-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حتى لا ننسى أنه صراع حضاري‮ ‬في‮ ‬فلسطين‮…‬

حتى لا ننسى أنه صراع حضاري‮ ‬في‮  ‬فلسطين‮…‬

قضينا أعيادا بطعم التضحية من أجل قضية عادلة أو في‮ ‬سبيل الله والوطن،‮ ‬ولكننا لم نقضيها كما هي‮ ‬هذه المرة مع إخوة لنا في‮ ‬فلسطين‮.. ‬عشنا مع ما عاشه إخواننا في‮ ‬مختلف البلاد العربية في‮ ‬السنوات الماضية وهم‮ ‬يكافحون من أجل الكرامة أو رفع الظلم أو استعادة الحقوق‮… ‬ولكننا لم نحس ذات الإحساس الذي‮ ‬نحسه اليوم،‮ ‬ولا وصلتنا الرسالة التي‮ ‬تصلنا اليوم من‮ ‬غزة وفلسطين‮.‬

في‮أغلب البلاد العربية الاقتتال أو النزاع أو سفك للدماء هو من صنيع أنفسنا،‮وإن لعبت فيه اليد الأجنبية دور،‮هو صراع حول السلطة أو حول النفوذ والمصالح،‮قد‮يراودنا شك بأنه في‮خدمة أجندات أجنبية تم إعدادها بإحكام،‮وقد ننقسم بشأنه بين رافض أو مؤيد،‮بين كونه عادلا أو‮غير عادل،‮مقبولا أو‮غير مقبول‮.. ‬في‮أغلب البلاد العربية والإسلامية التي‮تعرف صراعات أو نزاعات أو حروب داخلية قد نقول أنه كان بإمكاننا تجنب ما حدث،‮أو أنه مازالت أمامنا إمكانية تجاوز ما حدث،‮إن في‮الشام أو العراق أو مصر أو اليمن أو‮غيرها من مناطق النزاع التي‮تعرفها أمتنا‮..‬

‭ ‬أما في‮ ‬فلسطين فالوضع مختلف،‮ ‬طبيعة الصراع مختلفة والغاية من الصراع مختلفة‮.‬

في‮ ‬فلسطين الصراع أعمق من نزاع حول السلطة أو تجاذب حول النفوذ أو تضارب في‮ ‬المصالح،‮ ‬أو تدخل لقوى أجنبية،‮ ‬إنه محصلة كل هذه نتيجتها وسببها في‮ ‬آن واحد‮: ‬إنه صراع حضاري‮  ‬بكل ما تحمل الكلمة من معنى‮..‬

ولذلك فالحرب في‮ ‬فلسطين هي‮ ‬من طبيعة أخرى،‮ ‬والتضحية فيها لها‮ ‬غايات أخرى،‮ ‬والدماء التي‮ ‬تسيل لها مبررات أخرى،‮ ‬والأحزان والمآسي‮ ‬التي‮ ‬نراها كل‮ ‬يوم ليست سوى ضريبة السعي‮ ‬لتحرير مركز السيطرة على قلب الأمة نيابة عن كل فرد فيها‮.‬

 

ولذلك فإنه إذا كان علينا أن نحزن اليوم،‮ ‬فليس لأنهم‮ ‬يدافعون بشرف عن الأرض المباركة والقدس الشريف،‮ ‬وليس لأنفهم‮ ‬يدفعون الثمن‮ ‬غاليا لأجل ذلك،‮ ‬وليس لأنهم‮ ‬يُقتَلون وتُدمَّر المنازل على رؤوسهم ويُشرَّدون ويَبيتون في‮ ‬العراء،‮ ‬وليس لأنهم‮ ‬يعيشون المأساة بكل ما‮ ‬يحمل ذلك من معنى‮.. ‬بل علينا أن نحزن لأننا قد ننسى أنهم‮  ‬لا‮ ‬يدافعون كما نحن،‮ ‬كل على أرضه أو عرضه أو حقه،‮ ‬بل‮ ‬يدافعون عن أرضنا جميعا وعرضنا جميعا ومقدساتنا جميعا وحضارتنا جميعا،‮ ‬ويخشون أن ننسى ذلك ونتعامل مع حزنهم كما لو كان في‮ ‬أرض أخرى هي‮ ‬غير فلسطين رمز وجودنا أو لاوجودنا الحضاري‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!