-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حتى نعتبر من الخراب العربي!

الشروق أونلاين
  • 5535
  • 10
حتى نعتبر من الخراب العربي!

ينشط كثير من الموالين للأنظمة العربية القمعية، من أشباه المثقفين الذين باعوا ضمائرهم، والنخبة المطيعة، وعلماء البلاط، في استخراج الورقة العراقية من جيب الساحر، واستعمالها فزّاعةً في كل مرة يتحرك فيها الشارع، سلميا، أو بعنف، لتغيير وضعه القائم نحو الأحسن، ويتعمد هؤلاء، اتهام النخبة الأخرى الموالية للشارع، أو الساعية لتأطير احتجاجه، أنها تسعى لركوب دبابات الأجنبي، للسير نحو قصور الحكم، رغم أن القاطنين في تلك القصور، مستمرون أصلا، بسبب دعم الأجنبي، وليس لاستنادهم إلى شرعية وطنية وشعبية.

  • لم يعد الشارع في الحقيقة، سواء في تونس، أو غيرها، بحاجة إلى تلك النخب، بنوعيها، سواء المدافعة عنه، أو من تتهمه وتخوّنه، لأنه ببساطة، أضحى يستعمل عضلاته، للقول أنه مايزال حيّا وقويا، وهو أيضا يحترم عقله في اللحظات التي تحتاج إلى تفكير، من أجل دراسة التغيير وتحقيقه، كما أنه بات متأكدا، أكثر من أي وقت سابق، أن البلدان العربية برمتها، وخصوصا تلك التي يصفها الجميع، ببنت الثورات الوطنية، في حاجة إلى ثورة جديدة، يكون الهدف المنشود من ورائها، تحقيق الاستقلال الثاني، والذي يفتقده الجميع، في ظل ممارسة الحكام الجدد، استعمارا أبشع من الاستعمار التاريخي الذي عشناه على يد الأجنبي.
  • ألا تخجل الأنظمة العربية الحالية، في استعمال ورقة الجهات الدولية المتآمرة، من أجل اتهام الشارع الوطني، بتحريك غضبه، أو رفع صوته، أو الإدلاء برأيه، في كل مرة، تشتد فيها المعارضة، ويتزايد خلالها الخناق على تلك الأنظمة الفاشلة؟! منذ متى كانت الأنظمة العربية، تحترم الوطنية حتى هذا الحدّ من التشكيك في الشعب، علما أن وثائق ويكيليكس الأخيرة، فضحت الكثير من المتشدقين بالوطنية، في أنظمة الحكم، لدينا، ممن كانوا يستمدون قراراتهم من السفارات الأجنبية، والمخابرات الفرنسية والبريطانية والأمريكية؟!
  • أي حاكم عربي، هذا، الذي تأخذه جرأته، وتصور له بطانته، أن الشعب قد أضحى إرهابيا، يجب إسكاته، بالرصاص الحي، والقمع المتواصل، وبإنزال الجيش إلى الشارع، علما أن تلك الجيوش لم تسلح، أو تجهز، إلا لحماية العروش المحلية، وليس لمواجهة اعتداء الأجنبي، مثلما كان يجب أن يكون عليه الأمر.
  • ألا يعد الاستعمال المفرط للقوة الأمنية، وجهازي الشرطة والجيش، اللذان، يتمتعان بالوطنية في كل بلد، إيذانا، بحرب أهلية، لا غالب فيها ولا منتصر، بل ستدفع الأغلبية من وراء هذا الجنون، فاتورة رغبة الأقلية في الحفاظ على السلطة والبقاء فيها حتى الموت، وتوريثها بعد ذاك؟!
  • ليس صدفة، أن تتجمع كل هذه الدروس في ظرف زمني قصير، من السودان، إلى الجزائر، مرورا بتونس، وحتى في مصر، إلا إذا كنا نتعمد ممارسة التغافل، ونهوى حرفة التطنيش، ونأبى قراءة الحاضر والمستقبل، وهي سلوكيات مقيتة، لا يمكن إلا للشارع أن يمحوها، وليس في مقدور أيّ أحد، ماعدا الجماهير، أن يكسرها. 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • وليد راغب الخالدي

