-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تكنولوجيا تنبيه الغافل

عمار يزلي
  • 1554
  • 0
تكنولوجيا تنبيه الغافل
ح. م

بقيت الليلة الماضية في البيت أخرب وأبريكولي في المنبه لكي أجعله يوقظني بشكل أكثر فاعلية ولا يكتفي بالرنين! رغم أن رنته قوية وتشبه خوار البقرة، لكن الخوار لا ينفع مع الشخير، فأنا أحيانا هو من ينبه المنبه! أنا نصوني خير منه! شخيري يسمع من جانب الباب الأيمن من الغرفة المشتركة، فيما الرفاي لا يسمعه حتى من يكون خلف الباب. منبه قديم، أستعلمه وأحبه، لأنه قديم وورثته عن أسلافي المنعمين من قبل الحرب العالمية الثانية، وثانيا لأنه لا يأكل ولا يشرب! لا يستهلك كهرباء ولا بطارية ولا يشحن إلا يدويا، مثله مثل ساعتي اليدوية التي لازلت أحتفظ بها منذ أن أهديت لي في عرسي قبل 40 سنة، رغم أن أصابعي التي تخشبت وتخشنت من فرط الفلاحة في الصغر وجارديناج الليسي في الكبر، لم تعد تمكنني من المسك بالمقبض الصغير الدقيق للساعة الذي يستعمل لشحن الساعة يدويا! فصرت أبحث طويلا عمن يشحن لي ساعتي عوضا عني وعن أصابعي التي تشبه ظلف عنزة!

بقيت ليلة كاملة، من المغرب إلى الفجر أغير من خلق الله في الرافاي! ماذا فعلت في النهاية؟ ربطت الفراشة التي تدور في خلفه وهو يرن، بسلك، ما إن تبدأ تدور، حتى يجذب على السلك المربوط إلى يد  “كاصرونة” معلقة في السقف، هذه الكاصرونة النحاسية، تشرع بدورها في الارتطام بقدر كبير فارغ ومفتوح، يصدر صوتا مخيفا يشبه نباح الكلاب الضالة في الليل. عندما يرتطم الإناء النحاسي مع القدر الضخم المصنوع من الألمنيوم الثقيل، يشرع القدر في النباح قبل أن يرتطم بمغرفة طويلة معقوفة والتي تسمى بالفرنسية “لا لوش”، المتدلية فوق رأسي تماما، هذه المغرفة تشرع في قرع باسينة حديدية ملقاة على فمها، فتحدث زمجرة رهيبة فور ارتطام المغرفة المتدلية من السقف والتي تتحكم في حركتها الاهتزازية حركة القدر المحرك بدوره من طرف الكاصرونة المحركة هي الأخرى بسلك ينجذب تلقائيا بعد حركة فراشة المنبه عند بدء الرنين!

عملية لم تكن سهلة، تكنولوجيا متطورة توصلت إليها بعد أن أفرغت البيت من مواعينه وأدواته المنزلية! تحول بيتي إلى شبه متحف للرعب! أوان ومواعين معلقة، أسلاك مشتركة، خطاطيف، كروشيهات، مسامير، خيوط، حبال!ّ والهدف هو الاستيقاظ قبل المغرب بدقيقتين! الوقت وما أدراك ما الوقت! (قلت في نفسي الأمارة بالسوء!: لو كنا حريصين على الوقت بهذه الدقة من أجل العمل، لكنا اليوم من أكبر الدول المتطورة تكنولوجيا..لكن ليس عن طريق المراميط والملاعق المعلقة!).

قمت بتجربة لهذاالمعملوكللت العملية بنجاح! فما إن شرع الهاتف في الرنين، حتى كان السلك يعطي بدوره أوامره، لينتج في الأخير جوق من الأصوات لا هي زعيق ولا خوار ولا عواء ولا نباح! حالة تشبه حالة سقوط أواني المطبخ كلها دفعة واحدة، ويتدحرج الجميع فوق الزليج، وينزلج البعض ويدور الآخر ويهوي البعض على مؤخرته والبعض الأخر على فمه بعد عشرين دورة حول نفسه، حتى أنك تتمنى متى يتوقف هذا الجنون وهذه الفوضى الصوتية غير المنسجمة والضارة بالمخ!

بعد التجربة، قفز جميع من كان في الدار إلى بيتي ليعرفوا ماذا حدث! البعض قال: هذا زلزال وهرب، بعضهم اعتقد أن أواني المطبخ قد أفلتت من مساميرها المعلق منها والواقف على قاعدته والمكفوت على فمه..لكن لما دخلوا وشاهدوا المنظر، فتحوا أفواههم وفهموا أن شعبان.. قد ضربهحمار الوحش الليلي في رمضان“.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • واحد من الشوابين

    يا ولدي هذا راه اسمو " الدهان الحار"،
    يا يسرحلك القرجومة، يا يقفلك كالعظم ويخرجو عينيك،
    لا يوجه لا للشباب ولا للمصري ولا للسوداني ولا للتونسي ( مهوش موجه للجناس)،
    هذا راه قصائد ( الممحون) موجهة للشوابين القادرين،
    من اليوم كي يعود عمار " يزلي" غير مادُّورش ، روح شوفلك كانش بيبرو سكت بيه روحك.

  • المتنبي

    أنا ضحية لحكم جائر من طرف العدالة الجزائرية فهل من مجير ؟؟؟

  • البلد

    مرضتنا بالشكيل نتاعك تضياع وقت بلا فائدة .ياشروق الا يوجد في الجزائر شباب موهوب يمكنه كتابة مقال حتي وان كان هزلي فسيكون في المستوى .واش راه كاتب هدا ( مواعين. شخير .كوزينة . بسينة ).نضن رئيس التحرير اما غلبه رمضان ما قراهش المقال واش هدا واش بزاف كرهنا نحشم بهد الخروطي يقراه واحد مصري او تونسي او سوداني.ادا كان واحد ضحكه هدا المقال يرفد صبعه ها شوف ولا واحد قاع راهم مشنفين . يا خي كانت بكري عيش تشوف واليوم راه صوم تفطر .

  • بلاجيا كوميك

    قالك
    "......تكنولوجيا متطورة توصلت إليها ........"،
    هاذي راهي "بلاجيا " كوميكية، من كثرت تفراجك ل "طوم ووجارو".

    يا سي عمار علاه راك " تزلي"، من المفروض تكون "عمار يبلاجي" ( أحيانا يذهب للبلاج، وأخرى يسطو على الكوميك حسب الظروف المتاحة)