الشروق العربي

المساجد تتحول الى وكالات للزواج.. والتدين أصبح طعما لاصطياد العرسان!

الشروق أونلاين
  • 11752
  • 0

الفتاة ذات الحسب والنسب، وذات الدين والأخلاق أصبحت حلما يراود شبابنا الراغب في الزواج، وغاية لبلوغها، طمعا في الحياة الهانئة وفي إتمام نصف الدين على الوجه الصحيح، إذ أصبح من الصعب التماس صفات التدين في وقتنا هذا، وباتت الفتاة تختار على معايير شكلية لا تدل بالضرورة عن حسن أخلاقها، نظرا للمغالطات الكثيرة التي تنتهجها بنات اليوم للظفر بعريس.

عندما تتحول المساجد لوكالات الزواج

كانت ظاهرة التقدم لطلب الحلال ببيوت الله مرتبطة بصلاة التراويح، أين تصطحب الأم بناتها اللائي ترغب في تزويجهن إلى المسجد، وتضع الخاطبة هذا الموعد صوب أعينها علها تظفر بين جموع المصليات بذات الدين لابنها أو أخيها الراغب في الزواج، وتطور الأمر مع مرور السنين كي تتحول هذه العادة إلى ظاهرة يمكن ملاحظتها على مدار العام وليس بالخصوص في صلاة التراويح، إذ تكتظ مساجد النساء بأعداد من الفتيات تجدهن في صلاة العيدين وصلاة الجمعة، والعجيب أن هذه الفئة ممن يقصدن بيوت الله لأغراض غير العبادة، عادة ما يأتينها بما لا يليق بها، فتجدهن متزينات بمساحيق التجميل وكأنهن خرجن من عرس قريب لتوهن، بل إن شهادة زينب وهي منظمة سابقة بمسجد بالعناصر تؤكد “أن فتيات كن يأتين المسجد أيام الجمعة وعلى عيونهن كحل ومساحيق تجميل، وبقايا طلاء على أظافرهن ما يثبت أنهن من دون وضوء، يجتمعن في إحدى زوايا المسجد أو ببيت الوضوء يتسامرن ويقهقهن، ومهمتهن الوحيدة من هذه الزيارة التلطف للعجائز من أجل خطبتهن..”، أما صديقتها هاجر والتي لاتزال متطوعه بالمسجد ذاته فحدثتنا عن فتيات يأتين لحضور حلقات التفسير وحفظ القرآن، فقط من أجل التظاهر بالتدين حسب ما أدلين لها من شهادات، بل وقد يصل الأمر ببعضهن إلى إجراء مكالمات هاتفية مع خلانهن داخل حرم المسجد عندما لا يجدن لهن من هدف.

الحجاب في المناسبات “هذا لباسي”..

بات شائعا في مجتمعنا أن الأفراح والجنائز وحتى “العزومات” العائلية، أصبحت مسرحا للاستعراض عند التلاقي، كما صارت تغتنمها الفتيات المتأخرات عن الزواج كفرصة تقربهن من مرادهن، خاصة وأن الكثيرات دخلن العرس أو الجنازة من دون عريس وخرجن بعريسين أو ثلاثة للاختيار، رغم أنهن لا يضعن المساحيق باهظة الثمن ولا يلبسن فساتين سهرة من ماركات معروفة، وبعد التقصي يتبين لنظيراتها أنها اختيرت لتكون عروسا لابن فلانة أو لأخيها بفضل تدينها وأخلاقها، وهكذا حتى تفشت ظاهرة جديدة في المناسبات الجزائرية، فكثيرا ما تلمح شابة تحتفظ بحجابها رغم أن الجمع نساء، وترفض الرقص على أنغام “الراي” متعللة بالحرام، وأحيانا كثيرة لا تتحمل الجلوس فترقص بحجابها مرددة عبارات الأغاني دون وعي، رشا شابة مثقفة في الثلاثينيات من العمر، فاتحناها في الموضوع فأقسمت أنها لأكثر من مرة تلتقي قرينات لها في المناسبات وتعجب كيف يلتزمن بلباس محتشم وسط النساء، وهن من يتبرجن في الشارع، وتقول: “عن نفسي، كنت شاهدة على خطبة بنت الجيران في حفل زواج أخي، كانت ترتدي قفطانا طويلا يعلوه حجاب، وقد كلفتني إحدى المدعوات بجمع معلومات عنها للتقدم لخطبتها، لأنها تبدو فتاة متدينة ومتخلقة ومحتشمة..”، تضيف رشا أن الفتاة ذاتها لا ترتدي غير سراويل الجينز والألبسة الفاضحة مع الحجاب أثناء ترددها على العمل..

خدعتني بالجلباب

عبد الكريم، صاحب الثلاث والثلاثين ربيعا، شاب متدين من العاصمة، يروي كيف اختارت له أمه زوجة متجلببة، يقول: “في عاداتنا تبحث الأم عما يناسب ابنها عندما يرغب في الزواج، فتختار له المتدينة الجميلة الرزينة، وهو ما كانت تبحث عنه أمي عندما التقت زوجتي في زيارة إلى ولاية أخرى، خطبتها وكانت على قدر من الجمال يزيدها جلبابها نورا على نور…”، ويواصل عبد الكريم متحسرا: “ولكن أخلاقها كانت الصفقة الفاشلة، لا تصلي ولا تطيعني في أتفه الأمور، تعصي والداي عكس ما ينص عليه الدين”.

مقالات ذات صلة