الرأي

تفقيص عش‮ “‬داعش‮”‬

عمار يزلي
  • 2736
  • 13

‮”‬التحلف‮” ‬الدولي‮ ‬ضد‮ “‬داعش‮” ‬الذي‮ ‬تتزعمه أمريكا وأوروبا،‮ ‬بالتعاون مع دول عربية و”إسلامية‮”‬،‮ ‬خاصة مصر السيسي‮ (‬التي‮ ‬يضرب بها المثل في‮ ‬انتهاك حقوق الإسلام والناس والمسلمين‮)‬،‮ ‬هذا”التحلف‮”‬،‮ ‬ليس أكثر من وخز جديدة لإلهاب العالم الإسلامي‮ ‬ومعه الأقليات المسلمة في‮ ‬العالم،‮ ‬والذي‮ ‬أتوقع أن‮ ‬يؤدي،‮ ‬إلى تفزيع خلية الدبابير،‮ ‬مما قد‮ ‬ينجم عنه تحويل”داعش‮” ‬إلى”أدعشة‮” ‬والأدعشة إلى دواعش،‮ ‬والدواعش إلى متدعشين والمتدعشين إلى تدعش والتدعش إلى إدٍعاش والإدٍعاش إلى استدعاش والاستدعاش إلى مداعشة والمداعشة إلى دعششة والدعششة إلى دعاشة عامة شاملة متأصلة في‮ ‬الفكر الإسلامي،‮ ‬بل وحتى لدى الأوروبيين الذين سيقبلون على الإسلام،‮ ‬سيقبلون عليه‮ “‬تدعشا‮” ‬في‮ ‬مقابل الحرب على‮ “‬التدعش‮” ‬التي‮ ‬صارت مرادفة للإسلاموفويا‮.‬

فالواقع‮ ‬يقول إن داعش ما هي‮ ‬إلا نتاج للعمل الصهيوني‮ ‬الأمريكي‮ ‬والغطرسة الاستعمارية لهذه القوى العالمية والمحلية،‮ ‬هذه السلطة العالمية المادية،‮ ‬الباغية،‮ ‬التي‮ ‬تريد أن تنشر قيمها وسلعها وأفكارها الملعونة في‮ ‬الدنيا والآخرة عبر أرجاء العالم،‮ ‬ولم‮ ‬يبق إلا أن تكسر القواعد الأخلاقية والدينية والمجتمعية من أسرة وقبيلة وثقافة محلية ولغة وعقيدة،‮ ‬لكي‮ ‬تتمكن من بسط نفوذها وأسواقها على الجميع،‮ ‬لقد نجحت ولم‮ ‬يبق لها سوى أن تسعى لتسريع وتيرة هذا التحول الأخلاقي‮ ‬من أجل تقبل هذه الثقافة الاستهلاكية‮ (‬تجارة الجنس في‮ ‬العالم،‮ ‬تأتي‮ ‬بعد تجارة السلاح‮!). ‬والحرب على داعش‮ “‬التي‮ ‬لا ننكر أنها نتاج لفكر مأزوم متطرف،‮ ‬التي‮ ‬لا تقل عن تطرف الأقليات الدينية الصهيونية في‮ ‬إسرائيل والتي‮ ‬سكت عنها العالم كله والعرب والمسلمون في‮ ‬عدوان‮ ‬غزة الأخير‮!: ‬يسكتون عن الباطل ويرفعون أصواتهم ضد الأباطيل وينددون‮.. ‬بالأبطال‮!” ‬هذه المفارقة هي‮ ‬التي‮ ‬ستجعل من‮ “‬داعش‮” ‬استدعاشا لا مفر منه‮ .. ‬وابشروا بانتشار التدعش في‮ ‬العشرين سنة المقبلة‮.‬

نمت وأنا‮ “‬مدعوش‮”‬،‮ ‬لأني‮ ‬لم أتعش إلا ما تعشيته ليلة الأمس،‮ ‬لأجد نفسي‮ ‬مدعوشا،‮ ‬كمن أكل حمارا وحشيا‮! ‬بطني‮ ‬منتفخ كأني‮ ‬في‮ ‬شهري‮ ‬العاشر،‮ ‬وألم ولادة كأني‮ “‬روطار بشهر‮”!..‬كانت مصر”تتحلف‮” ‬مع أمريكا ضد داعش مع كثير من دول المنطقة المعروفة‮ “‬ديجا‮” ‬شعبيا بأنها دول لا شعبية لها ولا شعب فيها لا‮ ‬يشكو من لا شعبيتها‮! ‬دول فوق شعبها تسومهم سوء التعذيب والعذاب،‮ ‬فقرا وتفريقا‮: ‬حفنة من الأغنياء‮ ‬يأكلون لحم إخوتهم بالآلاف‮..! ‬ماذا‮ ‬يفعل هذا الشعب الأعزل؟‮ ‬يتدعش وتصعد له الدعاشة للرأس،‮ ‬ويبدأ‮ ‬يقرأ القرآن والحديث والتفسير بالمقلوب‮: ‬يحلل القتل والتفجير والنحر والانتحار،‮ ‬والذبح والتكفير‮…‬والمثل‮ ‬يقول‮ “‬طغيان المبصر على العميان،‮ ‬سيجعل من كل أحول‮ ‬يغمض عينه‮”.. ‬ولا حول ولا قوة إلا بالله‮.‬

مقالات ذات صلة