-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مشاهير "السوشل ميديا" يستغلونهم للشهرة وربح المال

جزائريون يتحولون إلى “بضاعة” إلكترونية!

وهيبة سليماني
  • 2841
  • 1
جزائريون يتحولون إلى “بضاعة” إلكترونية!
أرشيف

أصاب هوس الشهرة وجمع المال عبر فيديوهات مواقع التواصل الاجتماعي على غرار أنستغرام واليوتيوب شريحة واسعة من الجزائريين، وخاصة الشباب الذين ضرب بعضهم كل القيم والأخلاق عرض الحائط من اجل تحقيق مشاهدة عالية لمحتوياتهم التي غالبا ما تكون تافهة وخادشة، سعيا منهم لاستقطاب الملايين من المعجبين، الذين يعتبرونهم مجرد ارقام الكترونية تدخل رصيد أرباحهم.

عبد اللوش: مشاهير يقتاتون من الأخبار الكاذبة لأن المسؤولين يجهلون الرقمنة

قرار: شركات أجنبية تروج منتجات مشبوهة للجزائريين عن طريق المؤثرين

يقع في فخ مشاهير السوشيال ميديا، جزائريون يحلم بعضهم، بأن يصبحوا مثلهم، ومنهم من يدمنون على تتبع أخبارهم وتقليدهم في الحياة اليومية، كما أن الفضول لمعرفة بقية مشوار هؤلاء المشاهير، يجعل جزائريين لا يتوقفون عن متابعة محتوياتهم مهما كانت عبر “اليوتوب” والأنستغرام ، حيث يحذر المختصون اليوم، من تبعات ذلك على الأنماط الاجتماعية المسلم بها، وعلى الأجيال التي قد تنجر نحو كل ما هو تافه بعيدا عن المواضيع العلمية والمعرفية والتاريخية الهادفة.

كسر الطابوهات لربح ملايين المعجبين والمتابعين

وقد تمكنت الكثير من الجزائريات من كسر طابوهات المجتمع، من خلال عرض حياتهن الخاصة عبر فيديوهات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، منهن مقيمات في دول أجنبية، خاصة في فرنسا واسبانيا وبريطانيا وألمانيا، حيث نشبت بين بعضهن حروب الكترونيا انتهت بالشتائم والادعاءات الكاذبة، الهدف منها التأثير في عدد المعجبين.

بوجناح: مراهقون ينحرفون عن قيم المجتمع بسبب هوسهم بمشاهير “السوشيال ميديا”

وتنازل مشاهير مواقع التواصل عن كل خصوصياتهم، خاصة النساء منهم، حيث يعرضون كل تفاصيل حياتهم وباستغلال أبنائهم من الأطفال والمراهقين، من اجل جلب الشهرة حتى أصبحت حياتهم ملكا للجميع، إلى درجة أن بيوتهم مفتوحة على العالم، بل أن هؤلاء يلجأون إلى اهتمامات وقضايا تستقطب أكبر شريحة، سواء تعلق الامر بالموضة، والماكياج، والتجميل، الطبخ، أو بفضح الشخصيات والتنمر على الآخرين، وبنقد المسؤولين ولو هدد ذلك أمن بلادهم، كل ذلك من اجل الشهرة والمال معا، ولجأ اخرون أيضا، على نقد القيم والثوابت مثل الدين.

مشاهير يتاجرون في الأخبار الكاذبة

وفي السياق، قال خبير المعلوماتية، الدكتور عثمان عبد اللوش، أن عددا كبيرا من الجزائريين أصبحوا بضاعة من طرف مشاهير “اليوتوب”، والانستغرام، حيث أن غياب القوانين والمتابعة من طرف هيآت مختصة في الجزائر، جعل من هؤلاء في مهب رياح الأفكار والمحتويات الهدامة للأخلاق والقيم، او للإشاعات والأكاذيب.

