-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ممثلون ومخرجون ونقاد عرب في ندوة "الشروق"

“اللهجة الجزائرية ليست عائقا والأعمال الجزائرية في حاجة إلى بروتوكولات رئاسية”

الشروق أونلاين
  • 7554
  • 1
“اللهجة الجزائرية ليست عائقا والأعمال الجزائرية في حاجة إلى بروتوكولات رئاسية”
ضيوف المنتدى الثقافي للشروق/تصوير:يونس.أ

على هامش المهرجان الوطني للمسرح المحترف المنظم من طرف المسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي، استضافت جريدة الشروق اليومي نخبة من الفنانين والنقاد العرب لمناقشة موضوع “الدراما الجزائرية في عيون الفنانين المشارقة”.

  •  
  • وفي جلسة لم تخل من الطرح الجاد والطرفة الهادفة قارب كل من “جهاد سعد من سوريا، سميرة عبد العزيز من مصر، زياد سعد من سوريا، جيانا عيد من سوريا، عبد الرحمان أبو القاسم من سوريا، محمود خليلي من سوريا، عبد الحميد خليفة من سوريا، أنور محمد والموسيقي قاروج من سوريا”، مسألة عدم انتشار الدراما التلفزيونية الجزائرية في المشرق العربي وطبيعة الحواجز التي تحول دون اهتمام المشاهد المشرقي بالمنتوج التلفزيوني الجزائري. 
  •  
  • النجم السوري جهاد سعد يدعو إلى التخلص من “الصليب العربي”
  • “على الزعماء العرب دعم الدراما المغاربية عبر بروتوكولات رئاسية”
  • ربط النجم  السوري جهاد سعد تأخر وصول الدراما الجزائرية إلى المشاهد العربي بالدراسات البيداغوجية والمؤسسات الاجتماعية والتنسيق الرسمي بين الدول العربية، الذي يلعب دورا كبيرا في إيصال ثقافة الآخر، مركزا على الدور الذي يجب أن يقوم به رؤساء الدول في الوطن العربي في النهوض بالدراما داخل شمال إفريقيا عن طريق بروتوكولات رئاسية.
  • وعارض الفنان جهاد سعد النظرة السلبية التي تشكلت لدى بعض الممثلين والفنانين العرب عن اللهجة الجزائرية باعتبارها تقف عائقا في وصول العمل الدرامي الجزائري إلى المشاهد العربي قائلا “هناك كلمات
  • لا نفهمها، لكن هذا لا يمنعنا من بذل جهد لفهمها..” وتابع قوله: “إنتاج العمل الجزائري بتفكير جزائري مسألة وقت وأجيال، ويجب الأخذ بعين الاعتبار الإصرار على أن تقدم الأعمال ببيئتها ولا يجب أن تدبلج وإلا فستصبح مسخرة أمام الجميع”.
  • وأضاف جهاد سعد أن الدراما الجزائرية تعني الحياة الجزائرية، وأي دراما في الوطن العربي تعني حياة ذلك الشعب واهتماماته سواء الاجتماعية أو السياسية، وهناك قوائم مشتركة بين العرب، وتختلف من بلد لآخر، مؤكدا بأن اللهجة هي ما يجب أن تفرض نفسها وتصنع لنفسها مكانة بين اللهجات الأخرى، لأنه – يضيف – لا يمكن لا للدبلجة ولا للغة العربية الفصحى أن توصل العمل الدرامي الجزائري للآخر، لأن المسألة بحاجة إلى جهد الجزائر بنفسها. قائلا “الجزائر مثلما صنعت المعجزة في الستينيات وصارت مثالا يقتدى به تستطيع أن تصنع المعجزة الآن، وأظن أن الدراما الجزائرية في حالة كفاح”.
  • وركز الفنان جهاد سعد على مسؤولية المؤسسات في الوقوف بالنتاج الدرامي ودعمه، كما أن أستوديو الإنتاج يلعب دورا كبيرا في دعم الأعمال الدرامية، فمثلا استوديو 10 بالنسبة للتلفزيون المصري هو الرحم الذي ولدت فيه أعظم الأعمال المصرية، مركزا في الوقت نفسه على أن تكون “التغذية الأساسية من الحكومة”.
  • وأشار جهاد سعد إلى أن لكل بلد اهتمامات وخصوصيات يجب احترامها بعيدا عن صليب العروبة الذي نحمله على أكتافنا، وتابع قوله “الهم العربي عندما يكون واحدا ومشتركا يوصلنا إلى لغة مشتركة”.
