الرأي

رسالة للرئيس

عمار يزلي
  • 4674
  • 9

من كثرة طول انتظار بعث الروح في خط هاتف بيتي الثابت (التلفون هو الثابت، والبيت هو المتحول!!) الموجود في حالة انقطاع عن هذا العالم منذ أكثر من سنة، صرت أنا هو “الهاتف” لكثرة ما نهقت وهتفت وطالبت باستعادة روح المغفور له “ثابت بن مقطوع” التي أزهقت بدعوى تغيير الأرقام العاملة بواسطة الألياف البصرية، فيما صار “الهاتف” هو “التافه” الأخرس!

لم تشفع لي لا شفاعة المعارف ولا النكرة! الكابل الكبير مقطوع وإصلاحه، عندما يأتي وقته! أصلح له بالهم وبالنا وبال بلادنا التي صارت وبالا علينا وعلى عباد الله الصالحين والطالحين. جريت وركبت ومشيت وذهبت وغدوت ورحت، وزرت واتصلت وحشمت ودلقت وتوسلت وشيت وحشمت، من لا يحشم ولا يستحيي.. بدون جدوى ولا فائدة، إلى أن قررت أن أخاطب رئيس البلاد الذي لا دعوى له بما يحصل للعباد في بلاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد!! هو الوحيد الذي يمكنه أن يشفي الأبكم، ويحيي الموتى.. بإذن الله (عندما يشفيه الله!).

مزقت ورقة من دفتر قديم ورحت أكتب لرئيس البلاد بالأحمر (هذا ما جبرت قدامي!) وأنا أحترق غيظا ولا أعرف ماذا أقول ولا ما أكتب ولا كيف أكتب! فأنا لا أعرف أصول كتابة الرسائل والطلبات الإدارية، لهذا رحت أقول له هكذا وببساطة:

سيدي فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، السلام عليكم ورحمة الله. يسرني أن أطلب منك سيدي الرئيس إن كنت تعرف أحدا في مصالح الهاتف، لكي يعيدوا لي خطي الهاتفي المقطوع منذ عيد الأضحى ما قبل هذا الأخير. لقد ضحوا به في ثاني عيد من العام الماضي. منذ ذلك الوقت وأنا أدفع الفاتورة بدون كلام! الهاتف مقطوع وأنا أدفع الفاتورة.. ماعليهش غير يطلقوه. الله يخليك إذا تعرف شي واحد، قول له يطلق لي التلفون ومستعد نتهلى فيه وفيك باش ما كان! الهاتف أحتاج إليه للأنترنيت باش نلعب “ليجو” ونتشاتشي.. ونسمع الأغاني ونتفرج على كليبات الفنانات المصريات.. أنا خوك سيدي الرئيس.. يرحم الشوابين.. الله يشد لك في خوك، وفي أختك… وكل العائلة.. الله يحفظك ويشافيك ويعافيك. هاو الرقم نتاعي ……… وهذا الرقم نتاع المحمول!…… إذا احتجت شي حاجة في وهران من المدينة الجديدة وإلا الحمري، راني هنا.. غير bippi! أنا نهدر معك وإلا نفليكسيلك.. ربي يحفظك. سلم لي على العائلة، وعلى قاع اللي يسال علينا.

وأفيق والهاتف يرن: واقيلا هذا الرئيس راه يبيبي!!

مقالات ذات صلة