-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رمضان العادة والعبادة؟!

عمار يزلي
  • 2200
  • 0
رمضان العادة والعبادة؟!
ح. م

رمضان هذه السنة، يختلف قليلا عن أشهر رمضان قبل سنوات عدة. السبب هو أن هذه السنة، سوف “نجوع” 17 ساعة (حتى لا أقول “نصوم”، لأن الكثير منا “يجوع” ولا يصوم!)، ولكن أيضا، سنعمل (“نعمل”، معناه عندنا أن “نذهب إلى العمل”: ألسنا نقول: “راني رايح للخدمة”، عوض: “راني رايح نخدم”؟! والفرق صارخ)، فهناك العمل، وهناك الصيف وهناك رمضان.. صحيح أن الكثير يخرج في عطلة في الصيف، ويتجنب بذلك مصاعب الصوم في عز الصيف وطول اليوم، لكن هذه السنة، سوف نصوم على الأقل نصف رمضان قبل العطلة الصيفية لعمال التعليم والبحث العلمي. وعليه، فإن غالبية الناس يخرجون في عطلة مع بداية الشهر السابع.

هذا الأمر، ينطبق على السياسيين أيضا، الإدارة، المؤسسات الصناعة والمهن الحرة.. الكل في رمضان يتوقف كليا أو جزئيا عن العمل. حتى إذا أجبر على العمل، فالعمل في رمضان يمحو الجزء السابق من إمكانية العمل.. رمضان عندنا حولناه إلى شيء آخر: إلى قلة العمل القليل أصلا، إلى النوم، إلى الأكل والشرب بامتياز إلى تبذير وإلى استهلاك.. وفي كل المجالات: من الأكل إلى السهر إلى الملذات الدنيوية إلى الأفلام، المسلسلات، اللهو المسمى ترفيهارمضان حوّلناه إلى عادة أكل وترف عوض صوم ذي هدف!

نمتُ على هذه الحال، لأجد نفسي سياسيا وإداريا رفيع المستوى، وقد دخل رمضان وأنا قد خرجت.. في عطلة لصوم رمضان في الخارج، حيث يقلّ رمضان بقلة المسلمين! غير أنهم كانوا كل مرة يستدعونني إلى البلاد لكيأساعدهمفي استقبال بعض الضيوف الأجانب الذين لا يصومون وعليّ أن أرافقهم إلى المطاعم نهارا ليفطروا.. هم يعرفون أنني لا أصوم لأنني مريض والمريض يفطر! معظم السياسيين في السلطة وغير السلطة، لا يصومون مثلي بسبب المرض.. لأنهم كلهم مرضى، لهذا فهم لا يصومون وإنهم أيضا لا يفطرون ظاهريا، بل باطنيا، وأنا منهم.. أسافر لأصوم.. أي لأفطر! (تعرفون أنني لما أقول: “نصوممعناه قضاء شهر رمضان، لكن هذا لا يعني الصوم كما جاء في القرآن والسنة). البقية من الشعب، يصومون وكأنهم يفطرون.. فنحن إذن كيف Kif !

هذه المرة، استدعوني لأفطر ظهرا مع نائب لنائب وزير أمريكي للتجارة باعتباري نظيره فيربح الخسارة“. لما ضربت أناالشدقفي الطبق، اعتذر لي وقال لي: أنا صائم!

ماذا؟ أمريكي يصوم وأنا لا أصوم؟ قلت له: مسلم؟ قال لي: نعم! قلت له: ومش مريض؟ قال لي: مريض لكن هذا لا يمنع..

فتحت فمي ثم أغلقته.. حتى ما بعد المغرب.

 

وأفيق صباح اليوم الأول من رمضان وأنا أقول لهم في البيت: “شحال باقي من نهار للعيد؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • Shouchnak

    You are very cool, another top ONE. many thanks Amar

  • رشيد - Rachid

    صدقت...