وأوضح عبد اللوش، أن الربح بالنسبة للجزائريين، الذين ينشطون كمؤثرين عبر “اليوتوب” قد يكون قليلا أحيانا، ولكن المشكل يتعلق بالمعجبين من أبناء بلدهم المنساقين وراء محتوى ومضمون ما يبث من طرف هؤلاء، خاصة إذا كان الامر يتعلق بقضايا تمس الدين او وحدة الوطن، بأسلوب حياة يختلف عن المجتمع الجزائري، او التشجيع على الانحراف والفسق.
وأكد ذات الخبير في المعلوماتية، أن القوانين، والجهل بالرقمنة من طرف كبار المسؤولين في الجزائر، جعلت بعض “اليوتوبوز” يستغلون الأخبار الكاذبة المثيرة مثل مع وقع حول مباراة الجيش الملكي المغربي مع شبيبة القبائل، حيث استغلها المؤثرون عبر “اليوتوب” في تحقيق عدد من المتابعين والمعجبين بهم.
وقال الدكتور عثمان عبد اللوش، أن الأرباح التي يحققها بعض “اليوتوبوز” بالأخبار الكاذبة والمثيرة، أكثر من ضعف المبلغ الذي يعطى للمحامي او الغرامة التي يلزمون بدفعها لدى الجهات القضائية في الجزائر، وهو ما يشجع أمثالهم على التجارة في الأكاذيب.

مشاهير شعارهم الغاية تبرر الوسيلة

في السياق، أوضح الخبير في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، يونس قرار، أن المؤثرين على “اليوتوب”، في البلدان المتقدمة والغنية يمكنهم ربح أموال طائلة من المشاهدات فقط، على عكس من هم في البلدان العربية مثل الجزائر، حيث لتحصيل المال من قناة اليوتوب أو الأنستغرام في بلادنا، لا يكون فقط عن طريق الإعلانات وحدها، لأنها غير كافية، ومن الضروري أن يصبح أي جزائري مشهورا عبر “اليوتوب” وأن يضع الإعلانات مباشرة على قناته لعلامات تجارية مشهورة ويربح أموالا، بدل تقاسمها مع شركة “اليوتوب”، كما أن حسبه غياب الدفع الالكتروني يجعل الشراء عبر “اليوتوب” غير مرغوب فيه، ولا يشجع الوضع على اللجوء إلى المدونين، وهذا ما جعل هؤلاء المشاهير يعملون على نشر الإثارة والتفاهة لحصد ملايين المشاهدات تحت شعار “الغاية تبرر الوسيلة”.
وقال يونس قرار، إن مشاهير “اليوتوب” والأنستغرام يبذلون كل جهدهم لتقديم محتوى يثير الإعجاب للزيادة من متابعيهم، وإن الهدف من ربح الأموال، يجعل من المحتويات صعب تقبلها، مما يضطر بعضهم للخروج عن العادات والتقاليد، والمحتويات الفارغة والمسلية فقط، والتي تحمل الفكاهة والحركات والكلام المثير للضحك، حيث أن أكثر الجماهير التي تتابعهم غير مثقفة وغير واعية، وهي النسبة الأكبر في المجتمعات العربية.
ويرى أن هناك من “اليوتوبوز” من يلجأون إلى النصب والاحتيال، ويكون لديهم معجبين غير حقيقيين، حيث تقع الشركات الخاصة بالمنتج الذي يروجون له، في فخهم، كما أن الترويج لبعض المنتجات، خاصة المتعلقة بالأدوية وبعض الأغذية، والعلاجات، ومن دون معرفة بها، قد يقع المستهلك ضحيتها، وتكون مضرة بهم.

مشاهير يصطادون معجبيهم بالاحتيال و”التمثيل”
وفي ذات السياق، أكد خبير المعلوماتية، الدكتور عثمان عبد اللوش، أن اغلب المؤثرين عبر مواقع “السوشل ميديا” هم مستغلون من طرف شركات اجنبية، ومن شركة اليوتوب نفسها، وهذا لعدم وجود وعي وحماية من طرف بلادهم، كما أن الاستعمار الرقمي الذي يهيمن علينا، حسب عبد اللوش، يمكن أن يجعل من “اليوتوبوز” الجزائري مصيدة للجزائريين من المراهقين والأطفال خاصة، لإبعادهم عن كل ما هو جدي، مشيرا إلى ان شركات موجودة في بلد ما قد تروج عن طريق مؤثر عبر “اليوتوب” في الجزائر لمنتجها هروبا من بعض القيود.
وكما أن حسبه، أساليب الخداع خارج الرقابة القانونية، التي يمارسها مشاهير “اليوتوب” لاصطياد الجزائريين، مثل ظهورهم في أفخم الفنادق وركوبهم سيارات فارهة، وتجولهم في فيلات فاخرة، وبدون ان تكون تلك حياتهم الحقيقية، يجعلهم يؤثرون في المراهقين والأطفال الذين يحلمون ان يصبحوا مثلهم ويأخذون منهم نماذج نجاح، بعيدا عن الدراسة والعمل الجاد، والرغبة في المال والشهرة بكل الطرق.

