-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الدولي السابق حسين بوعيشة يفتح قلبه لـ"الشروق" :

جداوي وبن عربية ساعداني والكواليس أفسدت مسيرتي مع “الخضر”

صالح سعودي
  • 5644
  • 0
جداوي وبن عربية ساعداني والكواليس أفسدت مسيرتي مع “الخضر”
ح.م

يستعيد المدافع الدولي السابق الكثير من الذكريات التي ميزت مسيرته الكروية، والبداية بتألقه مع اتحاد الشاوية قادما من فريقه الأصلي جمعية عين كرشة، مرورا بأندية مولودية قسنطينة وشباب بلوزداد واتحاد عنابة ورائد القبة ومولودية باتنة، كما يتحدث عن تجربته مع المنتخب الوطني في عز العشرية السوداء، مؤكدا في الوقت نفسه بأنه ليس من السهل اللعب في “الخضر” في ظل الضغوط القائمة خلال تلك الفترة، كما يدعو وزير الشباب والرياضة الحالي إلى مساعدة اللاعبين الدوليين السابقين بمناصب مهنية تضمن لهم العيش الكريم.

أين يتواجد حسين بوعيشة حاليا، وهل لازلت في محيط كرة القدم؟

أنا في مجال التدريب، أشرفت مطلع هذا الموسم على مستقبل الرويسات الناشط في قسم الهواة، وغادرت لظروف مادية وإدارية، كما أشرفت الموسم المنصرم على نجم القرارم. عموما منذ توقفي عن اللعب عام 2005 وأنا مع التدريب، لم أتخلف عن التربصات، ونلت جميع الشهادات والدرجات، وقد عملت في الأول كمدرب في الفئات الشابة، على غرار شبان جمعية عين مليلة ومولودية قسنطينة وآمال فريق شباب عين فكرون حين كان ينشط في الرابطة الأولى، ودربت قبل ذلك أكابر شباب عين كرشة ونادي وادي الحد وغيرها من الأندية.

ما رأيك في تجربة المدربين الشبان من جيلك في الأقسام العليا؟

المستقبل للمدربين الشبان، خاصة الذين مارسوا كرة القدم، لأن “فيهم ريحة الفوتبول”، وبمقدورهم منح الإضافة للكرة الجزائرية.

كيف تنظر إلى تحديات المدرب رابح ماجر مع المنتخب الوطني؟

عدنا إلى الصفر، كان من المفروض أن نجني ثمار العمل الذي تم في عهد روراوة، لكن يبدو أننا رمينا الثمار وأعدنا عملية الغرس من جديد، شيء مؤسف ألا نستغل فترة الرخاء التي مرت بها البلاد، أما عن مهمة رابح ماجر فلا يمكن استباق الأحداث، من الأفضل تركه يعمل وبعد ذلك يحاسب.

من عين كرشة إلى اتحاد الشاوية.. كيف كانت البداية؟

مررت على جميع الفئات الشبانية لجمعية عين كرشة التي أنجبت لاعبين كبار مثل علوي وزلو، وفي الأواسط تم ترقيتي إلى الأكابر مباشرة، بعدها تلقيت اتصالات من اتحاد الشاوية وجمعية عين مليلة فاخترت اتحاد الشاوية، لأنه كان فريقا بارزا، ويتوفر على لاعبين بارزين مثل تريباش وفنازي ودحلب وبتاج وكاوة والمرحوم عبد النبي وتيزاروين وغيرهم، وقد تأقلمت بشكل إيجابي وفرضت نفسي منذ البداية، كان ذلك موسم 92-93، وهو الموسم الأول للفريق في القسم الأول الذي كلل باحتلال المرتبة الثالثة وراء مولودية وهران وشبيبة القبائل، ما سمح لنا بكسب ورقة المشاركة في كأس الكاف.

من هو المدرب الذي منح لك فرصة البروز في اتحاد الشاوية؟

في البداية تدربت تحت إشراف المرحوم كرمالي ومواسة، وبعد ذلك غادر كرمالي إلى خارج الوطن، وواصل معنا مواسة الذي تم توقيفه بعد تربص أجريناه في بلجيكا، ما جعل ياحي ينتدب المدرب الفلسطيني حاج منصور، بكل صراحة سأبقى مدينا للمدرب حاج منصور الذي كان وراء بروزي وتفجير إمكاناتي.

