الرأي

تصحيحٌ للهوية.. أم حنينٌ إلى الجاهلية؟!

سلطان بركاني
  • 2251
  • 25
أرشيف

في كتابه “الشرق الأدنى.. مجتمعه وثقافته”، قدّم المستشرق ث. كويلر يُنج، أستاذ العلاقات الأجنبية ورئيس قسم اللغات والآداب الشرقية بجامعة برنستون الأمريكية، اعترافا علنيا مهمّا، بخطّة ماكرة عمل عليها الاستعمار الحديث في كلّ بلد مسلم دخله، إذ قال: “إنّنا في كلّ بلد إسلامي دخلناه، نبشنا الأرض لنستخرج حضارات ما قبل الإسلام، ولسنا نطمع بطبيعة الحال في أن يرتدّ مسلمٌ إلى عقائد ما قبل الإسلام، ولكنْ يكفينا تذبذبُ ولائه بين الإسلام وتلك الحضارات”.

يقول الاستاذ محمد قطب–رحمه الله- في كتابه “واقعنا المعاصر” تعليقا على اعتراف هذا المستشرق الصّريح: “كانت هذه هي الحال في كل مكان في العالم الإسلامي توجد فيه آثار من بقايا عبدة الأوثان الذين كانوا يسكنون الأرض قبل مجيء الإسلام، سواءٌ في الجزيرة العربية أو بلاد الشام والعراق أو غيرها من البلاد. ظل الأمر كذلك ما يزيد على ألف عام؛ الناس في إسلامهم، وهذه الأوثان في الأرض، لا تثير فيهم إلا عبرة التاريخ..

ولكن المخطط الخبيث الذى حمله الصليبيون معهم وهم يجوسون خلال الديار كان هو نبش الأرض الإسلامية لاستخراج حضارات ما قبل التاريخ، لذبذبة ولاء المسلمين بين الإسلام وتلك الحضارات، تمهيدا لاقتلاعهم نهائيا من الولاء للإسلام! كان المقصود هو إثارة النعرة الفرعونية في المصريين المسلمين، حتى إذا انتسبوا لم يكن انتسابُهم إلى الإسلام، إنما إلى “مصر” بعيدا عن الإسلام، كما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم: “أنا مصري بناني من بنى هرم الدهر الذى أعيى الفنا”.. وإذا كان حافظ إبراهيم نفسه له شعرٌ إسلامي، فقد تحقق فيه المخطط الخبيث على أيّ حال، وهو ذبذبة ولائه بين الإسلام والحضارات السابقة على الإسلام كما قال ذلك المستشرق الصريح”.

واضح أنّ الدّاعي لنقل هذه الكلمات، هو هذا الهوس الذي انتاب بعض المسلمين من مختلف الأعراق بنبش التاريخ القديم قبل الإسلام بحثا عن رموز ترسم لها الصّور وتنحت التّماثيل، وتُنسب إليها المناسبات، بحماس يدعو إلى التساؤل: أيّ فائدة سيجنيها هؤلاء في دينهم أو دنياهم من هذا العمل الذي يقدَّم في كثير من الأحيان على أنّه يهدف إلى إحياء الهوية الحقيقية، خاصّة في هذا الزّمن الذي تعطي فيه الأمم الأولوية لرسم ونحت وبناء المستقبل؟

إنّ المرء ليعجب حقيقة ويتساءل: لماذا يُنصّب تمثالٌ لفرعون عاش وقاتل لأجل المُلك والسّلطان، في زمن تنادي فيه البشرية بالتحرّر من العبودية والفرعونية؟ لماذا يُنحت تمثالٌ لملك قاتل جيرانه وأهل عرقه من أجل مستعمِر قادم من وراء البحر لا يحمل أيّ رسالة غير العلوّ في الأرض واستعباد الشّعوب؟ لماذا يراد للأعراق المختلفة التي انصهرت في الإسلام من عرب وفرس وأمازيغ وأتراك… أن تطوي صفحاتها النّاصعة في ظلّ الإسلام، لتعود إلى صفحات قبله كانت فيها من دون رسالة أو هدف؟

ليس الأمازيغ وحدهم من يراد لهم أن يعودوا أدراجهم إلى حضارات ما قبل الإسلام؛ فالشعوب العربية والإسلامية كلّها يزيّن لها شياطينُ الإنس والجنّ أن تبحث عن ثقافتها ورموزها وعاداتها في تاريخ ما قبل الإسلام، لتحييها من جديد؛ وفق مخطّط بدأ مع الاستعمار الحديث، ولا يزال مستمرّا إلى يوم النّاس هذا، وقد تسارعت وتيرته في السّنوات الأخيرة، عندما شعرت الماسونية العالمية بأنّ زمن عودة الإسلام بدأ يقترب وأدركت أنّ حروب الشّبهات والشّهوات لن تنجح في إخماد صوت الإسلام، ولم يبق سوى حرب تشتيت الولاءات وإيقاد العصبيات، وتحريض المسلمين على التنافس في نبش التاريخ بحثا عن رموز قديمة يُعقد لها الولاء وتنصَّب لها التماثيل ويلمّع تاريخها، ولا بأس في اختلاق تاريخ للرموز التي لا تملك تاريخا.

