم يحاول ان يكون في النظام والمعارضة، مما يوحي ان اختياراتهم كانت مغشوشة… او تشم فيها رائحة الانتهازية السياسية.
  • والصنف الاخير بدلا ما ان يبارك ويستخلص الدروس، اصبح ينظر للثورات على اساس انه لا خوف علينا، وأننا والحمد لله بخير.. بانتهاجه سياسة النعامة!!!
  • واخيرا، ليبيا ومصر وتونس… كاشفة ان الامة العربية ما زالت الخيرية تسري فيها، وما زال ضميرها حيا، وبعدما كان الفرد العربي نكرة قبل الثورات اصبح جزءا من المعادلة، ولأول مرة يسمح للشعوب باختيار طبيعة النظام السياسي حسب تطلعاتها، وعليه لنحلق رؤوسنا -على حد تعبير الرئيس علي صالح- قبل ان تحلق لنا ذقوننا، والله ولي التوفيق.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!