الرأي

حاشاكم

عمار يزلي
  • 3430
  • 7

يبدو أن رئيس الوزراء”الحقيقي” المتهم بالتسلل، لا يزال يعاني ويلات الولايات (المتخذة)، ولولا رفق الله، بنا وبه، لكان تحريف الإعلام لسياق المزحة “التي لا تمزح” قد أوصلت من جديد إلى مشارف “حرب الولايات” التاريخية، ورغم أن سلال معروف عنه طبيعته “الشعبية” في الحديث، كما أنه معروف عنه “تقنوقراطيته الإدارية التنفيذية” البعيدة عن الحسابات السياسوية ولغة الدبلوماسية المنافقة في كثير من الأحيان، فإن زلة اللسان لدى الممارس لعمل سياسي من خلفية إدارية، قد تكلف غاليا، خاصة في هذه الظروف التي تعيش استقطابا حادا بين المواقف، كلمة “حاشاكم” التي ألصقت بمنعوت (حاشاهم)، لم يكن يقصد منها الإساءة ولا التهكم، لكنها وظفت كما وظفت”الفقاقير” التي هي كلمة “صحيحة أريد منها باطل” لدى من وظفوها.

نمت على وقع عبارة “حاشاكم”، لأجد نفسي مشرفا حاشاكم، على تجمع شعبي “ضخم” لم يحضره إلا 19 بشرا، وأنا حاشاكم الـ20! مرشح للرئاسة لم أجمع حتى عائلتي على طاولة واحدة! مع ذلك رحت أخطب في الحاضرين عبر مكبر صوت (لم يكن من داع له ولا الميكرفون!)، مستغلا العاطفة الشعبوية وساخرا من زلة سلال التي استغلها الجميع ضده: أيها الإخوة، اليوم جئنا لهذه المجامعة المباركة حاشاكم، لكي نقول لكم يعني على كل حال، بلي عليكم أن تنتخبوا الرئيس اللي، رايح يخدم البلاد حاشاكم. دولتنا حاشكم، غنية وفيها النفط والخدامين والشعب حاشاكم، وحنا، هم النخبة حاشاكم التي ستسير البلاد لخمسين سنة المقبلة حاشاكم. النظام، حاشاكم، راه باغي يزوّر الانتخابات حاشكم، ويدير الرئيس اللي حاشاكم ما عندوش حتى 20 واحد في الواسمه نتاعه..في كي يسموه بعدة؟ في القاعدة حاشاكم نتاعه!. أحنا نعاهدكم، بلي ما يبقاش واحد أمي ولا أبي حاشاكم، ڤاع تقراو وڤاع تعطوها، والباسبورات للجميع وڤاع تخرجوا، وعشر ملايين دوفيز لكل واحد حاشاكم! ما تبقاش معنا الشكارة، أحنا راحنا غاديين نقطعوا الجرة نتاعها حاشكم! نبقاو نخدمو بالكارت فيزا واللي بغى يقوم”بالفاصاد”، يقوم به بالقانون! العدالة حاشاكم فوق الجميع! اللي دار يخلًص واللي مادارش حتى هو يخلص كللي دار! ما كانش فرق! الثقافة حاشاكم والتعليم والجامعة، رايحين نردوهم باطل! اللي بغا يقرا يقرا، بلا باك بلا سيدي زكري.. القراية حاشاكم، لابد أن تكون للجميع، الشهادات للجميع..الكريدي نتاع الاستهلاك للجميع، السكن للجميع. الجوامع للجميع والبارات للجميع، كي المرا كي الراجل حاشاكم.

 

وأفيق وأنا أتمتم: حاشاكم البلاد راحت!

مقالات ذات صلة