المخطّط خطيرٌ وماكر، بدأه اليهود حينما حاولوا إيقاد الفتنة في المدينة بين المسلمين من الأوس والخزرج،  ولا يزال قائما إلى يومنا هذا بحدّة أشدّ ومكر أكثر تركيزا.. وها نحن نرى ونسمع في السّنوات الأخيرة، وفي كلّ بلد مسلم، دعوات تحظى بالإشهار المجّاني في الإعلام العامّ والخاصّ، لإحياء الثقافات والحضارات التي كانت قبل الإسلام.. في مصر تُنبش الحضارة الفرعونية، ليُعقد عليها الولاء بدلا من الإسلام، ويَعزف الإعلام على وتر الانتماء إلى الفراعنة، ويسمّى فريق كرة القدم بفريق الفراعنة، وفي الجزيرة العربية يُروَّج للسياحة في ديار عاد وثمود، وتسمّى الشّوارع بأسماء الرموز الجاهلية، فهذا شارع أبي لهب، وذاك شارع مسيلمة، وهكذا.. وفي إيران تُحيا النعرات الفارسية التي توجِّه التشيّع نحو الغلوّ والتطرّف ومعاداة الجنس العربي.. وفي المغرب الإسلاميّ يُحيى التّراث الأمازيغي، ويسخَّر الإعلام بأنواعه وأوزانه لبهرجة هذا التراث، ويحرّض العرب على مقابلة هذه النّزعة بنزعة عروبية تقدّم الولاء للّغة العربية على الولاء للدّين.. وهكذا، بإيعاز وتزيين من فرنسا الاستعمارية، تتنافس بلدان المغرب الإسلاميّ في نصب تماثيل وصور للقادة الأمازيغ والنوميديين والرومان قبل الإسلام، وتماثيل أخرى تخدش الحياء، تحت غطاء الثقافة والفنّ والتراث والتاريخ.. وفي الجزائر –خاصّة- يجري تنفيذ هذا المخطّط بتحريض من الأكاديمية البربرية التي حُلت سنة 1978م، ولكنّها ظلّت ولا تزال تنشط ساعية إلى تحويل بعض الجزائريين من الولاء لدينهم، إلى الولاء لأصولهم الأمازيغية.

في العام 2003م، نُصِّب تمثال للملكة ديهيا الملقّبة بالكاهنة في وسط مدينة بغاي، بولاية خنشلة، على بعد أمتار قليلة من المسجد العتيق، هذه الملكة التي حاربت الفتح الإسلامي، وماتت صادّة عن رسالة السّماء، والعجب أنّه في العام 2001م أي سنتين قبل أن ينصَّب لها هذا التمثال في ولاية خنشلة، نُصِّب لها تمثالٌ في منتزه برسي بباريس، بصفته يمثّل الجزائرَ ضمن مجموعة من التماثيل المشارِكة في معرض “أطفال العالم”!

هذه هي الحقيقة السّاطعة التي لا يمكن إخفاؤها، أنّ المستعمِر القديم، وعن طريق أدواته وبيادقه الجديدة، هو من يحرّض على نصب تماثيل للرموز القديمة قبل الإسلام، لذبذبة ولاء المسلمين؛ فهو من سوّغ لبعض المغرّر بهم نصب تمثال الكاهنة باسم إحياء التراث والهوية، وهو من سوّل لآخرين نصب تمثالٍ للقائد ماسينيسا في ساحة تافورة بالعاصمة، عشية ذكرى الفاتح من نوفمبر 2019م!

