-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الكرة للفقراء والذهب للأغنياء!

الكرة للفقراء والذهب للأغنياء!

هناك مفارقة عجيبة بين لعبة كرة القدم التي يُطلق عليها لعبة الفقراء والأموال الطائلة التي يجنيها الأغنياء من هذه اللعبة، وهناك مفارقة كبيرة أخرى بين السعادة التي يحصل عليها الفقراء جراء هذه اللعبة والقدر الكبير من المال الذي ينفقونه لأجل تحقيق ذلك من غير إرغام ولا قهر مباشرين، من شراء التذاكر التي تراوح سعرها في مونديال البرازيل 2014 بين 135 دولار في مقابلات الدور الأول و990 دولار في المقابلة الختامية (دون الحديث عن أسعار السوق الموازية)، إلى شراء وسائل الاتصال الرقمية أو الملابس الرياضية أوكل تلك السلع التي يتم الترويج لها أثناء المقابلات بما يدر على أصحابها ملايير الدولارات…

هل هو سحر العصر الذي يجعل الفقير يزيد الغني غنى وهو سعيد بذلك؟ أم أن فيه دلالة أخرى أن الفقراء لا يهمهم أن يصبح الأغنياء أغنياء ولا يحقدون عليهم إنما يهمهم فقط أن لا يمنعوهم من الشعور بالسعادة وألا يمارسوا عليهم الظلم إلى حد القهر، وأن لا يمنعوهم من الأمل في أن يصبح أحد أبنائهم يوما من أغنى الأغنياء… عندما يتحول إلى أحد كبار النجوم التي تباع وتشترى بملايين الدولارات؟

أسئلة محيرة حقا جراء ارتباط كرة القدم اليوم بالمال أكثر منها بالفن وروعة المراوغة واللعب.

ألم يصبح الحديث عن جدوى المتعة من خلال المراوغة وتلك الفنيات الاستعراضية الرائعة من قبيل الحديث عن شيء من الماضي باسم كرة القدم الحديثة التي أصبح  كل شيء محسوبا فيها، وأحيانا بالكمبيوتر، لأجل تسجيل الأهداف وتحقيق الانتصارات ليس فقط لإمتاع الجمهور  إنما لملء جيوب من هم خلف الستار من رجال مال وأصحاب شركات رهان كبرى وصيادي لاعبين لأجل المتاجرة وتحقيق مزيد من الربح.

ألم تعد تفوح من كرة القدم اليوم رائحة الاستعباد الجديد للعقول والعباد بدل رائحة المتعة والفرجة والفرح؟

كل هذه حقائق، نشعر بها ونعيشها، ولكنها لم تصمد أمام حقيقة ثابتة وأزلية تقول إن هناك اتفاقا غير مرئي بين الفقراء والأغنياء، ينطبق على كرة القدم كما ينطبق على كل مناحي الحياة.. يصلح في البرازيل كما يصلح في الجزائر يقول هذا الاتفاق خذوا الأموال التي شئتم، قوموا ببيع وشراء ما شئتم، فقط هو طلب وحيد منا، أن تبقوا لنا الحق في ترتيب حروف المال الذي تمتلكون بالطريقة التي نريد… أوليست حروف  المال الذي به تعيشون هي ذاتها حروف الأمل الذي لأجله نعيش؟

ماذا لو أخذتم كل المال حيثما كنتم دون أن تقتلوا فينا الأمل..على الأقل كما تفعلوا اليوم في كرة القدم؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • عبد الحميد

    تابع..واشترى ايضا جهاز تلفزة عيار 50 بوصة و70 بوصة وفي نفس الوقت جَّع أولاده وأهملهم. وهو كما قلت يا أستاذ يعمل على مساعدة الأغنياء لجمع المال على ظهرة

  • عبد الحميد

    فعلا صحيح ما قلت يا أستاذ. أضيف لكم كلمة مختصرة. قديما قيل فلسفيا أن الدين عفيون الشعوب واليوم اصبحت الكرة عفيون الشعوب. كم شاب وكم كهل وكم شيخ تعدى الثمانين يحلف ويقسم بأغلظ الإيمان أن فريقنا سيتأهل للدور الثاني بل ويقوم على السنتهم أننا سنتاهل وكأنه هو الذي يلعب في الفريق. منذ انطلاق المشهد كم رجل كبير السن تخلف عن حضور جنازة حتى لا يضيع الماتش وكم شخص انحرفت سيارته الى الهاوية حين كان يسير بسرعة جنونية ليصل للمنزل لمتابعة الماتش وكم شخص اشترى بالرِّبـى والتقسيط جهاز استقابل بسعر مضاعف...يتبع

  • حمورابي بوسعادة

    نظرة قديمة الاعنياء يزدادون غني والفقاقير يزدادون تفقيرا وهل في ذلك شك يا اخ قلالة صاحب اسبوعية الحقيقة ...لكن الأخيرين ليس بمحض ارادتهم ...عندنا يقولون ميسورين وشبعانين ...الله خلق الفقراء والمساكين وعابري السبيل ولله في خلقه شؤون ...الشيء المؤكد ان الفقير غريب في وطنه وطن ابائه واجداده ...وهو من لا يرضي ان المساومة عليه ...أما الغني فمعروف أن وطنه هو ماله ...

