-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صالح لغرور يقدم إضاءات جديدة في تاريخ الثورة بمنطقة الأوراس

تفاصيل معركة الجرف.. شهادة عجل عجول واغتيال بن بولعيد

صالح سعودي
  • 3799
  • 1
تفاصيل معركة الجرف.. شهادة عجل عجول واغتيال بن بولعيد
ح.م
غلاف الكتاب

أصدر الأستاذ صالح لغرور، كتابا جديدا بعنوان “إضاءات جديدة في التاريخ الداخلي للولاية الأولى- الأوراس النمامشة-“، يتضمن محوره الأساسي روايات القيادي عاجل عجول لأحداث هامة، إضافة إلى تفاصيل معركة الجرف، وجوانب تتعلق بالشهيد بن بولعيد، واغتيال جبار عمر وغيرها من الجوانب التي تعطي صورة عن سيرورة الثورة التحريرية في منطقة الأوراس.
أوضح الأستاذ صالح لغرور في حديثه لـ “الشروق” أنه ترجم جزءا كبيرا من استجوابات عاجل عجول من طرف المصالح الفرنسية. هذه الترجمة حسب قوله ليست من الأوراق الأصلية للمحاضر التي تمت كتابتها من طرف مصالح الأمن الفرنسية على مراحل مختلفة، حيث كان كل استجواب يسجل في ورقتين أو ثلاث أوراق أو أكثر في محاضر مختلفة، وفي هذه الاستجوابات يؤكد محدثنا أن الأسئلة الموجهة إلى عجول غير واردة، ما يتسبب أحيانا في حدوث تذبذب في فهم النص، مضيفا أن الترجمة هي لنفس محتوى المحاضر التي تحصل عليها من مصلحة تاريخ جيش المشاة الفرنسي shat بفانسان-باريس-، ثم جمعها وأعاد كتابتها على شكل وثيقة غير كاملة تتكون من 166 صفحة، مجزّأة إلى ثلاثة فصول تتضمن مرحلة قبل اندلاع الثورة، والفصل الثاني بداية من أول نوفمبر إلى سفر الشهيد مصطفى بن بولعيد في جانفي 1955، أما الفصل الثالث فيسلط الضوء على سفر بن بوالعيد مصطفى ومعركة الجرف، مؤكدا أن هذا التصنيف شامل، بحجة أن المعلومات متداخلة وغير متسلسلة كرونولوجيا، مضيفا أن هناك محاضر أخرى لم يترجمها، بعدما تحصل عليها مؤخرا، منها ما يخص مثلا مهمة ممثل لجنة التنسيق والتنفيذ الأولى.
وبخصوص مجريات الاستجواب، فقد أكد الأستاذ صالح لغرور (الشقيق الأصغر للشهيد عباس لغرور)، أن عجول كان يتحدث بالعربية إلى مترجم إلى الفرنسية من أصل أوروبي، مضيفا أن المترجم حرّف بعض الكلمات، مثلا الثوار حولها إلى متمردين، الرجال هم المقاتلون، المسلمون تعني الجزائريين. وتساءل صالح لغرور: هل حُرّف المحتوى والمعنى؟ ليجيب بالقول: من الصعب الجواب عن هذا السؤال، ومعرفة ما إذا كان قد حرف بعضا من محتوى تصريحات عجول. وقال الأستاذ صالح لغرور إنه أخذ مما ترجمه بعض الفقرات لنشرها في هذا الكتاب، رغبة منه في إبراز التنظيم المحكم للمنطقة الأولى الأوراس-النمامشة، التي كانت حسب قوله مركزا للقيادة العليا للثورة، ومركز ثقلها العسكري والسياسي خلال السنة الأولى للثورة، وأيضا لرغبة الكاتب صالح لغرور في توضيح بعض الأحداث الهامة، التي لا تزال حسب رأيه محل شكوك واختلاف لدى عديد المهتمين بتاريخ الثورة التحريرية، ومنهم المؤرخون أنفسهم.

تصريحات عجول مادة نادرة ولهذا لم أتعرض إلى محاكمة شيحاني

وفضل صالح لغرور تنبيه القارئ إلى أن مقتطفات تصريحات عجول الواردة في الكتاب ليست كلها في تسلسل زمني، وبالتالي، قد يحس القارئ بنوع من التداخل، أو عدم التسلسل في المعلومات، معتبرا أن تصريحات عجول تعد مادة خامًّا نادرة في تاريخ ثورتنا، فهي تحتاج حسب قوله إلى دراسة معمّقة وتحاليل لإبراز دور هذه المنطقة الرائدة في الثورة التحريرية، وبالخصوص مرحلة 1954-1956 التي نادرا ما تتوفر فيها وثائق مكتوبة، وحتى إن وجدت حسب صالح لغرور فمعظمها موجود في الأرشيف الفرنسي، وقال في هذا الجانب: “سيلاحظ القارئ أن محتوى روايات عجول معروف لدى السلطات الفرنسية، ومهما يكن موقفنا من عجول، فإنه كان واعيا بأن الثوار، كما هو معمول به، يغيرون أماكن قياداتهم كلما تم القبض على مجاهد، أو سلم نفسه، وهذا احتياطا من التصريحات التي قد يدلي بها.
من جانب آخر، قال الأستاذ صالح لغرور لـ”الشروق” إنه لم يتعرض لتفاصيل محاكمة شيهاني بشير رغم أهميتها حفاظا على شرف الجميع، كما لم يتعرض لزيارة عميروش، بحجة قلة المعطيات في محاضر الاستجواب، بدليل حصوله على جزء منها بعد أن ترجم 166 صفحة، في الوقت الذي أشار إلى التحضيرات قبل اندلاع الثورة، وهذا بناء على مضامين استجواب عاجل عجول وحديثه مع السلطات الفرنسية، مؤكدا أنه نقل ما رواه حرفيا.
ومعلوم أن الأستاذ صالح لغرور سبق له أن أصدر كتابا بالعربية والفرنسية بعنوان “عباس لغرور من النضال إلى قلب المعركة”، معتبرا أن إصداره الجديد هو مساهمة من أجل منح إضافة بسيطة لتاريخ الثورة الحافل بالانتصارات، ولتاريخ منطقة الأوراس-النمامشة، التي تعد حسب قوله مقصد أوائل الثوار الذين هبوا إليها من مختلف مناطق الوطن، مشيرا أن اهتمامه نابع من ملاحظته لقلة ما كتب عن الثورة في منطقة الأوراس، رغم دورها الريادي وتضحياتها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبد الغني بوصنوبرة

    اعتقد ان من بين الشهادات المهمة لعاجل عجول هي الي سجلها الطبيب مداسي حولي 1969 و 1970 و ضمنها كتابه الرائعles tamiseurs de sable اي مغربلو الرمال الصادر بالفرنسية ثم المترجم الى العربية