التماثيل التي نصبها الاستعمار، رموزا ضرارا لعقيدة المسلمين الجزائريين وأخلاقهم، لا تكاد تخلو منها مدينة من المدن، بعضها يراد له أن يربط الجزائريين بحضارات ما قبل الإسلام، وبعضها الآخر يمثّل عقائد النّصارى والمشركين، وبعضها الآخر ليس له أيّ تاريخ، لكنّه يخدش الأمّة في دينها وعاداتها المنبثقة من دينها، مثل تمثال عين الفوارة المنصوب وسط مدينة سطيف، في مقابل مسجدها العتيق؛ تمثالٌ عارٍ خادش للحياء لا يمثّل أيّ تاريخ أو حضارة، جلبه الحاكم الفرنسي إلى سطيف، ونصبه فوق نبع الماء العذب الذي كان المصلّون يتوضؤون عنده، نكاية بهم، حتّى يضطرّهم إلى الرّكوع عند قدمي تلك المرأة!

وفي خضمّ هذا الهوس بتماثيل الرموز القديمة، لا نستبعد أن ينبعث أشقِياؤنا ليطالبوا بإخراج التماثيل الموجودة في المتاحف، إلى السّاحات العامّة ومراكز المدن، بحجّة أنّ الرّومان مرّوا بهذه الأرض، وشكّلوا جزءًا من تاريخها! لنفاجأ بتماثيل آلهة الرّومان وأباطرتهم شاخصة في مدننا، ويذكر المهتمّون أنّه يوجد منها في متحف سيرتا بقسنطينة وحده: تمثال باخوس إله الخمر عند الرومان! تمثال إله التجارة ماركو! تمثال الإلهة فيريس! وتمثال الإلهة تيشي! إضافة إلى رؤوس بعض أباطرة الرومان.. وأكثرها تماثيل عارية!

إنّ العاقل ليتساءل حقيقة: ما علاقة العقائد الخرافية القديمة التي تجعل لكلّ ظاهرة في الكون إلها وتنصِّب له صنما، بالتراث والفنّ؟ ماذا تضيف هذه التماثيل إلى ثقافة الناس في زمن الصّورة والإعلام الآلي؟ وأيّ تاريخ وأي حضارة وأيّ ثقافة تحملها تماثيل عارية أو شبه عارية؟ الستر جبلّة في الإنسان السويّ، ولا يقبل العري إلا من انتكست فطرته: ((فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّة)).

أيّ قيمة تاريخية وحضارية، تحملها تماثيل متخيَّلة لزعماء غابرين؟ وما الغرض من نصبها في السّاحات العامّة؟ أليست الفطرة الإنسانية السويّة تنفّر من تقديس الزّعماء والقادة؟ الزّعماء الذين أخلصوا لأممهم وخدموا شعوبهم في مراحل تاريخها المشرّفة، تخلّد سيرهم، بما تستحقّ، في صفحات الكتب وفي مناهج التعليم والأعمال الأدبية والتاريخية الهادفة، وليس في الساحات العامّة.. أمّا رموز العصور المظلمة، فإنّ حقّهم أن تبقى سيرهم في هوامش صفحات الكتب والأعمال الأدبية والتاريخية.

ليس عيبا أن يطوي الإنسان ماضيا مظلما عاشه، ويبدأ تاريخه من اللّحظة التي تستنير فيها حياتُه.. هذه مثلا الأستاذة الأمريكية “ماري واتسون”، عاشت عقودا من حياتها منصِّرة ومعلمةَ لاهوت، وحين أسلمت وذاقت حلاوة الإيمان بالله الواحد الأحد، قالت إنّها تعتبر يوم إسلامها هو يوم ميلادها.. طوت كلّ تلك العقود من حياتها وكلّ تلك الصّفحات من تاريخها، لصالح تلك اللّحظة الفارقة التي دخل فيها نور الحقّ إلى قلبها.. وهكذا شأن المهتدين إلى الحقّ في كلّ زمان ومكان، لسان حالهم ينطق: “لا إله إلا الله هي وطننا وأرضنا وسماؤنا وهواؤنا”، وحناجرهم تصدح بما صدح به سلمان الفارسيّ رضي الله عنه: “أبي الإسلام لا أبَ لي سواه، إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ”.. وهكذا–كذلك- شأن الأمم والشّعوب الحرّة؛ فهي لا تهتمّ بتمييز تاريخ سابق عن آخر لاحق، إنّما تهتمّ بتمييز تاريخ نيّر عن آخر مظلم.

هذا هو السّبيل، لكنّ الماكرين يبغونها عوجا، ويريدون للمسلمين أن يُميتوا الولاء للدّين، ويُحيوا الولاء للوطن والعِرق واللّغة، وينفخوا في رماد العصبيات التي جعلت أهل الجاهلية، على رجاحة عقول كثير منهم، يتنافسون في اتّخاذ الرّموز ونحت الأصنام وعبادتها، إذ كانت كلّ قبيلة تفخر بأصنامها وتنظُم فيها الأشعار، وتصطحبها في الحروب والأسفار، وحينما بُعث الصّادق المصدوق برسالة الحقّ، أذعن العقلاء وأسلموا، وأصرّ المتعصّبون على الولاء للقبيلة والأوثان واستكبروا، حتى قال أبو جهل: “والله إني لأعلم أنه لَنبيٌّ، ولكن متى كنا لبني عبد مناف تبعًا؟”.