  • نورالدين الجزائري

    لست ضد كرة القدم و لكن لم يستطع العالم 3 أن يفرق بين الثمرة و الشجرة فالأمة قوية في كل أجهزتها مثل الشجرة التي تثمر باسقة في العلى و جذورها عميقة فكل ثمرة فضل يضاف و لكن جعلنا الثمرة هي الشجرة فلا ثمرة أكلنا و لا شجرة غرسنا و ظننا أن كل بعرة هي ثمرة ! و حتى صنم أعالي ساوبلو لم يفلح و هو فاتح ذراعية ليحمي و يحضن شعبه من الصرع و الإنتحار لأنه لا يسمع لا يعقل و لا يضر ! تركيبته كأدمغة العالم 3 يحركوننا بعقلية إسم على مسمى : Non Alignées لا نظام ! أوف لنظام جعل الحياة بائسة بقطعة جلد للعقول كاسحة!

  • نورالدين الجزائري

    كربهم و فقرهم و موتهم بطئ ، ليس السبب هو كرة القدم بل غضبوا أن جعلنا أدمغتنا كرة قدم ! قاموا ليظهروا للعالم أن البرازيل ليس فقط ملعب مستطيل اخضر يعجب الزوار بل هناك أراضي شاسعة يابسة قاصية دمرها الفقر و مزقها الظلم ! عندما أمعن النظر فقط الفكر في مستوى كرة القدم في ألمانيا بين القوية و الأقوى منذ وجودها ، الإعلام عامة ما يعطيها قيمة إلا بمناسب حظورها و لوقت تستحقه لا أن تأخذ من زمن و لا من أموال المرافق.. في الوقت الذي سقط طابق على أسرة كاملة توفت تكلمنا غيبا و قلنا لكل لاعب50 ألف أورو في الدور2

  • نورالدين الجزائري

    تطورت فيهم كرة ق بوتيرة متوازنة مع تطور المعيشي لشعوبها ، و هي علامة صحة و مؤشر حق لا بهرج في تسيير المرافق : الإجتماعية الثقافية الصحية الأمنية و الرياضية ... في آن واحد لا إفراط و لا تفريط بإحكام و إتقان ، و ليس ببعيد ما حدث في البرازيل ( بلد فقير )في كأس القارات قامت مظاهرات صاخبة صاخطة بسبب هدر أموال الفقراء الذين فقدوا لقمة العيش و كراس العلم و حياة من الأمن ، و العالم 3 فيه خاصية الغباء المتكرر بل المتأصل فيه لا يفهم الحياة كيف يجب أن تكون فعادت المظاهرات بعودة إحتضان البلاد لما يزيــد من

  • نورالدين الجزائري

    البرازيل بين نشوة كرة القدم و شعب يعيش الفقر و العدم !
    هم يدفعون الأموال و نحن ندفع عقولنا للهبال ، و الكل دفع ثمنا على قياس ما يدور في عقله و القانون يحمي المغفلين إذا صاروا حكام ! كم هو جميل أن نرى أنظمة تسهر على العدل و القسطاس بين العباد و أن يحرك العلم و القلم مرافق البلاد ، و على كرتنا الأرضية الصغيرة أمثلة حية و كبيرة تثير في ذهن العبد و تحرك من فكره أن يتأمل في ميزات التقدم الحضاري الذي ينعم فيه الرعية في كل أطياف أعمارهم:الصغير في المدرسة و الشاب في الجامعة... اليبان كوريا ج و ألمانيا

  • benmohamed

    بوركت استاذنا الكريم كلمات رائعة
    دعوا الناس في غفلاتهم يرزق بعضهم من بعض

  • ناصر

    كما هناك ملاعب لكورة قدم
    هناك ايضا مدارس و جامعات لطلب العلم
    كما هناك ناس يقومون بعمل مقابل المال
    هناك ايضا ناس يقومون بعمل دون مال
    كما هناك بشر يفكرون و يبدعون
    هناك ايضا بشر لا يفكرون ولا يبدعون
    و هم فقط لبعضهم مقلدون
    هي احوال البشرية في هذا الزمان
    من الماضي حتى الان تطور الانسان
    و تراكمت عليه الاسباب فزادته خبرة
    و تجربة فكثرت الاختراعات و تعددت الاساليب
    في جني المال و كذلك في خدمة الانسان
    هذا حالنا اليوم كنتيجة حتمية تفرض
    سعادة فلان على حساب فلان
    وهكذا في كل ميدان
    سلام