الرأي

تسياق الرئاسة

عمار يزلي
  • 6230
  • 5

من قال إن رئيس الجمهورية في أضعف حال مما يكون؟ ومن قال إنه لا يتحكم في كرسيه النقال قبل كرسيه الثابت؟ خطأ! السيد الرئيس في كامل قواه ويقوم بكافة مهامه المنوطة به كرئيس لا يرأسه رأس ولا شاشية! والدليل أنه قام مؤخرا “بحملة تسييق” للبيت الرئاسي بكامله! شمر على رجله وذراعيه ولبس “الطابلي”.

نمت على خبر إقالة وإنهاء مهام عدد من “المستشارين”، الجنرالات المخ منهم والبوزلوف والدوارة والهيدورة، لأجد نفسي أدخل على رئيس الجمهورية وهو “يسيق” رئاسة الجمهورية لوحده: قلت له: سيدي الرئيس؟ ما هذا؟ بريت ونضت وراك تسيق؟ وين راهم “ليفام ديميناج”؟ قال لي بلهجة “العين الكبيرة” (ندرومة):”راني سيقت الراصة دي يماهم!” قلت له: وأنت من تقوم بمهام التسياق والتجفاف على كبرك ومرضك ورئاستك ومكانتك! الجزائريون لا يقبلون برئيسهم يقوم بمهام فام ديميناج! قال لي: بلع “علي الفا ديالك راني نقول لك”. قلت له: “كانوا معاونينك غاية والآن أنت وحدك من يقوم بمهام النظافة؟” قال لي: سعيد خاي أخرج علي حتى أنتينا يرحم دي ماتوا لك خليني نخدم. هذا الخدمة كان لازم نعملها صافي لانطا”..

فهمت أن الرجل مستاء من مستشاريه السابقين العسكريين والمدنيين، وأنه إنما استقدمهم ليجنب نفسه حروبا جانبية ويشتري بهم رضا بعض الأطراف. عرفت منه أنه لم يكن دائما على وفاق مع  “مستشاريه” خاصة المخ، لأن الرئيس يعتبر نفسه هو المخ وأن الأمخاخ الأخرى غير موجودة أصلا.. وكل ما هو موجود، لا يعدو أن تكون “بصلات سيسائية” ذات طابع سياسي!. إنما كان لابد أن يسكت بهم بعض الأطراف داخل أجنحة السلطة، مع أنه لم يكن يستشير أحدا منهم إلا بما يريد أن يشيروه عليه. كان يحس، حسبما فهمتهم وعرفته في الأيام الأخيرة منه أنه آن الأوان للتخلص من كثير من “الأواني” ممن يتحدثون باسمه ويقومون بأعمال لصالح مصالحهم على حساب مصالح الرئيس الشخصية والعمومية.

قلت له: خويا عبد العزيز، أنت خويا وعزيز علي، بصح هذا الخدمة تقدر تضرك. أنا أعرف أن هذه هي العهدة الأخيرة، ولكن هذا لا يعني أن تقوم بأعمال قد تنقص من عهدتك. رد علي بغضب وهو يمسح يديه في الطابلي: سعيد، أخرج علي راني نقول لك..”دوريان أفون”، أنا هو الرئيس الوحيد والكامل: نسيق وحدي، ونحكم وحدي ونهدر وحدي، وندير اللي بغيت وحدي..ونموت وحدي..أخرج علي وخليني نكمل التجفاف وحدي.

عندما أفقت، كانت زوجتي قد سيقت الدار بأكملها وحدها على كبرها، وهي “تنقرش” على قلة لبنات والوالي والضناية العوجا.. 

مقالات ذات صلة