-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في كتابه الجديد "علامات سردية" عن منشورات الاختلاف

بوطاجين يطرح علاقة السرد بالسينما في زمن “المخرجون الآلهة”

زهية منصر
  • 529
  • 0
بوطاجين يطرح علاقة السرد بالسينما في زمن “المخرجون الآلهة”
ح.م

يعود الدكتور سعيد بوطاجين، في كتاب جديد صادر عن منشورات “الاختلاف” تحت عنوان “علامات سردية” يقارب فيه مجموعة من الأسئلة النقدية المتعلقة بالرواية والقصة القصيرة وعلاقة السرد بالسينما والفيلم عموما، حيث يؤكد بوطاجين أن الكتاب الجديد الذي سيكون حاضرا في معرض الكتاب القادم يتناول “المصطلح السردي، وإشكالات الحداثة السردية، كما هي مفهومة في بعض التلقي العربي للكلمة، دون البحث عن معناها الفعلي وسياقات إنتاجها”. ويركز الكتاب على حاضر القصة القصيرة في الوطن العربي، جذورها، خاصة جانب المحاكاة الذي ميزها في تجاربها الأولى، ومحاولة تجاوز المرجعيات الغربية الضاغطة بحثا عن الذات، خصوصياتها السردية اللافتة التي اكتسبتها مع الوقت والتجربة.
كما وقف الكتاب على جرد للقصة الجزائرية عبر التاريخ، من خلال أهم الأسماء التي احترفت هذا الفن، وقضايا الشكل والسرد والمعجم والموضوعات. كما تناول الكتاب بعض المغالطات التقنية التي تمّ تسويقها في جدل الرواية وعلاقتها بالحداثة، ومن ذلك ما كان ذا علاقة بالبنية الزمنية والمستويات اللغوية التي فهمت بشكل إملائي، أو باستثمارات أيديولوجية ليست ذات علاقة بالجماليات، وهو فهم متواتر في أغلب أطروحاتنا، مع أنه غير مؤسس أكاديميا وفنيا.
ويضيف بوطاجين متحدثا عن كتابه أن “ثم بعض ما وجب مراجعته جذريا لأنه قام على الإملاء، وليس على المعرفة والمساءلة الفعلية”. وفي سابقة يجمع بوطاجين بين النقد الأدبي والنقد الفني من خلال طرحه لعلاقة السرد والصورة وبين الكلمة والفيلم، أو ما تعلق بالكتابة الإخراجية وطريقة تجسيدها، سواء باحترام النص القاعدي، أو بالقفز عليه، كما يفعل المخرجون – الآلهة، أو المخرجون المستبدون الذين ينظرون إلى المؤلف باحتقار. إضافة إلى تعامل الصورة مع المجاز، أو مع الاستعارات التي يتعذر نقلها إلى الصورة، مع أنها أساسية في الكتابة، وخيار من خيارات المؤلفين، ومن هؤلاء نيكوس كازانتزاكيس. هناك، في واقع الأمر، تساؤل يخص هذا الجانب المعقد في هذه العلاقة التي عادة ما كانت صدامية، مع أن الفيلم يقدم خدمات جليلة للسرد، خاصة عندما يكون المخرج عارفا، وذاك أمر نادر في ممارساتنا الحالية بالنظر إلى النظرة الاستعلائية التي يكرسها بعض المخرجين الذين يقولون: “على الكاتب أن يخرج عندما يدخل المخرج”. وهو موقف لا مسوّغ له.
كما تناول الكتاب قضية المصطلح السردي: مستويات التلقي والترجمة والتأصيل، وهو إضاءة لجانب منهجي وأكاديمي يخص كيفية تعامل البحث مع المعرفة الوافدة، أو مع المنجز الغيري الذي فرضته سياقات عينية، بيد أننا، في كثير من الحالات، لا نأخذ في الحسبان هذه الشبكة من العلاقات المنتجة له، وأهم الانزلاقات التي تميزه عند هجرته من علم إلى علم، ومن حقبة إلى حقبة. ما يعني أن احترام هذه الحلقية حتمية لمعرفة مجموع المتغيرات التي يعرفها. أما الاكتفاء بالخاتمة، دون الجذور والتحولات، فقد ينتج معرفة جزئية، ليست مؤهلة للإحاطة به.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!