-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الله لا يسامحكم!

جمال لعلامي
  • 15197
  • 6
الله لا يسامحكم!

لا أدري لماذا تذكـّرت بأثر رجعي “الدعوة” أو “الدعاء” الذي جاء على لسان وزير الداخلية، خلال زيارته إلى ولاية بومرداس، الأسبوع الماضي، فقد قال بلسان الكثير من المواطنين: “لا سامح الله بعض المسؤولين”، وجاء كلامه في سياق الحديث عن تعطيل التنمية وخدمة المواطن واختزالهما في مجرّد تزيينات “لا تحكّ ولا تدك” ولا تصكّ ولا تفكّ”!

هذا التشخيص الواقعي والحقيقي، لا يخصّ ولاية بعينها، وبلدية أو دائرة أو قرية من الربوات المنسية عبر الجزائر العميقة، ولكنه دون شك، يخص الكثير من المناطق التي حوّلها مسؤولون محليون، بينهم ولاة وأميار ورساء دوائر، من السابقين واللاحقين، إلى “مقابر” لدفن التنمية والمشاريع، وبالتالي محضنة لليأس والقنوط والقنطة والغضب!

نعم، الكثير من الاحتجاجات الاجتماعية يتحمّل مسؤوليتها هذا النوع من البشر، الذي ورّط الدولة وأدخل أجهزتها في نفق الانشغال بمشاكل من المفروض أنها من مهام وصلاحيات المسؤول المحلي، وتصوّروا كيف بوال أو رئيس دائرة أو مدير أو مير، يرقد على حلحلة شكاوى يُمكن حلها في رمشة البصر، لكن قـصر النظر يجعل من الحبّة قبّة!

لقد وضع بدوي يده على الجرح، لأن شكاوى المواطنين دائما تضع المسؤولين المحليين في قفص الاتهام. والغريب في الموضوع، أن هؤلاء لا يجتهدون ولا يبحثون عن البدائل ومخارج النجدة، ومنهم من تسكن لسانه عبارة “ما وصلنا والو.. روحو تشكو.. دزو معاهم”، بما ضخـّم المشاكل المحلية وجعلها تسلك مسار الكرة الثلجية، ليغيب بعدها الحلّ أو يتعقـّد بسبب سوء التسيير وتأخير العلاج إلى غاية مرحلة “الموت” والعياذ بالله!

الكثير من الأميار ومعهم ولاة ورؤساء دوائر، ومديرو مصالح، هم “سباب خلاها” في العديد من الولايات والبلديات والمداشر، والتهمة هنا، يُوجهها مواطنون وحتى مسؤولون، إلى أوّلين وتابعين، منهم من “نام” لسنوات في مكتبه، ومنهم من “عاث” ومنهم من رقد على الأموال ولم يصرفها حيث يجب، ومنهم من فضل عقد صداقات وتحالفات مع “مشبوهين”، ومنهم من حرّر تقارير مغلوطة وضللّ الأكبر منها بأرقام مزيفة!

فعلا، صدق وزير الداخلية: “الله لا يسامحكم”، ليزيد عليها كلّ مظلوم ومستاء من هؤلاء الخارجين عن القانون والأخلاق: “الله لا تربحكم”، حيث كان بالإمكان ربح الكثير من الوقت والمال، ونقل الكثير من المناطق إلى مصاف المثالية، لكن عين أولئك بصيرة ويدهم قصيرة عندما يتعلق الأمر بمصلحة الشعب والدولة على المستوى المحلي “المخلي”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • ساسي

    الاعراب والعربان لا يتقنون الا النفاق والاعتناق والكذب والغدر والخيانة والظلم واحتقار الاخر نعم
    اللهم ارسل لنا رئيسا لبلادنا العزيزة الجزائر ولو يهوديا او نصرانيا او بوذيا المهم ان يكون مخلصا وفيا يعمل علي انقاذ البلاد مما هي فيه
    قال تعالي -الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله -صدق الله العظيم
    العرب يتلاعبون بالدين يتاجرون به للتغطية والتستر علي اعمالهم وجرائمهم -انظروا خائن الحرمين ماذا فعل باخوانه المسلمين العزل باليمن والتحريض علي قتل اخوانه بسوريا والعراق وليبيا ...