المتابعون أناس يعانون هشاشة اجتماعية
ومن جهته، يرى خبير السلوكيات الأسرية، الدكتور لحسن بوجناح، إن الغرض من أصحاب الشركات المعلنة والمشاهير هو اصطياد أكبر عدد من الزبائن والمتابعين، وأن الرابط الأساسي بين المتصفح وبين “اليوتوبوز” هو الوقت الذي يضرب في صميم حياة الشخص، حيث أن 4 ساعات حسبه، قد يبحر فيها الفرد داخل الشبكة ويسبح ويحدث له لخبطة زمنية في دماغه على ان الوقت لم يمر عليه، في حين أن وقتا ضخما وساعات طويلة قد مرت.
وقال إن كل من يدمن على مشاهدة محتويات لمؤثرين عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة إذا كان محتواهم فارغا، هم مغفلون، والقانون – يضيف – لا يحمي المغفلين، فهم أموات غير أحياء، يسحب الوقت منهم، ومن حياتهم، حيث تحدث لهم، خدعات داخل الدماغ بطرق الإثارة بمجرد فتح عينيه على محتوى “اليوتوب”.
وأشار بوجناح، إلى أن الإنسان يدخل الشبكة غير محدد لوقته بطريقة يصبح عرضة للتحول الذاتي وينتقل إلى نية أخرى، حيث إفرازات الدماغ تتمثل في هرمونات السعادة او هرمونات الإثارة على الشبكة ويصل إلى أقصى درجة يصير فيها مبهوتا.
ودعا الخبير في علم النفس والعلاقات الأسرية، لحسن بوجناح، إلى تشكيل هيئات من خبراء ترعى المواطنين الذين هم معرضون لمحتويات مشاهير مواقع التواصل من دون أي حماية، وقصد ترقية الوعي الجماعي والفردي، خاصة أن اغلب ضحايا “اليوتوبوز” من الفئات الهشة.

تافهون نالوا الشهرة بشعار “بالجياحة نديرو الباز”
وقال خبير العلاقات الأسرية لحسن بوجناح، إن أكثر المحتويات الخاصة بالمؤثرين عبر منصات التواصل الاجتماعي، تبهر المتابعين بالفواحش والتفاهات وكل ما يتعدى الأنماط الاجتماعية المسلم بها، حيث يصبح المنحرفون والمتشردون والعواهر، بعد نيلهم شهرة عبر “السوشيال ميديا”، محل استقطاب الأطفال والمراهقين، بالنظر إلى حالتهم النفسية والسيكولوجية الدماغية والنمو وهشاشة المرحلة العمرية لهؤلاء، حيث يحدث تفتق في النمو وتطور في الأعضاء الجنسية، فيصبح أي شيء تافه للمراهق، يثيره جنسيا.
وأكد بوجناح، أن مشاهير “اليوتوب” الذين يستغلون الفاحشة والجنس والكلام الفاضح في محتوياتهم، يصبحون كالمغناطيس بالنسبة للمراهقين، حيث أن شيطنة المؤثرين عبر منصات التواصل الاجتماعي، مبنية على غرور الشبكات التي تنال أموالا طائلة بالدولارات، ولأن المستفيد لا يناقش، فإن الضحايا كثر.
ويضيف لحسن بوجناح، مستشهدا بالمقولة العربية “صاحب الحاجة لا يرى الصواب إلا في قضائها”، أن الكثير من الجزائريين لا يملكون مناعة وأن الأبله وهم بعض مشاهير “اليوتوب” دخلوا في خدعة الكبار وتنازلوا عن قيمهم ومبادئهم، لتحقيق الشهرة تحت شعار “بالجياحة نديرو الباز”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • اماني

    مقال رائع