-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اللاعب الدولي السابق لخضر عجالي في حوار لـ"الشروق":

تعرضت لخيانة في غليزان.. ومرض كرتنا يصعب من مهمة المدربين

صالح سعودي
  • 4504
  • 2
تعرضت لخيانة في غليزان.. ومرض كرتنا يصعب من مهمة المدربين
ح.م
لخضر عجالي

يتحدث المدرب واللاعب الدولي السابق، لخضر عجالي، في هذا الحوار الذي خص به “الشروق” عن تجربته الأخيرة كمدرب لسريع غليزان، ويتطرق أيضا إلى أبرز محطاته الكروية، وسر بروزه في بداية مشواره كلاعب، سواء مع النصرية أو المنتخب الوطني وكذا مشواره الاحترافي في فرنسا، وأمور أخرى تتابعونها في هذا الحوار.

بداية، كيف تقيّم تجربتك الأخيرة كمدرب مع سريع غليزان؟

كانت إيجابية رغم المشاكل، لما اتصل بي رئيس سريع غليزان وشرح لي وضعية الفريق، اقترحت عليه مشروعا طويل المدى، لتكوين فريق بعد سنتين يكون مشكلا بنسبة 90 بالمئة من أبناء منطقة غليزان وما جاورها، ومشروعا على المدى القصير يكمن في لعب ورقة الصعود. وقد حققنا نتائج إيجابية جعلتنا نكون ضمن الثلاثة الأوائل في البطولة، بعد مباراتي تلمسان والقبة، لكن بعد ذلك بدأت المشاكل.

ما هي هذه المشاكل؟

مشكل المستحقات عجّل بدخول اللاعبين في إضراب، ما تسبب في تضييع فترة التحضيرات الشتوية، حيث لعبنا مباراة الكأس أمام نجم التلاغمة بالشبان، وانهزمنا بركلات الترجيح، وكحل بدليل قمت بترقية 15 لاعبا شابا من الفريق الرديف والأواسط يشكلون مستقبل النادي، لكن بعض الأطراف أثرت سلبا في النادي، حيث أحسست بتعرضي لمؤامرة وخيانة، ما اضطرني إلى الانسحاب.

وماذا عن تجربتك القصيرة مع شباب باتنة مطلع الموسم؟

قدمت يد المساعدة خلال التحضيرات الصيفية، بطلب من الرئيس السابق للنادي فروج، حيث عملت على تشكيل نواة الفريق، بعد الهجرة الجماعية لأغلب تعداد الموسم المنصرم، وقد قمت بذلك في أجواء صعبة وفي غياب أبسط الإمكانات، ما جعلني أفضل الانسحاب.

مهماتك كمدرب كانت أيضا في ظروف صعبة في الشبيبة و”الموب”، ما قولك؟

عملت في شبيبة القبائل مع التونسي الحيدوسي، وبسبب مشاكل بين أشخاص فضلت الانسحاب في صمت، وهذا قبل رحيل الحيدوسي، وفي مولودية بجاية عملت مع المدرب سنجاق، حيث نشطنا نهائي كأس “الكاف”، لكن المشاكل انعكست سلبا فيما بعد، وتسببت في سقوط “الموب” إلى الرابطة الثانية، وفي 2014 عملت مديرا فنيا في الفئات الشابة لاتحاد الجزائر، لكنني استقلت بعد شهر ونصف، بسبب استحالة العمل مع شخص لن أذكر اسمه، لأن طريقة عمله لم تكن تلائمني.

كيف تقيّم مسيرتك مع التدريب على ضوء التجارب؟

صحيح أن كرة القدم الجزائرية مريضة، وتعاني نقصا كبيرا في الجانب التقني، وصعب برمجة حصة تدريبية في المستوى العالي، لكن مختلف هذه التجارب التي خضتها ستفيدني في المستقبل.

