-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مسجد سيدي رمضان بالقصبة

المعلم الذي تخرج منه عبد الرحمان الجيلالي

الشروق أونلاين
  • 5089
  • 2
المعلم الذي تخرج منه عبد الرحمان الجيلالي

ترجلنا هبوطا في شوارع القصبة العتيقة، نتنسم رائحة القهوة “الملقمة” من البيوت المجاورة، لكن رائحتها تحرشت بنا أكثر لنجد أنفسنا في مقهىLe repère نرتشف قهوة ومعها “قلب اللوز”في أحضان الذاكرة، فكل مرتدي المقهى من جيل الثورة، وجوههم تشي بحكايات كثيرة عن “معركة الجزائر”، ناهيك عن صور وبراويز، أختيرت بعناية، وكأنك تلج متحفا للتاريخ والذاكرة، وما يزيد المكان حميمية، صوت العنقى الذي يتصاعد شيئا فشيئا ليخيم على المكان صمت جلل، شربنا القهوة التي قدمت من دون ماء، لتقذفنا إلى “عين سيدي رمضان” التي أروتنا بماء بارد عذب، إننا إذن بشارع “سيدي رمضان”، على مقربة من “مسجد سيدي رمضان”.

المسجد الأقدم في القصبة العليا، والذي لم يستقر الباحثون عن أصل تسميته، فهناك من يقول أن اسم المسجد جاء على اسم أحد جنود الجيش الإسلامي الذي قدم إلى شمال إفريقيا ضمن حملة الفتوحات الإسلامية التي قادها الفاتح الإسلامي “عقبة بن نافع”، حيث استقر هذا الجندي بعد ذلك بالجزائر، وبعد وفاته تم دفته في إحدى أركان هذا المسجد، ومنه أخذ هذا الصرح الديني تسميته الحالية، في حين أشار آخرون إلى أن “سيدي رمضان” ولي صالح تعود أصوله إلى أحد عروش مدينة الزيبان ببسكرة، مستشهدين بما رواه من جاؤوا من ولاية بسكرة إلى هذا المسجد، والذين أكدوا أن هذا الرجل الصالح ينتمي منطقة بسكرة، وهناك من يرجع أصله إلى المشرق العربي.غير أن ما يتفق عليه أن بنائه جاء بأمر من “بولغين بن زيري”، ويعد أحد حدود الجزائر بني مزغنة التي بنيت على أنقاض المدينة الرومانية”إيكوزيوم” من الناحية الشمالية والتي امتدت حدودها إلى باب عزون بالقصبة السفلى المتجهة نحو باب البحر، ومنه إلى باب الوادي، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن العاشر والحادي عشر ميلادي وذلك استنادا إلى ما ورد في كتاب “مساجد مدينة الجزائر” للدكتور “بن حموش”، فبعد الدخول العثماني تم توسيع القصبة العتيقة إلى أعالي العاصمة على نفس النسق المعماري للمدينة القديمة، مما يبدو أنها شيدت في مرحلة واحدة، ومصممة على يد مهندس واحد، وكان يطلق على هذا المسجد خلال هذا التاريخ استنادا إلى ذات المصدر اسم “مسجد القصبة القديمة”.

يقول مرشدنا”السيد قرشي” عن “FONDATION CASBAH ” أن أول ما يستقبلك وأنت تدخل المسجد العتيق “السيقفة”، ومنها إلى قاعة الصلاة مباشرة، حيث يوجد بها محرابان، ويوجد على جانب باب المسجد غرفة صغيرة تسمى”المقصورة” وغرفة مخصصة للإمام الخطيب، وعين ماء وميضأة، وغرفة مظلمة تضم ضريح الوالي الصالح سيدي رمضان، ولهذا المسجد ثلاثة أبواب واحد مفتوح على شارع سيدي رمضان، وهو مدخل مخصص للرجال، والثاني على شارع محمد عزوز شارع “النمر” سابقا، وهو مخصص للنساء، والثالث يوجد مصلى مخصص لصلاة الجنائز، يقع على شارع “لزواف” محمد أغريب حاليا. سقفه القرميدي ذا اللون الأحمر، الذي ينقسم إلى تسع مسطحات متباينة الاتجاه موضوعة باتجاه عرض المسجد. وقاعة الصلاة لهذا المسجد شبه مستطيل طولها 32 مترا مربعا، وعرضها 12 مترا مربعا، متجها شمال جنوب، لكنه ينحرف في آخر جنبه الجنوبي نحو الغرب بزاوية منفرجة، ويحمل السقف ثمانية عشر عمودا من الحجارة تبعد عن بعضها بحوالي ثلاثة أمتار، ويشد سقف المسجد أربعة أعمدة عادية الشكل تنتهي بنقوش هندسية مميزة نحو الأعلى وتقسم سقف المسجد إلى ثلاثة أروقة طويلة وتسعة عرضية تتناسب مع مسطحات السقوف القرميدية وتتناسب مع المئذنة وهي مربعة الشكل تشبه إلى حد ما مئذنة الجامع الكبير بالجزائر العاصمة الذي بني على يد المرابطين، سنة 1097 للميلاد.

وقد انكمشت طقوس المسجد الدينية اليوم إذ عرفت في عقوده الأولى نشاطا مكثفا، واقتصرت مهامه في وقتنا الحالي على تأدية الصلوات الخمس، بالإضافة إلى بعض الدروس الفقهية التي يقدمها الإمام الخطيب إضافة إلى تعليم الأطفال الصغار قراءة القرآن وتحفيظه، كما تخرج من رحاب هذا المسجد عدد كبير من العلماء الأجلاء منهم “محمد زكري”، “أبو يعلى الزواوي”، “عبد الرحمان الجيلالي” هذا الأخير الذي شغل منصب إمام خطيب به سنة 1945، وغيرهم…

…يتبع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • الادريسي

    شيء محزن أن نرى تاريخ الحضارات التي مرت بها العاصمة، والتدمير الوحشي جاء بعد أن نلنا الاستقلال عن فرنسا. مواطنون ومصالح النظام استولوا على الكثير من العوالم حتى القبور، من أين جيئنا؟ سؤال يحير؟!!!

  • صولة عبد الرحمان

    يا كاتب المقال ؟؟؟؟ جاتك ثقيلة باش تقول الشيخ عبد الرحمان الجيلالي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ شوية احترام لعلم من اعلام الجزائر