  •  
  • النجمة السورية جيانا عيد تستبعد عامل اللهجة
  • “تعثّر الدراما الجزائرية تتحمّله السياسات”
  • ترى النجمة السورية جيانا عيد بأن اللهجة ليست هي العائق الحقيقي الذي يحول دون تقدم الدراما الجزائرية وانتشارها، “بل هي على العموم ومهما اختلفت من بلد إلى آخر، تبقى روح العمل ومكمن التعبير الحقيقي للطموحات الفكرية والإبداعية للمجتمع. ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان نطالب الدراما الجزائرية بأن تجد لها بديلا لغويا آخر ليفهمها الجمهور العربي، مشيرة إلى أن مشكلة تعثر الإنتاج الدرامي الجزائري والمغاربي تتحمله السياسات التي لا تبادر إلى خلق استراتيجية تواصل إبداعي بين الدول العربية “.
  • وألحّت صاحبة “العنب المر” في تدخلها ضمن “فوروم الشروق” الذي ناقش واقع الدراما الجزائرية وأسباب تأخرها، على القول بأن الدولة الجزائرية مطالبة مع باقي الدول المغاربية عامة، بأن تسعى إلى تفعيل ما أسمته بإستراتيجية التواصل بين الدول، “حتى يتسنى للمشاهد العربي الاطلاع على مضامين الإنتاج الدرامي المغاربي لإظهار لوحة بانورامية تعكس فكر كل منطقة”.
  • في مقابل ذلك، تحدثت النجمة السورية عن انفتاح المبدع والمثقف السوري على تفاصيل ومشكلات وهموم العالم العربي وتعامله مع قضاياه بصدق ورفضه الإختباء خلف الحقائق، بعكس ما ذكره زوجها الفنان زياد سعد في ذات الجلسة والذي ألغى في تشريحه للدراما العربية والسورية على وجه التحديد، أي قيمة فنية أو اجتماعية أو روحية يحملها الفنان على كاهله.
  • وقالت المبدعة في مسرحية “حلاق بغداد” بأن القرن الحالي لا يسمح بتزييف حقائق المجتمعات ولا يمكن للدراما ان تقدم للمتلقي صورة غير حقيقية عما هو سائد في الأوساط العربية، بعد ان تقدمت الأجهزة الإعلامية التي أسقطت جميع الإيهامات والأكاذيب “نعلم جميعا بأن ما يحصل اليوم في الجزائر تراه وتسمعه أمريكا جيدا، وكم صنعت سياسات غربية الإيهام لدى المتلقي العربي، لكن الآن وبعد ان تطورت الأجهزة الإعلامية، أصبح من الصعب جدا صنع الأكاذيب.. وليس من المعقول بما كان أن يعمد الفنان والمبدع العربي في ظل اتضاح الرؤى والحقائق، إلى الدفع  بأكاذيب ضمن سياقات درامية.. بل عليه في كل لحظة أن يظهر الحقيقة بالطريقة التي هي عليها…”.
  • في سياق آخر، ذكرت “الطبيبة” بأن كلا من الدراما السورية والمصرية عرفتا كيف تعتمدان على  فن الرواية في الصناعة السينمائية والدرامية “فن الرواية من أهم الارتكازات التي قامت عليها الدراما السورية والمصرية، فالسورية مثلا اتكأت على نصوص حنة مينة وشكسبير، مثلما حولت روايات مصرية لنجيب محفوظ مثلا الى أعمال درامية مصورة..”.
  •  
  • سميرة عبد العزيز تفتح النار على الإنتاج الخاص في مصر
  • “جميل أن تستعينوا بنجوم من مصر وسوريا على أن يتحدثوا لهجتكم”
  • لخصت الفنانة سميرة عبد العزيز مشاكل غياب التواصل بين الدراما الجزائرية والمتلقي العربي في مشكلة اللغة أو اللهجة الجزائرية، واصفة إياها بالصعبة قائلة “الحمد لله أتيحت لي فرصة التعرّف على السينما الجزائرية أين كنت عضوا في لجنة التحكيم بمهرجان دبي السينمائي وفاز بالجائزة الأولى فيلم “مسخرة” لإلياس سالم. إذا المشكل لا يتعلق بالنوعية أو بالصورة ولكن باللهجة الجزائرية التي هي مزيج من مفردات دخيلة على اللغة العربية منها فرنسي ومنها دارجة غير مفهومة لغير الجزائري”.