كيف بدأت قصتك مع مهنة التدريب؟

كنت مهتما بالتدريب وأنا لاعب مطلع التسعينيات، حيث درست في المعهد العالي لتكنولوجيا الرياضة لمدة 8 أشهر، قبل أن أتوقف، وبعد تنقلي إلى فرنسا عام 1994، استفدت من تجربتي الاحترافية مع نادي أميان، حيث كانوا يشترطون على اللاعبين القيام بتربصات في التدريب حتى يستوعبوا التمارين والدروس التقنية المقدمة خلال التحضيرات، وقد نلت 3 شهادات في التدريب موازاة مع نشاطي كلاعب محترف في البطولة الفرنسية. بعد ذلك خضت عدة تجارب مهنية في التدريب، والبداية مع نادي روا وانيو بفرنسا عام 2009، بعد ذلك أشرفت على الفريق الرديف لنادي أميان لمدة 4 سنوات، كما أشرفت على فريق أقل من 20 سنة لذات النادي، وكنت ضمن طاقم فريق الأكابر، مكلفا بإعداد تقارير عن الفرق المنافسة بالإحصائيات والفيديوهات.

هل استفدت من كل هذه التجارب؟

كانت تجارب مهمة، حيث ربحت الكثير من الوقت في مجال التكوين وكسب الخبرة، لكن بسبب ظروف عائلية عدت إلى الجزائر، حيث فضلت أن يتربى أبنائي في أرض الوطن.

كيف تنظر إلى الوضع الحالي للمنتخب الوطني؟

المنتخب الوطني يعد بمثابة واجهة البلد، لأنه ورغم أنه لا يمثل فعلا الكرة الجزائرية التي باتت ضعيفة، إلا أنه يمثل الوطن بلاعبين مغتربين، ما سمح بتسويق المدرسة الفرنسية في ظل ضعف التكوين وغياب المواهب في البطولة الوطنية، وفي كل الأحوال نتمنى عودة موفقة لـ”الخضر” في أقرب وقت.

ما هي البدائل التي تراها مناسبة لإحداث نهضة جديدة؟

أتمنى أن يتحلى القائمون على الأندية الجزائرية بالغيرة على واقع الكرة الجزائرية حتى يساهموا في منح لاعبين مميزين للمنتخب الوطني، مثلما كان يحدث سابقا، حاليا هناك فريقان أو ثلاثة فقط في الطريق الصحيح، أما بقية الأندية فهي بعيدة عن متطلبات الكرة الجزائرية، بسبب الأزمة المالية وغياب التكوين.

ما رأيك في تركيبة الطاقم الفني لـ”الخضر” والتحديات التي تنتظره؟

أعتقد أنه يتشكل من مدربين لديهم سمعة طيبة، فالمدرب إيغيل لديه خبرة وكفاءة عالية، كما تولى جميع المناصب، من ناخب وطني مرتين إلى رئيس فريق ومدرب لعدة أندية، وعليه، بمقدوره منح إضافة للمنتخب الوطني، أما جمال مناد فقد كان لاعبا  بارزا وكسب خبرة مهمة في مجال التدريب ويعرف اللاعبين الجزائريين جيدا، والكلام نفسه يقال عن المدرب رابح ماجر، مثلما تم منح الفرصة للمدربين الأجانب، فلماذا لا تمنح للمدربين المحليين.

لو نعود إلى مسيرتك الكروية، كيف كانت البداية؟

كانت في مدرسة حسين داي لمدة سنتين، ثم تنقلت إلى مقارية، وبعد ذلك التحقت بملاحة حسين داي، فأنا من مواليد 1972، وقد لعبت في صنف الأكابر وعمري 17 سنة، بفضل المدرب بقنون، كان ذلك في الوقت الذي كان تعداد “الملاحة” يتشكل من لاعبين بارزين ومن ذوي الخبرة، مثل آيت الحسين وبن طلعة والهادي خليلي ومازة وعليلي، وقد تمت ترقيتي أنا وبلال دزيري إلى الأكابر قبل أن يلتحق بنا عمروش وزكري ولاعبون آخرون، وقد واصلنا التألق تحت إشراف المدرب إيغيل مزيان، كما كان لي شرف المساهمة في صعود النصرية إلى القسم الأول مطلع التسعينيات، إضافة إلى أنني حملت ألوانها لمدة 3 مواسم في القسم الأول قبل أن أغادر إلى فرنسا للاحتراف عام 1994.

هل نفهم من كلامك أن المدربين في تلك الفترة كانت لديهم الشجاعة في المغامرة بالشبان؟

تعلمنا الكثير من المدربين في تلك الفترة، سواء من الناحية الفنية أو الأخلاقية، بصراحة تعلمت الاحتراف والانضباط في الجزائر قبل تنقلي إلى فرنسا للاحتراف، لا أنسى جهود جميع المدربين الذين أشرفوا عليّ، مثل إيغيل مزيان ومهداوي، إضافة إلى مرزاق ولبصاري وملاوي وبن عبيد الذين قاموا بعمل كبير في الفئات الشابة.