هل نفهم بأن المدرب مواسة همشك؟

لم يمنح لي أي فرصة، على خلاف حاج منصور الذي بمجرد التحاقه بالفريق أصبحت لاعبا أساسيا، وتمت دعوتي إلى المنتخب الوطني أواسط، حاج منصور كان شجاعا ويعرف قيمة اللاعبين الشبان.

ما هي أبرز محطاتك مع شبان المنتخب الوطني؟

شاركنا في تصفيات أولمبياد اطلبنا 96، لكن أقصينا، في الوقت الذي تأهلنا إلى الألعاب الإفريقية التي جرت في زيمبابوي في ذات العام، حيث تأهلنا على حساب تونس، وقد أشرف علينا في البداية كالام وسيريدي وبعد ذلك مصطفى هدان، وفي النهائيات أشرف علينا حميد زوبا.

كيف تقيّم مسيرتك مع اتحاد الشاوية؟

كانت مميزة، حيث أنهينا الموسم الأول في القسم الأول (92-93) في المرتبة الثالثة التي مكنتنا من المشاركة في كأس “الكاف”، وتوجنا بلقب البطولة في الموسم الموالي (93-94)، كما نلنا الكأس الممتازة أمام شبيبة القبائل، وشاركنا في منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا، كل هذا في أقل من 3 مواسم.

كنتم مرشحين للذهاب بعيدا في كأس “الكاف”، فما سبب تعثركم المفاجئ أمام باندل انسيرنس النيجيري؟

عشنا اضطرابات كثيرة قبل موعد مباراة باندل انسيريس النيجيري، خاصة بعد الأخبار المتداولة حول عدم قدوم الفريق النيجيري إلى الجزائر، ما جعل الإدارة تسمح للاعبين بالمغادرة نحو منازلهم، وأغلبهم يقيمون بعيدا عن مدينة أم البواقي، على غرار حنيشاد ودودان وكعروف وغيرهم، وهو الأمر الذي شكّل اضطرابا كبيرا، وصعب مهمة استعادة اللاعبين في الوقت المناسب، حيث فزنا بهدف لصفر، وهي نفس النتيجة التي انهزمنا بها في مباراة الذهاب، لكن ركلات الترجيح ابتسمت للفريق النيجيري.

بعد اتحاد الشاوية توجهت نحو مولودية قسنطينة، كيف تم ذلك؟

قضيت 8 سنوات إجمالا في مولودية قسنطينة، وهي من أفضل محطاتي، كما حققت طموح طفولتي، بحكم أنني كنت مولعا بـ”الموك”، خاصة جيل قموح وكروكرو، وقد تلقيت عروضا هامة من مولودية وهران واتحاد الحراش وغيرها، لكن فضلت “الموك” التي تبقى من بين أفضل محطاتي الكروية، بدليل أننا شاركنا في المنافسة الإفريقية بعد احتلالنا المرتبة الثانية وراء شباب بلوزداد.

كانت لك تجربة مهمة مع شباب بلوزداد فكيف تقيّمها؟

كانت ناجحة، بدليل أن المسيرين لم يندموا مع الصفقة، والحمد لله أنني توجت مع الفريق بلقب البطولة موسم 2000-2001، على حساب اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل، وهو اللقب الذي مكننا من المشاركة في رابطة أبطال إفريقيا في الموسم الموالي.

خلال فترة تواجدك في شباب بلوزداد خضت تجربة مهمة مع “الخضر”، فكيف تقيمها؟

لم آخذ حقي وظلموني كثيرا، هناك لاعبين قاموا بتصرفات سلبية وأخطاء فادحة، لكن منحت لهم فرص كثيرة، أنا مكانتي موجودة بشهادة بعض اللاعبين المحترفين مثل بلماضي وبن عربية والبقية.