  • ودافعت سميرة عبد العزيز عن الجانب التقني للأعمال الجزائرية وأداء الممثلين أيضا مشيرة إلى أي مدى أفادها الشريط التحتي المترجم للحوار في الفيلم، لأنه -حسبها- الحركة والصورة لا تكفيان لتقييم فيلم وهو ما حدث لي أول أمس خلال العرض التونسي لمسرح الناس “حَر الظلام” الذي شاهدته حتى النهاية ولكني لم أفهم في نهاية الأمر ولا كلمة واحدة لأن الحوار كان مغرقا في المحلية التونسية”.
  • وفي سياق الحديث عن واقع الإنتاج الدرامي اليوم اعترفت الفنانة سميرة عبد العزيز بأن أيام إشراف التلفزيون المصري على الإنتاج كان العصر الذهبي للدراما المصرية لأنه وحسب تجربتها الطويلة ما يهم اليوم صاحب رأس المال هو الربح حتى ولو كان على حساب القيم وهذا واقع مر يتعدى الدول العربية إلى العالم كله وختمت “هاجس المنتجين اليوم هو تكلفة الإنتاج في تفكيرهم في الاستعانة بممثلين من دول عربية أخرى، يفكرون في مكان مبيته وتكلفته ويقرّرون في آخر لحظة تنحيته واستبداله بمصري”.
  • عبد الرحمن أبو القاسم يؤكد أنها العائق في انتشار الدراما
  • “اللهجة الجزائرية… كلمة عربية وعشرة فرنسية في الجملة الواحدة”
  • وافق الفنان السوري عبد الرحمن أبو القاسم ما ذهبت إليه زميلته المصرية سميرة عبد العزيز وأكد بدوره على ضرورة تنقية اللهجة الجزائرية من الشوائب التي تحول دون فهم الجزائري قائلا “من الصعب علينا في المشرق والخليج فهم اللهجة المغاربية بشكل عام واللهجة الجزائرية بشكل خاص، وأنا مثلا سبق وأن شاركت في أعمال أنجزت للجزائر ولكن بلغة سلسة مفهومة”.
  • ولكنه رفض ما ذهب إليه الممثل والناقد المسرحي عبد الحميد خليفة عندما طرح فكرة “الدوبلاج” لتسهيل عملية تسويق الدراما الجزائرية في سوق الدراما العربية مثلما حدث مع الدراما التركية مؤخرا. قائلا “الدوبلاج أتقبله بغير اللغة العربية، أما أن يتم دوبلاج لهجة إلى لهجة وكلاهما يصب في اللغة العربية فهذا غير منطقي”. وفي تعقيبه على رؤية جهاد سعد عند تطرقه لمسالة المحلية وضرورة المحافظة على الروح والخصوصية قال “ليس عيبا أن نوظف لغة مفهومة مع المحافظة على المحلية، المشكل أن اللهجة ليست فقط مجموع كلمات عربية، بل هي مخلّف استعماري تجد فيه الجزائري ينطق كلمة بالعربية وعشرة بالفرنسية في كل جملة وهو ما يصعّب التواصل دراميا مع المشرق والخليج، وعليه تفعيل الدراما الجزائرية لا يكون إلا بتعديل اللهجة المستعملة وتنقيتها من الشوائب”.
  • بالنسبة للفنان السوري عبد الرحمن أبو القاسم فإن الخواص سماسرة فقط لا يهمهم إلا الانتشار والربح واختتم اللقاء بالقول “رأس المال جبان لأن الربح سيد المواقف، ولكن علينا أن نجتهد في حدود الامكانيات المتاحة في ترك الأثر الطيب والإبداع الخالد وألا نبحث عن جمهورية أفلاطون حتى لا يقضي علينا التشاؤم و نظل سجناءه”.
  •  
  • الممثل زياد سعد
  • الدراما العربية وهم ونحن “مستجلبين” ولسنا مبدعين
  •  على عكس باقي الفنانين حاول الفنان السوري القدير زياد سعد أن يدافع عن نظرية مختلفة تماما تضع كل الإنتاج الدرامي العربي اليوم على نفس المستوى والخط في تسويق “الوهم”، إذ نفى المتحدث وجود دراما عربية أو مسرح عربي “في نظره اليوم نحن “مستجلبون” أو مستوردون لكل أنواع الإبداع وفي مختلف الميادين والمجالات وليس الفن فقط والسبب في هذه الوضعية هو غياب أو تعطل عقلية المبدع العربي الذي صار  اتكاليا على ما يتم استيراده  من الغرب، فالمشكلة في نظر زياد سعد هي اكبر من اللهجة واكبر من الأقطار، لكنها ترتبط بعمق الافتقار للطاقات الواعية بالرهانات الحقيقية للشارع العربي البعيدة اليوم عن الفضائيات والشاشات.
