-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حملة نظافة لأجل غزة

الشروق أونلاين
  • 6452
  • 0
حملة نظافة لأجل غزة

لن نبالغ إذا قلنا بأن العلاقة بين الجزائر والقضية الفلسطينية هي الأكثر “أفلاطونية” وصدقا وسط العهر العربي، الذي تزكم رائحته اليوم، أنوف الشرفاء والنزهاء..

  • فهل سنتهم بالشوفينية إذا ذكرنا بأن الجزائر من الدول العربية القليلة التي احترمت، ولازالت، كل التزاماتها المادية تجاه فلسطين، منظمة وسلطة؟.. حتى في عز أزمتها السياسية والاقتصادية والأمنية بقيت الجزائر وفية لتلك الالتزامات إلى آخر دولار، وكان شعارها دائما “لا يهم أن نجوع المهم أن تشبع الثورة“.
  • وهل سنتهم بالتحيز إذا ذكرنا بأن الجزائر تبقى من الدول العربية النادرة التي تواصل تقديم المنح الدراسية للطلبة الفلسطينيين في أكبر جامعاتها؟.. وهل سنجانب الموضوعية إذا أعدنا إلى أذهان المصابين بـ “الألزايمر” التاريخي كيف أن الجزائر كانت دائما الدولة العربية التي تلجأ إليها منظمة التحرير الفلسطينية، كلما ضاقت بها سبل تنظيم مجالسها الوطنية، إلى آخر الإعلان عن تأسيس دولة فلسطين؟.. فهذه البلاد لا توفر الفنادق وقاعات المؤتمرات فقط، لكنها توفر لضيوفها أيضا الأمن والأمان، وهذه الأرض عادة ما تضيق بالعملاء والجواسيس والخونة.
  • وقبل ذلك كله.. هل يمكن أن نوصم بالمبالغة وبـ “تحويل الحبة إلى قبة” إذا قلنا بأن الجزائر، ولم يبلغ استقلالها الفطام، ترجمت دعمها للقضايا العربية جنودا وطائرات ودبابات رصت على خطوط التماس الأولى مع العدو الصهيوني في 67 و73؟
  • ربما أن عيب الجزائر في فضيلتها، فالذي كانت تقدمه للقضية بيمناها لم تكن تراه يسراها، وربما آن للجزائر أن تستثمر في كل هذا الرصيد الثوري والمصداقية النضالية، ليس انضماما إلى طابور المزايدين والمبتزين والمنافقين، لكن لترفع سقف دعمها إلى آفاق سياسية ودبلوماسية أخرى..المطلوب من الجزائر اليوم، أن ترفع صوتها فوق صوت حملة الأقنعة المترهلة، وأوراق التوت المتعفنة، التي لم يعد باستطاعتها ستر عورات ما انفكت تتوسع مساحتها يوما بعد يوم.
  • المطلوب من الجزائر اليوم، أن تصرخ في وجه المتبجحين والمتعجرفين والأقزام، الذين يعيشون على ذكرى أجدادهم العمالقة، لتقول لهم.. اخرجوا من الحلبة أيها “الوسخون”، فغزة الآن بحاجة إلى “النظاف” الأنقياء، والقضية الفلسطينية بحاجة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، إلى حملة نظافة تخلصها من شوائب الإذعان والخنوع والعمالة.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!