-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“بن بولعيد” ينهي عقدة “المختار”

الشروق أونلاين
  • 3093
  • 0
“بن بولعيد” ينهي عقدة “المختار”

إذا سمحنا لأنفسنا بأن نطالب مريضا قضى أكثر من عقدين في الإنعاش بالمشاركة في سباق للماراطون، فإننا سنسمح لأنفسنا بمطالبة مخرج ومنتج فيلم “بن بولعيد” ببلوغ الحدود القصوى من الجودة والكمال..

  • الأخطاء موجودة وشوهدت ومن الغباء والسذاجة إنكارها، لكن الغيبوبة الطويلة التي أدخلت فيها السينما الجزائرية منذ أن تقررت خصخصتها الوحشية نهاية الثمانينيات تشفع للفيلم وتلتمس له في مكان العذر أعذارا..ثم ألم يقولوا بأن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة.
  •   أخيرا رأى فيلم “بن بولعيد” النور، وأخيرا أيضا رأينا معه بعض البصيص من الأمل في عودة السينما الجزائرية إلى سابق عهدها من “الملحمية” والجدية، وأخيرا أيضا استعادت الدولة الجزائرية بعض رشدها عندما أدركت بأن تمويل الأعمال الإبداعية استثمار حقيقي في المستقبل.
  • انطلاقا من كل هذا أمكن أن نعطي قراءة أخرى للحدث تتجاوز العرض الشرفي لفيلم سينمائي لا يمكن أن يتفق البشر على مستواه ونوعيته، قراءة أخرى ترى في نزول رئيس الجمهورية إلى قاعة “الموڤار” لرعاية العرض والتعليق عليه، بادرة تستحق التوقف، فربما فهم القائمون على قطاع الثقافة عندنا الرسالة واستوعبوا حجم البادرة، وفهموا بأن “بن بولعيد” جاء ليعلن خروج السينما الجزائرية من غرفة إنعاشها..ربما بدت خطاها متثاقلة ولكنها خرجت.
  •  وفي القراءة الأخرى أيضا عودة بعض الوعي في كون الجزائر ليس محكوما عليها بتعداد فضائحها السمعية البصرية على شاكلة “بابور الدزاير”، ويمكنها بالقليل من الإرادة  تقديم وجه جميل ومشرق للذوق الجزائري على مستوى المواضيع على الأقل، وذلك أضعف الإيمان، فالجزائر فيها من الملاحم والبطولات ما لا تستطيع السينما وحدها احتواءه، الجزائر التي أنتجت بن بولعيد هي نفسها التي قدمت للبشرية ماسينيسا ويوغرطة والأمير عبد القادر وأحمد باي والمقراني وابن باديس والإبراهيمي وعميروش وعلي لابوانت وغيرهم من النجوم. 
  • كلما شاهدنا عرض رائعة الراحل مصطفى العقاد “عمر المختار” شعرنا بعقدة تدمي القلوب، عقدة الفشل فيما نجح الليبيون؟..ألا يمكن اعتبار “بن بولعيد” بداية النهاية لتلك العقدة؟
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!