  •  
  • الناقد المسرحي أنور محمد
  • “اللهجة ليست عائقا وعلى الجزائر الاستثمار في  مخزونها الروائي”
  • يرى الناقد أنور محمد أن اللهجة الجزائرية ليست عائقا في وجه انتشار الأعمال الدرامية الجزائرية عربيا، مستندا في ذلك إلى التجربة الخليجية السورية التي استطاعت أن تفرض وجودها عربيا بفضل تراكم تجربة سنوات طويلة، استطاعت خلالها هذه الأعمال أن تفرض نفسها على المشاهد العربي وتصبح جزءا هاما من المنتج الفني العربي.
  • ورافع المتحدث طويلا لصالح ترسيخ اللهجة والخصوصية الجزائرية في الأعمال الدرامية، مع العمل على تهذيب وتنقية اللهجة الجزائرية من بعض الكلمات الهجينة وتنقيتها حتى يفهمها المشاهد العربي. ووقف الناقد أنور محمد موقفا مضادا لعملية الدوبلاج التي لا تقدم في نظره روح العمل، ولا تحافظ على الخصوصية. وتساءل المتحدث “لماذا فهم المتلقي العربي فيلم لخضر حمينا “وقائع سنين الجمر” الحاصل على السعفة الذهبية في مهرجان “كان” سنوات السبعينات، لأن العمل الدرامي في نظر المتحدث هو أكبر من مجرد كلام ولغة، فهو عمل بصري وحركة تترجم الإرث الثقافي.
  • وأكد ضيف الشروق في هذا الصدد أن الطريق الوحيد لبلوغ الآخر هو تطوير الخصوصيات الذاتية، ووضعها في سياق الهموم المشتركة للإنسان العربي، ويمكن حسب المتحدث دائما في هذا الصدد الاعتماد على دعم الجهات الرسمية العربية، التي عليها أن تفعل لغة الخطاب المشترك بفرض التبادل والتعاون وعرض الأعمال الجزائرية على المشاهد العربي في مقابل الأعمال العربية التي تعرض في الجزائر. وبعد التعود يمكن للمشاهد العربي أن يستوعب الأعمال الجزائرية، ولن تصير اللهجة عائقا أمامه. وفي سياق نقل الخصوصيات الجزائرية بروحها إلى المشاهد العربي، دعا الناقد الجزائريين إلى الاستثمار في المخزون الأدبي والفكري الجزائري من خلال تقديم أعمال لخلق ثروة درامية انطلاقا من أعمال بوجدرة ووطار وكاتب ياسين،  وحتى أحداث العشرية السوداء يمكن استغلالها إبداعيا انطلاقا من ثراء النصوص التي تناولتها، ولم يفوت المتحدث الفرصة ليربط بين لعبة المال وسوق الأعمال الدرامية التي صارت تحتكم اليوم إلى من اسماهم بـ”المنتجين قساة القلوب”، وتحول الإنتاج الفني والدرامي إلى مادة استهلاكية تخضع لمقاييس السوق ومنطق البزنسة.
  •  
  • الممثل والناقد المسرحي عبد الحميد خليفة
  • الدبلجة حل لفهم اللهجة واستيعاب الدراما الجزائرية
  • رأى الممثل والناقد المسرحي السوري عبد الحميد خليفة أن الدبلجة هي الحل الوحيد لفهم العمال الدرامية الجزائرية واستيعابها، مشيرا إلى أنه يجب أن تقدم الدراما الجزائرية بتقنية عالية عن طريق الدوبلاج، لأن حسبه أي عمل يجب أن يعتمد على لهجة مفهومة وسهلة التقبل عند الآخر. وأشار عبد الحميد خليفة إلى الدور الذي لعبته اللهجة السورية في نشر الدراما التركية داخل الوطن العربي، مركزا على أهمية مساهمة القطاع الخاص في النهوض بالدراما ككل. 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • mohamed

    نشكركم على هاد الموقع الجميل
    وان اردتم رايى بكل صراحة فالجزائر مزالة متاخرة كثيرا في مجال السنما لانها لا تعطي الشاب الموهوب فرصتا للابداع الا ادا كان خريج معهد ما وحسب راي فالممثل ليس من الضروري ان يكون جامعيا واضن ان الكثير من الموهوبون لم يتمكنو من الدراسة وقد يبدعون ادا وجدو فرسة في هدا المجال ويكفي ان يكون من يستر الممثل مثقفا