حمى الترشيحات تنذر بتشتيت الأصوات في الانتخابات التشريعية

يصنع المترشحون للانتخابات التشريعية المقبلة الحدث بمختلف الولايات، حيث لا تزال عمليات سحب استمارات التوقيعات متواصلة على مستوى المندوبيات الولائية للهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات حسب ما عاينه مراسلو “الشروق”.

وأدى التسابق الحاصل، إلى زيادة سرعة السباق نحو قبة البرلمان قبل أسابيع من انطلاق الحملة الانتخابية بصفة رسمية، ويرى متابعون أن هذا الكم الكبير من عدد المترشحين، سيشتت أصوات الناخبين على المرشحين، وقد يؤدي في حالة بقاء الوضع على حاله، إلى الوقوع في فخ العتبة الإقصائية المقدرة في قانون الانتخابات بـ5 بالمائة من عدد الأصوات المعبّر عنها ما يجعل من العتبة مرتفعة، خصوصا وأن الإقبال على الانتخابات سيكون كبيرا بسبب ترشح الكثير من الشباب المنحدرين من مختلف فئات المجتمع وعشائره، ما يجعل التصويت الشعبوي حاضرا بقوة، دون مراعاة جوانب الكفاءة والقدرة على تحمل مسؤولية النائب الذي يعتبر منتخب مهمته الأساسية هي المساهمة في إثراء النصوص التشريعية للدولة، فضلا عن المهمة المنوطة بكل منتخب، وهي إيصال صوت المواطن وانشغالاته للمسؤولين على المستويين المركزي والمحلي.

وأمام هذا المشهد، فإن الاختيار سيكون صعبا على الناخبين العاديين، والذين يطالبون في كل مناسبة باختيار منتخبين لهم دراية وخبرة وعلم بالمهمة التي تنتظرهم، حيث قد يكون التصويت الشعبوي مؤثرا على التوجه العام لأصوات الناخبين، رغم أن الكثير من المواطنين يرون أن الهرولة نحو الترشح بهذا الشكل أمر غير طبيعي، في ظل ظهور الوجوه المناسباتية، والتي تظهر فقط خلال المواعيد الانتخابية، دون أن تصنع الفارق كما هو حال بعض المنتخبين، في مناطق تشكو من نقائص تنموية عديدة، لن يكون سهلا ايصالها ومعالجتها من مرشحين محدودي الكفاءة والقدرة والشجاعة والإخلاص لحلها.