-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المدرب الأجنبي “الطامة الكبرى”

ياسين معلومي
  • 734
  • 2
المدرب الأجنبي “الطامة الكبرى”
أرشيف

لا أدري لماذا يتهافت المسؤولون الكرويون في الجزائر على جلب الأجنبي سواء كان مدربا أم لاعبا، حتى ولو كان مستواه لا يفوق بضاعتنا المحلية، وغالبا ما يلجأ القادمون من وراء البحار إلى الهيئات الدولية للحصول على أموالهم بعد عجز أنديتنا عن تسوية مستحقاتهم، حتى أصبحنا في السنوات الأخيرة سوقا كرويا للمدربين وحتى اللاعبين الفاشلين الذين لم يتمكنوا من اللعب في الدوريات الكبيرة… وراء كل هذه “الدوشة” عصابة وسطاء همها الوحيد جلب الأجنبي بالعملة الصعبة والحصول على نسبتهم، حتى على حساب المحلي، وبمباركة رؤساء همهم الوحيد كما قلناها مرارا هو البقاء في مناصبهم وملء جيوبهم.

عندما تسمع رؤساء الأندية يصرحون بعد جلب أي لاعب أجنبي بأنه سيكون مفاجأة الموسم، وسيعطي حسبهم دفعا كبيرا للفريق، تحس بأن هؤلاء يريدون استغباء الشارع الكروي، لأن اللاعب الكبير الواثق من نفسه يختار في بادئ الأمر مختلف البطولات الأوروبية، أو الانتقال إلى الخليج، أو بعض دول شمال إفريقيا كتونس والمغرب ومصر الذين يمنحون لهم امتيازات كبيرة، وفي آخر المطاف لا يختار الجزائر إلا من لم يتمكن من الحصول على عقد في هذه البطولات، حيث يأتي إلى الجزائر ليحسن مستواه ويحصل على أموال على أمل أن يتنقل بعدها إلى بطولات أحسن من بطولتنا المنحرفة.

ما لا يفهمه متتبعو الكرة في الجزائر، هو نوعية المدربين الأجانب الذين قدموا إلى الجزائر على الأقل في عشر السنوات الأخيرة، فما عدا القليل منهم، فمعظمهم لم يقدموا شيئا للكرة الجزائرية، وحتى بعد ذهابهم، أو إقالتهم. لا ينتظرون سوى عقد من البطولة الجزائرية، لأن مستواهم لا يسمح لهم بالعمل إلا في بطولتنا المنحرفة، فأغلب التتويجات تحصل عليها مدربون جزائريون غالبا ما يتم إهانتهم وإقالتهم، في حين إن الأجنبي نفترش له الحرير ونوفر له كل الإمكانات، وهنا أتذكر أن مدربا جزائريا قال لي يوما: “طلبت من مسؤولي النادي الذي كنت أدربه بعض وسائل التدريبات، فخلال موسم كامل كانوا يتحججون باستحالة شرائها بسبب نقص الموارد المالية، لكن بعد ذهابي وجلب مدرب أجنبي، أحضروا نفس ما طلبته في ثلاثة أيام”، هنا عرفت أن الفرق كبير وشاسع بين المحلي والأجنبي.

لا أظن أن المدرب الأجنبي في الجزائر بإمكانه تحقيق نتائج إيجابية، فالموسم الماضي مثلا، لقب البطولة والوصافة كان بمدربين محليين، والمتوج بالكأس كان محليا أيضا، غير أن المسؤولين لا يعيرون اهتماما للجيل الجديد من المدربين، على غرار دزيري بلال وشريف الوزاني وعمر بلعطوي ولمين بوغرارة وسمير زاوي وغيرهم… فما قام به نبيل نغيز الذي أدخل شبيبة الساورة التاريخ، بتأهيله لدوري المجموعات هو صفعة إلى كل رؤساء الأندية الذين يحتقرون أبناء الجزائر ويفضلون الأجانب الذين حسب رأيي لم ولن يقدموا شيئا للكرة الجزائرية، فعندما يقول المسؤول الأول عن الكرة الجزائرية، إن الجزائر لا تملك لا مدربين ولا مكونين ولا مؤطرين… لا أظن أنها تملك مسؤولين، ماداموا قد أثبتوا فشلهم في إيجاد حلول لمختلف القضايا التي تضرب يوميا سمعة الكرة الجزائرية.

أدعو وزير الشباب والرياضة، وكل المسؤولين، إلى إصدار قوانين تمنع جلب المدربين الأجانب إلى بطولتنا، أعرف أن ذلك مستحيل، لكنني متأكد من أن القرار سيكون صائبا، على الأقل نعطي فرصة للإطار المحلي لإثبات قدراته وإمكاناته، رغم أن ذلك يعتبر مستحيلا، في ظل وجود “مافيا” تُسيّر كرتنا المسكينة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • و احد فاهم اللعبة

    نبيل نغيز الساورة اوصل فريقه للفوز بكاس افريقيا و وصيف بطل كاس العالم
    فعلا لقد ادخل فريقه الى التاريخ من اوسع الابواب التاهل الى لدوري المجموعات هههههه ها ها ها ها ها
    اكيد سانتحر

  • جزائري حر

    وهل جات غير فالمدرب برك. كل ما عندكم هو أجنبي.