-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تتسبّب في مرض تليف الرئة ومضاعفات أخرى

تربية الطيور بالمنازل.. متعة محفوفة بالمخاطر الصحية

نادية سليماني
  • 3125
  • 0
تربية الطيور بالمنازل.. متعة محفوفة بالمخاطر الصحية
أرشيف

يقلل كثير من الجزائريين من خطورة تعشيش طيور الحمام بأسقف منازلهم ومن تربية الدجاج. ففضلات الحمام تسبّب حساسية خطيرة جدا، تصل حتى حدوث تليف الرئتين الخطير. ولذلك، ينصح الأطباء العائلات بعدم ترك طيور الحمام معششة فوق رؤوسهم، خاصة أنها من الطيور سريعة التكاثر والتواجد في جماعات كبيرة، ومثلها الدجاج.
وانتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة إطعام طيور الحمام في الأماكن العامة، بحيث نجدها متجمعة بأعداد كبيرة جدا فوق المنازل وأسلاك الكهرباء، منتظرة شخصا يمدها بالطعام، وإن كانت الظاهرة ممتعة للنظر خاصة في الحدائق العمومية، ولكن لديها مخاطر.
وتشتكي بعض العائلات من ظاهرة إطعام طيور الحمام أمام منازلها، ما يتسبّب في تعود هذه الطيور على المكان ومن ثمّ، تعشيشها فيه لتبقى قريبة من مصدر الطعام.
وتقول إحدى السيدات القاطنة بحي المنظر الجميل بالقبة، بأن والدتها توفيت بسبب مرض تليف الرئتين الخطير، والسبب المباشر في تدهور حالتها الصحية، هو وجود طيور حمام بسقف منزلهم طيلة أيام السنة، وبأعداد كبيرة، ما جعلها تصاب بحساسية مزمنة تطورت إلى ضيق تتنفس ثم تليف الرئتين الذي قضى عليها في النهاية.
وتعد الحساسية أحد الأمراض المتعلقة بتربية الحمام أو تواجده الدائم بالمنازل، بالإضافة إلى حالات مرضية أخرى، مثل الالتهابات الجلدية الشديدة، واحمرار الجلد، والانتفاخات، وصعوبة التنفس.. ويعاني بعض الأشخاص من حساسية زائدة لمخلفات الحمام، من فضلات وريش، التي تكفي كميات صغيرة منها للتسبب في رد فعل تحسسي.

من أعراضها السعال المزمن وضيق التنفس
وفي هذا الصدد، أكد المختص في الأمراض الصدرية، سمير لعرابي، أن تربية أو تواجد طيور الحمام وحتى الدجاج في المنازل، يتسبب في أضرار كبيرة على الأفراد، وقال: “هذه الطيور لا تسبّب حساسية عادية، على غرار انسداد الأنف آو السعال أو تهيج الجلد فقط، ولكن الخطير، أنها تتسبّب في حساسية تمتد إلى داخل الرئة العميقة، مخلفة أضرارا كبيرة لهذا العضو بالجسد”.
وبحسب لعرابي، فالطيور التي تتواجد يوميا بالمنازل وبأعداد كبيرة، تسبّب غالبا لأصحابها مرض تليف الرئة الخطير، وكشف أن إحدى مريضاته، كانت تعاني ومنذ سنوات من ضيق في التنفس وسعال متواصل، وأخبرته بوجود طيور حمام بسقف منزلها.
وأضاف: “عندما أخبرتها بأن سبب حساسيتها المزمنة هو تواجد الحمام بمنزلها، لم تصدق الأمر في البداية، إلى أن رجعت تحاليل دمها المرسلة من فرنسا، التي أكد فيها الأطباء أنها مصابة بحالة حساسية تسمى مرض مربي الطيور”.
ويؤكد مختصون في تربية الطيور أن هذه الحيوانات من أهم مسببات الحساسية للبشر، رغم تنظيف الشخص لمكان تواجدها. مشيرين إلى أن تربية الأعداد الكبيرة من الطيور تجعل الشخص تظهر عليه أعراض حادة يمكن تشخيصها وعلاجها مبكرا، عكس شخص يربي عصفورا واحدا، الذى قد تظهر عليه الأعراض بعد فترة طويلة.

ضرورة ارتداء مربي الطيور والعصافير كمامات
وأردف محدثنا: “ترك هذا النوع من الحساسية دون علاج، يؤدى إلى تليف في الرئة، لأن المواد الميكروسكوبية الصادرة من الطيور تدخل فى الحويصلات الهوائية للأشخاص الذين يعانون من حساسية لهذه المواد، وتعمل على إتلاف نسيج الرئة، ويتفاعل الجهاز المناعى بإفراز مواد مناعية ويستقبلها كأجسام خطيرة وهذه المواد المناعية تؤثر على نسيج الرئة، ويصيبها بالتليف”.
وينصح الأطباء بمنع الحمام من التعشيش في منازلهم، وتربية الطيور والدجاج والعصافير في أماكن بعيدة عن المنازل، مع ارتداء كمامات تغطي الأنف والفم عند التعامل اليومي معها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!