-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أبواب مفتوحة حول المكتبات وقاعات المطالعة بتيزي وزو

المكتبات العمومية تصارع للبقاء في ظل الزخم المعلوماتي وزمن الإنترنت

فروجة. م
  • 360
  • 0
المكتبات العمومية تصارع للبقاء في ظل الزخم المعلوماتي وزمن الإنترنت
أرشيف

تصارع المكتبات وقاعات المطالعة العمومية، من أجل البقاء وضمان مكانها كجزء من مؤسسات التنشئة والمنظومة الفكرية والعلمية، التي طغى عليها الإنترنت في عصرنا الحالي الذي تغيرت معالمه، وأصبح الوصول إلى المعلومة على حد قول الأستاذ الراحل “عبد اللطيف صوفي”، المشي على أطراف الأصابع، في إشارة منه إلى استعمال الهاتف، الأمر الذي أثر سلبا على دور المكتبات العمومية في وقتنا الراهن.
“فنون ومكتبات”، هو شعار الأبواب المفتوحة حول المكتبات وقاعات المطالعة العمومية التي نظمت بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، منذ تاريخ 23 نوفمبر الجاري وإلى غاية 30 من نفس الشهر، أين كانت قاعات دار الثقافة بتيزي وزو والمكتبات المنتشرة عبر مختلف مناطق ولاية تيزي وزو، كارفورا لعرض مختلف الكتب وأعمال ورشات الأطفال، ومختلف النشاطات المنظمة على مستواها، من أجل أن يبينوا للزوار والحاضرين الدور الهام الذي تلعبه المكتبات في حياتنا اليومية والتأثير الإيجابي لها داخل المجتمع.
الأبواب المفتوحة كانت فرصة أيضا لتنظيم ملتقيات علمية حضرها أساتذة جامعيون ومكتبيون، قضوا حياتهم كلها بين رفوف الكتب، وهم ينتقلون ويبحرون بين أسطرها، ناهيك عن مهمتهم العلمية والمعرفية ومساعدة الباحثين على المعرفة في إيجاد المعلومات التي تناسبهم، كما أنهم يسعون جاهدين إلى إعادة فئة الأطفال والشباب إلى أروقة المكتبات، من خلال تشجيعهم على المطالعة التي تثري رصيدهم المعرفي وتأخذهم إلى حدائق غنية بكنوز المعرفة والعلم باختلاف ألوانها وأزهارها، فهي كارفور لجميع الأحلام الإنسانية.
الأستاذ “حمزة لعجال”، دكتور في علم المكتبات بجامعة تيزي وزو، قدم محاضرة حول المكتبة العامة والرعاية المعرفية للمجتمع، حيث قدم فيه فائدة المعلومة منذ بداية نشأة الإنسان إلى غاية يومنا هذا، أين تزداد أهمية المعلومة في اتخاذ القرارات، سواء في الحياة اليومية أم مختلف المشاريع التي يقوم بها، كما تحدث أيضا عن المكتبة العامة كمفاهيم جديدة، فالمكتبة اليوم تطورت ولم تعد مجرد مكتبة تقدم الكتب، فهي اليوم تسعى إلى تنشئة المجتمع وتنمية فكره، ومرافقته في مختلف الهوايات والمواهب أيضا، رعاية التراث والتقاليد والحفاظ على ثقافته وهويته وهي من رسائل المكتبة اليوم في عصر الرقمنة والعصرنة.
الدكتور الجامعي أشار إلى أن المشكل المطروح اليوم، أنه لا يمكننا أن نفرض على المجتمع أن يتعامل مع المكتبة، وإنما وجب علينا أن نوضح له إيجابيات المكتبة في ظل السلبيات المنتشرة في بيئة الإنترنت التي طغت عليها ظاهرة التلوث المعلوماتي، حيث يحتوي على الكثير من المعلومات الخاطئة والمضللة وغير الهادفة، لهذا، يكمن دور المكتبيين في التوضيح للمجتمع أن الإنترنت ليس مصدر معلومات سليما، فهو بيئة ملوثة، عندما يدرك الفرد هذه المعلومات، سيعود حتما إلى المكتبات العامة ومؤسسات المعلومات المعترفة بها، على أنها الوحيدة التي تمنحه معلومات موثوقة.
هذه الدورات أو الأبواب المفتوحة تساهم في التسويق للمكتبة، لأن الكثير من أفراد المجتمع لا يعرفون أن المكتبة قد تطورت وظائفها، ولم تعد تقتصر على تقديم الكتاب فقط، بل فيها ورشات ونشاطات تعيد إلينا الاشتياق إلى الكتاب، ما دفع بالأولياء إلى اصطحاب أبنائهم إليها، لأنها تعتبر مساحة ترفيهية، وليست مساحة تعليمة فقط، فعندما يأتي الطفل إلى المكتبة، “خاصة ورشة الفيزيائي الصغير الطبيب الصغير وورشة الفلاح الصغير”، سيكتشف مواهبه ويتعلم تقمص دور تلك الحرف.
ولهذا، فعلى المجتمع اليوم أن يحرص على انتقاء المعلومة الصحيحة، واتخاذ القارات بناء على دراسة المعلومات وليس القرارات العشوائية التي تؤدي بالشخص إلى طريق مغلق مليء بالمخاطر والمشاكل، فمؤسسات التنشئة الفكرية تتعدد والمكتبة هي جزء من هذه المنظومة الفكرية التي تتميز خدمتها الجوهرية بالمرافقة والرعاية المعرفية، خاصة في ظل المشاكل التي نعيشها اليوم، وتؤدي إلى الانحراف، ورغم هذا الزخم المعلوماتي في الإنترنت في زمن السرعة، إلا أن دور المكتبات لا يزال قائما، رغم صراعها اليومي من أجل البقاء، والحفاظ على مكانتها وسط هذه التغيرات التي عصفت بمجتمعنا، ولا تزال تحتفظ بروادها الذين لا يفارقون أروقتها ولا يملون من احتضان كتبها والإبحار في محتوياتها، رغم توفر المعومات على الإنترنت وبقبضة زر.. هذه المنظومة المعلوماتية الجديدة، التي صرح بشأنها الدكتور بأنهم كباحثين ليسوا ضد الإنترنيت والمعلومة الرقمية، إلا أنه وجب الاستخدام السليم للمعلومة، وذلك باتباع معايير التقييم السليم، التي تتمثل في عدم اقتناء معلومة من مصدر غير موثوق أو الصفحات أو المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي الذين لا يرقون إلى قيادة المجتمع.
اليوم، أصبحت المعلومة الرقمية والإنترنت خطرا على البيئة، بالرغم من توفيرها المعلومة. لهذا، لا بد من تحسيس الأبناء والمحيط باقتناء المعلومة من المكتبة التي يقع عليها الدور في ترسيخ المبادئ الأساسية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!