-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وقفات رمضانيّة

رسائل رمضان.. هل وصلت إلينا؟

سلطان بركاني
  • 3551
  • 0
رسائل رمضان.. هل وصلت إلينا؟

في الثالث من شهر جوان الجاري، قبيل رمضان بثلاثة أيام، أعلن الوزير في الحكومة الكندية، مارك هولاند، أنه سيصوم شهر رمضان بالكامل، للعام الثاني على التوالي، رغم كونه ليس مسلما، وقد أعرب عن سعادته البالغة بتجربته التي قال إنّها لا توصف، وقال إنّ الهدف الأساسي من حرصه على صيام رمضان هو دعم مبادرة “العطاء 30″، التي تهدف إلى توفير النقود التي يصرفها كل فرد طيلة الشّهر في وجبات الغذاء والفطور، ومنحها للمحتاجين، وأضاف قائلا إنّ تجربة الصوم علمته الإحساس بالجوع الذي يعانيه كثير من الفقراء، الذين لا تتوفر لهم فرصة تناول الإفطار والغداء، ممّا يوجب عليهم الصمود طيلة اليوم، عكس الصائمين. وختم قائلا إنّ العمل الخيري يعطي الفرصة للتعامل مع قلة الغذاء لدى الفقراء، وبالتالي استعمال قوة رمضان لمساعدة الآخرين.

لقد قدّم هذا الوزير الكنديّ من خلال تجربته وكلامه درسا ينبغي لنا معاشر المسلمين أن نفهمه ونعيه؛ رجل ليس مسلما، فهم مقصدا من أهمّ وأجلى المقاصد التي لأجلها شُرع صيام رمضان، وأبى إلا أن يساهم في استغلال هذا الشّهر بما يعود بالفائدة على فقراء بلده، ودعا إلى توفير مصاريف الطعام لمنحها للمحتاجين.. ما فعله هذا الوزير هو ما يفترض أن يكون عليه الحال لدى المسلمين؛ يُفترض أن تتناقص مصاريف الطّعام مقارنة بباقي الأشهر، ويحسّ الموسرون والأغنياء بمعاناة الفقراء الذين يصوم كثير منهم في رمضان وغير رمضان؛ هذا هو المفترض، لكنّ واقع الحال أنّ مصاريف الطّعام تتضاعف في رمضان لدى أكثر المسلمين، مرّتين وثلاثا، ومعاناة الفقراء تتفاقم في هذا الشّهر بسبب غلاء الأسعار النّاجم عن كثرة الطّلب وزيادة الإقبال على المواد الاستهلاكيّة.

وهكذا يصرّ بعض المسلمين على إعطاء أوضح دليل على أنّ رسائل رمضان لم تصل إليهم بشكل واضح، وأنّهم لا يزالون يتعاملون مع الصيام على أنّه تأخير لوجبة الغداء إلى العشاء، مع ما يتبع هذا التّأخير من نهم للطّعام وحرص على تنويعه وتكثيره، وما يترتّب عن ذلك من إسراف تكون نتيجته أطنان من الأطعمة تُرمى في المزابل يوميا!. ورغم هذه الصّورة القاتمة المسيئة للإسلام والمسلمين، والتي تنقلها مختلف وسائل الإعلام، فإنّ هناك صورا مشرقة كثيرة نراها ونسمع عنها لعباد لله مسلمين محسنين في بلاد الإسلام، يُعطون نماذج أروع وأرقى من النّموذج الذي قدّمه الوزير الكندي، وهناك جمعيات خيرية في مختلف بلاد المسلمين، وفي بلاد الغرب أيضا، تنشط خلال الشّهر الفضيل في تقديم العون للأسر الفقيرة، وتوصل وجبات يومية ساخنة إلى الفقراء في بيوتهم، وهي المظاهر التي ينبغي لوسائل الإعلام التّركيز عليها وإبرازها لتكون نموذجا يُحتذى به لإبراز الصّورة الحقيقية لرمضان بين المسلمين عندما تصل رسائله واضحة إلى الصّائمين والقائمين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!