هل نفهم من كلامك بأن علاقتك كانت طيبة مع المحترفين؟

علاقتي طيبة مع الجميع، وفي هذا الجانب فقد كان لعلي بن عربية مواقف مهمة اتجاهي، حيث أخبرني بأن فريق راسينغ باريس قد وضعني في مفكرته، وحينها كان يلعب مع نادي باريس سان جيرمان، كما لعب بن عربية دورا كبيرا في مشاركتي في مباراة المغرب التي انهزمنا فيها بهدفين مقابل هدف واحد، رغم أننا كنا السباقين إلى التهديف بفضل مصابيح، مواقف بن عربية لا تنسى.

وماذا حدث في مباراتي السنغال ومصر؟

جرت في أجواء استثنائية، هناك لاعبون يعرفون كيف يتحايلون ويختارون المباريات، كنت مريضا ورغم ذلك لعبت المباراة وأديت واجبي أمام منتخب كبير بقيادة إرمادة من اللاعبين آنذاك، وفي مقدمتهم حاج ضيوف وفاديغا، أما في مباراة مصر فقد كنت ضمن القائمة الأساسية، لكن صبيحة اللقاء وجدت نفسي في مقعد البدلاء، هناك ضغوط كبيرة كانت تمارس على المدرب جداوي.

هل نفهم من كلامك بأن جداوي لم يمنح لك حقك؟

بالعكس، بذل ما بوسعه حتى أكون في تعداد المنتخب الوطني، وهو أدى ما عليه، فقبل أن يكون مدربا فقد كان لاعبا دوليا سابقا، ويعرف القيمة الفنية للاعبين، لكن كما قلت لك فقد مورست عليه ضغوط كبيرة، بصراحة ليس سهلا أن تلعب في المنتخب الوطني آنذاك.

كيف تقارن بين فترة تقمصك للمنتخب الوطني والفترة الحالية؟

الأمر يختلف، نحن حملنا ألوان المنتخب الوطني في فترة العشرية السوداء، حالنا كان شبيها بالباتريوت الذين وقفوا من أجل حماية البلاد وبعد ذلك تم التخلي عنهم، ونحن حالنا لا يختلف عنهم، بدليل أننا نفتقد إلى مناصب عمل تضمن العيش الكريم وتسمح بمواصلة خدمة الكرة الجزائرية، والدليل أن هناك لاعبين يعانون في صمت من الناحية المادية والصحية، والدليل ما يحدث لفوضيلي ولاعبين يعانون يرفضون الكشف عن أسمائهم.

تلقيت عروضا احترافية مهمة في فترة تألقك مع شباب بلوزداد، هل يمكنك أن تذكرها لنا؟

تلقيت عرضا من الدرجة الثانية الفرنسية، واتصالات من الترجي التونسي والمغرب الفاسي والمريخ السوداني، ونادي اف سي سيول من كوريا الجنوبية وكذا الأهلي المصري، لكن رئيس الفريق لفقير رحمه الله رفض تسريحي، ومنح الأولوية للعب البطولة والمنافسة الإفريقية.

المعطيات تغيرت في الموسم الموالي، خاصة بعد داربي مولودية الجزائر، ماذا حدث بالضبط؟

تلك المباراة أطلق عليها اسم “داربي” الحملة، وجرت بعد فيضانات باب الواد، الحكم بنوزة كان قاسيا في قراراته ضدي، حيث كان يمكنه الإعلان عن ركلة جزاء واحدة، أما أن يعلن عن اثنتين ضدي فهذا دليل على تعاطفه مع مولودية الجزائر وجمهورها، هذا الداربي كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، لأن الأنصار لم يتقبلوا الخسارة وهناك من حمّلني مسؤولية الهزيمة.

بعيدا عن الداربي، بماذا تفسر الخسارة بسباعية أمام آسيك ميموزا في إطار منافسة رابطة الأبطال؟

كنت مصابا ولم ألعب تلك المباراة، لكن في الحقيقة هناك جماعة من اللاعبين سعت لتنحية المدرب نور بن زكري، فحدث الذي حدث، صحيح أن آسيك ميموزا كان فريقا قويا، لكن من المستحيل أن ينهزم شباب بلوزداد في تلك النتيجة في الظروف العادية.