إنّنا نخشى أن يُفتح، في السّنوات القادمة، باب التّنافس في نحت تماثيل الرّموز التاريخية قبل الإسلام، ويوسوِس الموسوسون للعرب، بنصب تماثيل لرموزهم، نكاية برموز الأمازيغ، وهكذا حتى تمتلئ المدن بالتماثيل التي تُعلَى وتعظَّم من دون أن تُعبد، لكنّها ستجد من يعبدها أو يعبد غيرها في النّهاية؛ فبداية الشرك دائما ما تكون من تعظيم المخلوقين.

ليس بعيدا أن تعود الجاهلية من جديد، تحت غطاء التاريخ والحضارة والفنّ، ويعود النّاس إلى تعظيم التّماثيل والمباهاة بها، ويتنافسوا في نحتها ونصبها والتصوير عندها.. قال الصّادق المصدوق صلّى الله عليه وسلّم: “لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تَعبد قبائل من أمّتي الأوثان” (رواه أحمد والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي)، وقال: “لا يذهب الليل والنهار حتى تُعبد اللات والعزى”، قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، إن كنت لأظنّ حين أنزل الله ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ))، أنّ ذلك تامّ، قال:”إنّه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثمّ يبعث الله ريحا طيّبة فتوفي كل من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم” (رواه مسلم).

الإسلام دينٌ عظيم، ومن دلائل عظمته أنّه ينهى عن تعظيم المخلوقين، ولو كانوا أنبياءَ أو صالحين، ويأمر بتعظيم الله وحده.. لذلك فالعقلاء ينكرون نصب التماثيل ولو كانت لقادة مسلمين فاتحين أو علماء عاملين، مثل عقبة بن نافع والأمير عبد القادر وعبد الحميد بن باديس، وحينما نُصِّب تمثالٌ للإمام ابن باديس -رحمه الله- في وسط مدينة قسنطينة، تداعى الأئمّة والدّعاة لإنكار هذا العمل، وتدخّلت أسرة الإمام ابن باديس لرفض التّمثال، ليضطرّ المسؤولون في النهاية إلى إزاحته.

الهداة من الفاتحين والعلماء، حقّهم أن تحفظ سيرُهم وتنشر ويقتدى بهم، وليس أن تعظّم شخوصُهم وتنصَّب لهم التّماثيل.. فكيف بنصب تماثيل لآلهة الرومان وأباطرتهم، أو لرجال عاشوا قبل الإسلام يَختلف النّاس في سيرهم؟! هذه التماثيل التي تمثّل الأباطرة والقياصرة والملوك المتجبّرين والمتألّهين، ومثلها تلك التي تمثّل آلهة الجاهلين، وتلك التماثيل العارية التي لا تحمل أيّ قيمة؛ هذه كلّها لا تشرِّف أمّة ولا مدينة، ولا يصحّ أن تشرَّف وتوضَع في المتاحف فضلا عن أن توضع في السّاحات العامّة، ويبقى أنّ التعامل معها ليس من مسؤولية الأفراد، إنّما هو من مسؤولية الدولة التي يناط بها الحفاظ على دين الأمّة وعقيدتها، قبل الحفاظ على تاريخها وتراثها.

هوية الأمّة الجزائرية هي الإسلام الذي لا يقبل جلُّ الجزائريين أن يزحزح عن مكانته أو يزاحم فيها، أمّا الهوية العربية والهوية الأمازيغيّة، فلا تضرّ المفاضلة بينهما، وأَولاهما بالتقديم أكثرهما نفعا للأمّة في دينها ودنياها، في حاضرها ومستقبلها، وفي ذلك فليتنافس العرب والأمازيغ إخوة متآلفين “لا فضل لعربيّ على أعجميّ، ولا لأبيض على أسود، إلا بالتّقوى”، وليُخزوا شياطين الإنس والجنّ الذين نفخوا عقودا من الزّمان في القومية العربية، لإماتة الولاء للإسلام، وهم الآن ينفخون في القومية الأمازيغية، للغرض نفسه؛ فظاهرُ دعواهم مواجهة العروبيين ولكنّ باطنها زحزحة الهوية الإسلامية عن مقامها!

مقالات ذات صلة