-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
موازاة مع نشره لدراسة حول شعر بكر بن حماد التيهرتي

جمال سعادنة ينفض الغبار عن الشعر الجزائري في العهد العثماني

صالح سعودي
  • 1115
  • 0
جمال سعادنة ينفض الغبار عن الشعر الجزائري في العهد العثماني
ح.م

أصدر الأستاذ جمال سعادنة من كلية الأدب والفنون بجامعة باتنة كتابا يتناول فيه الشعر الجزائري في العهد العثماني، وآخر يدرس فيه شعر بكر بن حماد الزناتي التيهرتي الذي يعد من رواد الشعر الجزائري القديم، مفضلا نفض الغبار عن حقبة هامة من تاريخ الشعر الجزائري في العهد العثماني والعهد القديم.
أكد الباحث جمال سعادنة بأن شعر الفترة العثمانية من تاريخ الجزائر يحتاج إلى دراسة مستقلة، كما يشكل حسبه مدونة متميزة تعد شاهدا ينقل صورة تلك الفترة، وما كانت تتميز به المنظومة الإنسانية في هذا القطر على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي، وصدى ذلك في كتابات الشعراء وتجاربهم الخاصة في نطاق علاقاتهم الإنسانية، وخلاصة تفاعلهم وتعاطيهم مع واقعهم الماضي الذي تتماهى فيه كل الأحداث، وكل العلاقات على كل المستويات لتقدم صورة العصر.
ويرى الدكتور جمال سعادنة بأن الدراسات التي خص بها الأدب العربي القديم لم يكن منها للأدب المغربي القديم عموما وللأدب الجزائري القديم على وجه الخصوص سوى النزر القليل، مما أبقى حسب قوله موروثنا الأدبي مغمورا وكأننا بلا موقع في تاريخ، ما جعله يركز على سيرورة الحركة الشعرية قبل وبعد هذه الفترة، وتسليط الضوء على شعراء مغمورين ذهبوا ضحية الاحتلال الفرنسي الذي استهدف كل ما له صلة بهوية الجزائر، وأكد جمال سعادنة بأنه لم يعثر على دراسة أكاديمية مستقلة رغم ما لشعر هذه الفترة من قيمة فنية وحضارية، فكانت هذه الدراسة لتأكيد بعض الأحكام أو تفنيدها، ذلك أن الشعر في تلك الفترة كان يوسم لدى البعض بالضعف والانحطاط، حيث ركز على دراسة الشعر في هذه المرحلة من حيث الأغراض الشعرية (مدح، رثاء، وصوف وغيرها)، والخصائص الفنية لإبراز الأنماط والموسيقى والصورة الشعرية.
على صعيد آخر، كانت الدراسة التي أنجزها جمال سعادنة حول شعر بكر بن حماد الزناتي التيهرتي في كونه من أوائل مؤسسي الحركة الأدبية في المغرب الأوسط، فكان شعره حسب الباحث مصداقا على بداية نضجها، لما فيه من مضامين دينية وسياسية وأخلاقية، عبّرت عن رؤيته للحياة وموقفه منها، ومن ثم كان لتجربته الشعرية تمظهراتها الأسلوبية الغنية بأبنيتها الصوتي والمعجمية والتركيبية والدلالية المتفاعلة تعبيرا عن تلك الرؤية والموقف، ما جعل الباحث يختار المقاربة الأسلوبية للإجابة عن جملة تساؤلات منها كيف تفاعل شعرنا مع الحركة الشعرية القائمة آنئذ، تأثرا وتأثيرا، بحكم أن النص حسبه يخضع لتقاليد وبنيات صارمة مستمدة من الموروث، بينما الأسلوب متحرك ذاتي قد يخلق عملية تجاذب بين السكون والحركة، مؤكدا بأن النظام الشعري العام مشترك لكن الأداء والنظم الشعري مختلف.
ومعلوم أن الدكتور جمال سعادنة يعمل في جامعة باتنة1 بكلية اللغة والأدب العربي والفنون، متخصص في الأدب المغربي القديم، وله بحوث ومؤلفات في هذا المجال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!