عدت مجددا إلى الموك، فكيف وجدت الأجواء؟

الظروف تغيرت من ناحية التسيير وأمور كثيرة، لعبنا على تفادي السقوط، ما جعلني أغادر نحو اتحاد عنابة موسم 2003-2004، حيث كان سليماني مدربا، وقد أديت مشوارا مميزا بشهادة أنصار عنابة، حيث شاركت في حوالي 30 مباراة، لكن في نهاية الموسم، وفي آخر المهلة المخصصة للتحويلات تفاجأت بتسريحي من طرف المدرب سليماني، في وقت كان مرشحا أن يتم تسريح بودار أو عثماني، ما جعلني أغير الوجهة نحو رائد القبة، حيث عملت على تسخير خبرتي لمساعدة شبان النادي طيلة مرحلة الذهاب، لكن للأسف تلقيت إصابة في مرحلة العودة.

كيف كانت وجهتك إلى مولودية باتنة؟

اتصل بي رئيس الفريق عزيز محمدي صائفة 2005، وقد كان عبد الرحمان مهداوي مدربا للنادي، بصراحة كانت أمنيتي أن أمنح الإضافة لمولودية باتنة، خاصة وأنني ابن منطقة الشاوية، وتربيت في صغري في باتنة، وبالضبط في حي دوار الدين الشعبي، لكن الذي حدث في مباراة أولمبي العناصر شكّل صدمة كبيرة بالنسبة لي.

ماذا حدث بالضبط؟

اتهموني بتعمد تسجيل هدف ضد فريقي، حتى ينتهي اللقاء بالتعادل، البعض أعطى لهذا الخطأ بعدا آخر، ما جعلني أنهي مسيرتي مع الفريق بعد أن لعبت 5 مباريات، حيث قررت اعتزال الميادين وتعليق الحذاء نهائيا.

لماذا اعتزلت الكرة في تلك الفترة؟

كنت قادرا على مواصلة اللعب لمدة 5 مواسم أخرى، كان عمري حينها 33 سنة، لكن الذي حدث لي مع مولودية باتنة شكل لي صدمة نفسية كبيرة، فقررت الاعتزال رغم إصرار المدرب مهداوي على إقناعي بالعدول عن قراري.

وهل طلب منك رئيس الفريق محمدي العودة؟

لم يكلف نفسه عناء الاتصال بي، وفهمت بأنه استغل الفرصة حتى يتهرب من تسوية مستحقاتي، تعاملت معه بنية صافية، وأتركه مع ضميره.

تعاملت مع رؤساء مثل ياحي ولفقير ودميغة، فكيف كانت علاقتك بهم؟

ياحي إنسان صريح ورئيس كبير بشهادة الجميع، لا أحد يعرف الكرة أفضل منه بإيجابياتها وسلبياتها، أحييه بالمناسبة لأنه ساعدني كثيرا، أما رئيس “الموك” دميغة فقد كان في الأول مثالا يحتذى به إداريا وتنظيميا، لكن فيما بعد فقد بصمته، وبخصوص لفقير رحمه الله فقد كان رجلا بأتم معنى الكلمة، كان عند الوعود المقدمة وكذلك مستقبل مستحقاتي المالية.

هل فعلا فكرت في تولي رئاسة الموك؟

فكرت في هذا الأمر بطلب من بعض الأصدقاء، وقد أعطيت الخطوط العريضة، لكن “الناس يشتيو الكذاب”، فاختاروا الذي وعدهم بجلب 5 ملايير سنتيم دون أن يجلب شيئا.

هل من كلمة أخيرة؟

أدعو وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي إلى مراعاة وضعية اللاعبين الذين حملوا ألوان المنتخب الوطني في العشرية السوداء، ومنحهم مناصب عمل لضمان العيش الكريم، مع تسوية وضعيتهم من ناحية الضمان الاجتماعي، أتمنى أن يسير على خطى يحيى قيدوم حين تولى قطاع الرياضة منذ 13 سنة، وقام بتوظيف 40 لاعبا دوليا في مختلف الرياضات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!