-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تلاميذ الأنابيب

عمار يزلي
  • 3104
  • 5
تلاميذ الأنابيب

ونحن ننهي مبكرا امتحانات نهاية السنة، التي هي نهاية عهد بابا أحمد ونهاية العهدة الثالثة، والتي هي في نفس الوقت بداية للعهدة الرابعة والعهدة الأولى للوزيرة الجديدة، نتساءل عن حجم ثقل مسؤولية السيدة نورية، التي ورثت هذه القنبلة الموقوتة! مهمة لن تكون امتحان نهاية سنة، إنها امتحان استمرار تحد لإصلاحات قد لا تصلح البتة! فالمسألة هي مسألة خيارات وقناعات إيديولوجية سياسية، تمخضت عن تحول في مسار إسقاط المنظومة التربوية ذات التوجه العربي الإسلامي الوطني في عهد “على بن محمد”، نحو مسار مستغرب، يقال عنه “منفتح”، حتى لا يقال عنه “منفضح” أو “منسلخ”، بدأ منذ عهد لجنة بن زاغو، ولايزال إلى اليوم هذا الزيغ سائرا رغم الانتكاسات غير المسبوقة الزيغ.

وجدت نفسي اسمي “أبو جهل” ـ لا حول ولا قوة إلا بالله ـ وزيرا للمظلومة “التغبوية”، وكان علي أن “أسلح” (على) ما لم يصلح إصلاحه. قلت لهم في مجلس الحكومة (الرئيس لم يحضر، لأن الكرسي كان عند الميكانيسيان!): “التعليم راه ديرانجما”، يخصنا مختصين في القزدير والنحاس و”الشاليمو ولاسودير”، ويخصنا نعين “بني أمية” في كل المناصب الحساسة، ويخصنا نبدلوا المعلمين القدماء بالجدد. التلاميذ ماراهمش كيما بكري، يخصنا “نرقعوا المستوى” و”نسوديوا” العقول و”نبلامبيو” الأمخاخ ونحشو الأدمغة نتاعهم بالشيفون. بعدها، أخرجت لهم مجسما معدنيا يشبه أنبوب الصرف “غير الصحي”، هو عبارة عن سلسلة أنابيب متصلة مع بعضها بوصل غير قابل للفصل، تبدو كفقرات أفعى “الأناكوندا”! قلت لهم: من هنا يدخل الصبي للحضانة، ثم من هنا “يفوت” للابتدائي، ثم “يتسرب” للأنبوب المتوسط، ثم “يباصي” لليسي، ثم “يباكلي” ويدخل للجامعة! هكذا، يخرج التلميذ، محشوا الدماغ بأي شيء، لا يعرف شيئا، حتى يؤمن بأي شيء يقال له عن أي شيء! المهم عندنا أن لا يخرج أي تلميذ من “الأنبوب” فاهما، قبل سن “البغول”. عندئذ، من يخطئ، يدفع الثمن. قبل ذلك، لابد من حراسته واعتباره في حالة حضانة وفي وضعية “أطفال أنابيب” طويلة الأمد. نحن لا يهمنا أن يتعلم، لأننا لسنا بحاجة “للمثقف” بقدر ما نحتاج لبعض المتعلمين، لكتابة التقارير والسكرتاريا وتدبيج الخطب والنصوص التنظيمية، وما تبقى، نستوردهم بالمال، والمال “متفور”، ولله الحمد، والعلم متوفر.. والعلم لله!

نحن بحاجة “لأشعب” هادئ، مقولب، معلب، معد للتصدير ومهيأ ليصبح وفقط حيوانا استهلاكيا.

وأفيق وابنتي الجامعية الأديبة تسألني: الأسنان، تكتب بالسين وإلا بالصاد؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • مجيب

    خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغنيهن الثناء
    هم يريدون شعبا تافها يساق بالسلاسل وبلقمة العيش كما يقول المصريين فنصبح نفكر في الرغيف
    لكنهم لو قراْوا لمالك بن نبي وقوله المشهور ~لا يوجد مصطلح اسمه الجوع في الدنيا~لكن من تتلمذ في مدارس الاستدمار واوروبا يخوفوننا به لانهم انفسم جياع فلا يبالون بالدين ولا العلم
    والله يا اخي التلاميذ واباءهم ضحايا لكن ليعلم الجميع اننا مسؤولونا امام الله ولنتعلم من قرااننا وسنة نبينا لانها تكفينا وليضع بابا احمد وماما نورية ماشاءو من برامج

  • محمد ب

    الفقرة الأولى من المقال ذكرتني بكلمة ألقاها المرحوم بومدين أمام الفلاحين وحذرهم من تهاونهم في الدفاع عن مصالحهم.الحمد لله الذي أوصد لسان من تبجح بلغة لالاه لكن مكره اليوم أشد عداوة للغة الشهداء واستورد لأبنائنا من تمنع عنهم التفوه بكلمة الضاد.من هو السبب؟ليس الماكرون الوافدون إنما من استهزؤوا بمستوى دروسهم وفضلوا الاحتيال على الجد وغشوا من كان يثق بهم لأنهم يعلمون لغة القرآن فخانوا الأمانة وسمحوا لمن كان يترصد بمجيئهم ليوقع بما يحملون.لقد انتصر الباغون وفشل الجاهلون.سوف تعود فبلتنا إلى أول عهدها

  • جلول

    التعليم المعلب هو قولبة صلدة لقالب يستخدم من طرف أناس يستعملونه في وقت حاجتهم وهو كما تعلم يطلق عليه الدهماء الدهماء من دهم يدهم افترس يفترس افتراسا يحطم كل شيء حتى ذاته سيدي التعليم في الجزائر هو لغة الهجين والهجين يطلع بشيء جديد حسب كروموزماته لاتنسى حبيبي أن المرأة تتذكر الرجل الأول مهما كانت حالنته والفاهم يفهم

  • ابن الجنوب

    لقد أثبت الجيل الجديد فشله في التسيير وفي التعليم وفي كل شيء وفي كل الميادين فلماذا لا نتماشى مع الواقع الذي أثبت جدواه ونطبق النظرية الحديثة التي يسيرعليها ولات أمورنا التي تقول أنه لا يحرك رجليه ولكن مخه يعمل أحسن من كل الجزائريين وبالتالي نفتح المجال لكل المسؤولين المقعدين في بيوتهم والذين لا يتحركون إلا بواسطة كراسي متحركة من طرف أحفادهم وبالأخص منهم أساتذة التعليم في اللغة الفرنسية لنعيدهم إلى الميدان لأنهم ملة واحدة فهم لايريدون أن يخطأ زاوش يطير على مستوى الكرة الأرضية في نطق كلمة لافغانس

  • عبد الله

    عفوا أستاذنا ،تكتب بالصادفي هذا الصيف وبالسين بعد الدشتور التوافقي المرفق مع العهدة الرابعة قبل المصادقة عليه في حومة الحملة .