  • خالد بن عبد الحميد

    هل وصل بضعف الدولة ان وزيرا مسؤولا يكتفي بدعاء امراة على ابنها نحن نعلم كلنا اننا وبعد ابتعادنا عن اخلاقنا و ديننا اضحينا مرضى نسارع الزمن من اجل كسب اكبر كم من اللااخلاقيات و لكن يا رجل وزير الخارجية له من الاماكانات ما يستطيع به ترك الدعاء لامه و جدته و تحديد المجرمين اسما و لقبا و حتى كروموزيميا و لكن هذا حال مسؤولينا حين تسمع كلامهم تحتار و حين تنظر الى افعالهم تستغرب و تستنكر فاي حضيض بلغناه وزير الداخلية يدعو على من وضع من اجل مراقبتهم و محاسبتهم و لكن علم ان القط مريض منذ امد فلعب و لعب

  • الجاهل

    بعض الدول المستقرة و مسؤوليها المحليين منضبطين تماما أنشأت وزارة البلديات تعنى بتسيير ها لا غير.و هذا نظرا لأهميتها كونها ترعى شؤون المواطن الذي عبرها يحس بأنه يعيش في كنف وطن لا كفن وطن

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    شكرا ..
    .. لا ننكر أن الدولة وفرت تقريبا كل شيء للمواطن،
    أغلفة ماليـــــــــــــة، أو ميزانيــــــــــــــة صخمــــة لدفع عجلة التنمية،
    - دائما الأاسفل-
    ولكن "البعض " وليس الكل من حرم في حياته،
    عندما أفتح عليه ربي وتحصل على منصب ،
    تمنى حرمانه وتعاسته للآخرين حتى لو تضرروا ؟؟؟؟؟؟
    وشكرا

  • رابح دحماني

    تحية طيبة وبعد ..
    في زمن ما كنا نسمع ان زيارة مسؤول كبير في الدولة لولاية ما يتبعه إطلاق مشاريع ، ميزانية تكميلية اظافية،اما اليوم تقلصت أحلامنا لتصبح تنظيف شوارع، غلق حفر كانت هاجسا لعدة شهور، بناء اشجار ههه اقول بناء اشجار كما حدث في دائرة كبيرة من دوائر المدية اين تم تثبيت اشجار النخيل بالاسمنت ، على كل دائما مانسعد بقدرات مسؤولينا المحليين الخارقة في تحويل صورة المدينة في ظرف قصير بمجرد اشاعة زيارة مسؤول ، ويعطينا دائما ذلك الأمل ان ما تركنا في الوراء هو تخاذل مسؤولينا عن مسؤولياتهم.

  • بدون اسم

    أرجعوا الصلاحيات الحقيقية للأميار و ألغوا كل القوانين و المراسيم التي تشل حركتهم
    كل مرشح لرئاسة بلدية يجب أن ينشر برنامجه لتنمية البلدية التي ترشح فيها لتمكين
    الشعب لمحاسبتهم خلال العهدة و ليس بعد انتهائها
    يا جماعة إن منصب رئيس البلدية بساوي مشروع رئيس دولة من ثم فليس لكل من هب و دب أن يجلس على كرسي البلدية
    يجب عليه أيضا نشر كل ما يمتلكه قبل و بعد انتهاء العهدة
    يجب محاسبة كل الأميار عن فترة ما بين 99 إلى 2017 اللذين أغتنوا بسبب كرسي البلدية

    بركات من الرداءة و الفساد إلى أين نحن ذاهبون