وماذا عن أبرز محطاتك مع المنتخب الوطني؟

نلت ثقة أغلب المدربين، من ذلك مختار كلام سيريدي وخديس رحمه الله، في أواسط المنتخب الوطني، كما برزت في المنتخب الأولمبي، حيث نشطنا نهائي ألعاب البحر المتوسط في فرنسا عام 1993 بقيادة المدرب أكسوح، ففي الدور الأول فزنا أمام اليونان بنتيجة 4 أهداف مقابل هدف واحد، وتجاوزنا عقبة البوسنة بهدف سجلته من مخالفة، فوز أهلنا إلى الدور نصف النهائي الذي واجهنا فيه إيطاليا الذي كان مشكلا من عناصر بارزة، وفزنا عليه بهدف لصفر سجله اللاعب زروقي، لننهزم في النهائي أمام تركيا بهدفين لصفر.

إلى ماذا ترجع تألقكم الملفت في تلك الدورة؟

المنتخب الأولمبي في تلك الدورة كان مشكلا من عناصر لامعة، مثل موسوني، خياط، بن طلعة فيصل، شدوبة، بن حملات، زروقي، بوغرارة، آيت عبد الرحمان، حكيم امعوش وغيرهم، كان التعداد ثريا، فضلا عن التحلي بروح المجموعة، وكذا قدرة البطولة في إنجاب لاعبين موهوبين، لكن العشرية السوداء أثرت فينا، والدليل أن زيدان شارك مع المنتخب الفرنسي في ذات الألعاب وساهم في تتويج فرنسا بمونديال 98، ومنتخبنا غاب عن تلك المنافسة.

كم كان عمرك حين سجلت تواجدك مع أكابر المنتخب الوطني؟

كان عمري 19 سنة، تحت إشراف إيغيل مزيان ومهداوي، وقد شاركت في عدة مباريات رسمية، من ذلك 3 مباريات متتالية في أعماق القارة السمراء، حيث فزنا في السنغال بـ2-1، وتعادل في البورندي، وفوز بـ 4-1 في غينيا بيساو، في الوقت الذي استقبلنا أغلب منافسينا في ملعب تلمسان، وتركنا أثرا طيبا، خاصة في مباراة غانا التي فزنا فيها بهدفين مقابل هدف واحد بفضل ثنائية براهيمي.

تألقتم في تصفيات “كان 94″، فكيف تصف إقصاءكم بسبب قضية كعروف؟

السبب إداري بالدرجة الأولى، اللاعبون والمدربون أدوا ما عليهم، والمنتخب الوطني برهن بالعروض والنتائج رغم نقص الخبرة وسياسة التشبيب المنتهجة، بصراحة هناك فرق كبير بخصوص وضعية الفاف في تلك الفترة، وفي السنوات الأخيرة، بناء على جهود روراوة في تكريس الاحتراف في الاتحادية، والعمل الذي يقوم به حاليا زطشي.

كيف كانت حكايتك مع الاحتراف؟

بعد الوجه الإيجابي الذي أظهرته في ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1993 بفرنسا، تلقيت عرضا من نادي أميان، وقد أمضيت على عقد لمدة سنتين، ثم قمت بالتجديد لسنتين أخريين، وقد أديت مشوارا مميزا، حيث كنت أحسن هداف في الفريق، لأتنقل بعدها إلى نادي مارتيغ لمدة عامين، كما لعبت في نادي سيون السويسري، لأعود مجددا إلى فرنسا، قبل أن أنهي مسيرتي الاحترافية مطلع الألفية، حيث شاركت في نهائي كأس فرنسا يوم 25 ماي 2001 بألوان نادي أميان ضد نادي ستراسبورغ، وخسرنا النهائي بركلات الترجيح. وقد تزامن ذلك مع وفاة والدي رحمه الله، ما جعلني أقرر العودة إلى الجزائر للبقاء مؤقتا إلى جانب الوالدة.