    الخراب العربي، يشمل المواطن العربي كما يشمل المسؤول
    انه بالاساس اخلاقي، وهو يضرب بالاساسات.
    وهو ضرر هيكلي الكل عنه مسؤول
    الناس لم تستوعب بعد انه زلزال

  • امحمد

    الحق و الحق يقال ان هؤلاء الباعة من المثقفين العجول المتجولين في اروقة القصور و ازقة المعارض و مباني الدور و الحصون لا تعنيهم وطنيتهم بشيء ولا هم للوطن بشيء حالهم كحال الذي ينخر جلده من غير سوء انهم اشباه المنافقين بل هم المنافقين يقولون ما لا يفعلون وقد يفعلون ما لا يفعل انهم باعة مرتزقة ..

  • salem

    merci pour ttttttttttttttttttttttttttttttt.

  • ahmed

    اننا نعيش في وقت لم تعشه الامة العربية ولا نقول الامة الاسلامية حتى لا يتهموننا بالارهاب لم تعشه قط من قبل وقد اثبتت التجارب والتاريخ معها وحتى في زمن الجبابرة والكياسرة لقد عاشت الامة عزة لا مثيل لها حتى زمن الطواغيت فهذا الحجاج بن يوسف الثقفي قتل من المسلمين مقتل لكنه كان واقفا في وجه الاعداء وغيره كثر من امثال هؤولاء لو عددناهم فما بالنا اليوم هل تغير الزمن ام تغير الرجال عفوا اشباه الرجال حتى اصبح القاصي والداني يستهوي -.......... -الامة العربية وهل سياتي زمان نحلم به ان يقودنا رجال لا اشباه الرجال .

    belkacemaissa@hotmail.fr

  • محمد

    صدقت

  • hind

    ما هي مناسبة المقال ما حدث في تونس أو ما حدث في الجزائر

  • دليلة

    والله بارك الله فيك يا صاحب المقال وتحياتي الى صاحب التعليق رقم 3

  • محمد القرني الجعفري سوهاج ونينه الشرقيه

    ارمي أحلامي لكي اصعد 000
    لكن صعودي إلي الأسفل 000
    ما كان صعودي في التيار 000
    اصلب عودي لكي اصعد000
    لكني مثقل بالأحجار 000
    يدي مغلولة إلي عنقي 000
    وجسدي جد منهار 000
    أتنفس عزمي ومقدرتي ،،،
    أن أسبح ضد التيار 000
    ضعفي أبدا لن يثنيني 000
    أن اصمد ضد الإعصار 000
    واثبت قدمي في ارضي 000
    وأموج بحور وانهار 000
    سيحلق نظري في الأفاق 000
    بهامة كل الأحرار 000
    سيكتب دوما قلمي 000
    ويكسر كل باب و كل جدار 000
    لا حد أبدا يوقفني 000
    لا ولن انهار 000
    سأكتب كل الأشعار 000
    وأخاطب كل الأحرار 000
    وسابري قلمي كل صباح 000
    وكل مساء ووسط نهار 000
    واعد العدة للفجار 000
    وسأدخل كل جدار وكل عقار 000
    وأشعل شمعة للثوار 000
    وابني جدران مصانع 000
    وارفع كل ظلام وكل ستار 000
    وأذن في صحن المسجد 000
    وأدق أجراس الزوار 000
    وأنادي باعلي صوتي 000
    فليسقط جل الاستعمار 000
    فليسقط من باع الأرض 000
    وشرد الأهل كبار صغار 000
    وخنق صوت الأحرار 000
    من قتل كل الثوار 000
    من فرط شبرا في ارضي 000
    من اجل الدرهم والدولار 000
    من اجل كراسي زائلة 000
    وبطون ممتلئة بالنار 000
    وعروش غدا ستنهار 000
    فليسقط جل الاستعمار 000

  • rachid

    انا اتفق معك اننا نعيش تحت انظمة تعيد حلقة الثقافة الا ستعمارية الاستغلال والقهر والقمع

  • جسور قسنطينة

    يبدو أنك شاهدت برنامج الاتجاه المعاكس الثلاثاء الفائت وأنت تقصد بكلامك التونسي برهان مسيس.