هل أنت راض عن مشوارك الاحترافي؟

لم أكن محظوظا بسبب الإصابات، لكن رغم ذلك فقد أعطيت صورة إيجابية عن اللاعب الجزائري، في وقت كان هناك عدد قليل من لاعبي شمال إفريقيا الذين ينشطون في البطولة الفرنسية، حيث انضم صايب إلى نادي أوكسير عام 1993، وأنا التحقت بنادي أميان عام 1994، وبعد عام من ذلك التحق تاسفاوت بأوكسير، فيما بعد قدم صايفي إلى نادي تروا ثم فريد غازي وهكذا.

وهل لديك ذكريات مع اللاعبين المغتربين؟

واجهت الكثير من اللاعبين المغتربين، البعض منهم حمل فيما بعد ألوان المنتخب الوطني، مثل بلماضي الذي كان يلعب في نفس منصبي (وسط ميدان هجومي)، كما كنت أواجه يزيد منصوري الذي كان يتكفل بمراقبتي حين كان بألوان لوهافر، كما لعبت رفقة اللاعب حرشاش، كانت علاقتي جيدة مع الجميع.

وهل أنت راض عن مشوارك مع المنتخب الوطني؟

عموما كان مقبولا، وجهت إليّ الدعوة لحضور 22 تربصا، ولعبت 7 مباريات مع الأكابر، كما كنت قائد المنتخب الوطني أواسط، فضلا عن بروزي في المنتخب الأولمبي، وهو الأمر الذي عزّز مسيرتي لتوقيع عقد احترافي وعمري 21 سنة.

لماذا لم تذهب بعيدا مع المنتخب الوطني رغم احترافك في فرنسا؟

أعتقد أن الاتحادية راعت ظروفي بعد احترافي، وفضلت تسهيل مهمتي مع نادي اميان، خصوصا أن القوانين ليست مثل اليوم، ما يجعل اللاعب المحترف يتلقى ضغوطا من إدارة فريقه في حال رغبته في اللحاق بمنتخب بلاده.

كم عدد الأهداف التي سجلتها مع أكابر المنتخب الوطني؟

سجلت هدفين، كان ذلك أمام ليبيا في ملعب عنابة، وهدفا في مرمى المنتخب المصري في إطار دورة ودية جرت في مصر بمشاركة الطوغو وكوت ديفوار ومصر، وهذا تحضيرا لـ”كان 98″، كما لا أنسى الهدف الذي وقعته مع المنتخب الأولمبي ضد منتخب البوسنة في ألعاب البحر المتوسط بفرنسا عام 93، لأن هذا الهدف أهلنا إلى الدور نصف النهائي، وأهدينا الجزائر في الأخير الميدالية الفضية.

هل ترى أن إيغيل مزيان قادر على تكرار سيناريو التسعينيات في الطاقم الفني لـ”الخضر”؟

إيغيل مزيان كان وراء بروز لاعبين شبان في المنتخب الوطني، مثل دزيري وخريس وتاسفاوت ودحلب وبتاج وخياط وعمروش وحنيشاد وعاصيمي وغيرهم، لكن المشكل حاليا يكمن في غياب المواهب، وغياب العمل الجاد في الأندية، ما جعل اللاعب المغترب ينقذ الموقف، ورغم ذلك نتفاءل خيرا، ونتمنى لطاقم المنتخب الوطني التوفيق.

هل من كلمة نختم بها الحوار؟

أتمنى التوفيق للمنتخب الوطني، أدعو الجميع إلى التجند لرفع مستوى الكرة الجزائرية حتى تساهم في بروز لاعبين موهوبين على شاكلة بلايلي وجابو، لاستعادة الأفراح التي عاشها الجزائريون في 2010 و2014.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • جيل الثمانينات

    اكبر خطا هو انك اردت ان تطبق المنطق و تريد مشروع طويل المدى .و نسيت ان دولة باكملها تقوم ب*البريكولاج*وكل رؤساء الفرق يغيرون جلودهم مثل الافعى في وقت قصير ..اذن بدل العقلية و ارتزق ريثما الله ياتينا بقوم اخرين يحبون العمل بكل مصداقية و شفافية.

  • مصطفى

    المدرب الذي سبقه كانت له نتائج ايجابية..اكثر من 7 مقابلات بدون هزيمة..سمحت فيه الادارة ..فكانت النتيجة ان السريع ضيع اللعب على الصعود....يعني كون ستثمرو من البداية في المدرب قادة لكانت نتائج السريع افضل مما هي عليه....بالمختصر المفيد ...المدرب عجالي ماهوش مدرب مناسب للسريع