-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صيحة الشروق

رهان تكنولوجيا الهشاشة

عمار يزلي
  • 77
  • 0
رهان تكنولوجيا الهشاشة

لعل أكبر رهان يواجهنا اليوم، هو كيفية أخلقة التواصل عبر وسائل التواصل الاجتاماعي، علاوة عما يقدم في وسائل الاتصال التقليدية، التي أوضحت في المجتمع الغربي مؤخرا وكل مرة، كم هي شيطان أخرس، صماء بكماء إزاء قضايا العرب والمسلمين والرافضين لهيمنة الغرب أينما كانوا، وثرثارة ومزيفة بسردية منحازة إلى الكيان الصيهوني وقاضايا الغرب الرأسمالي عموما.

صحيح أن المسألة مرتبطة بأخلاق الفرد، لكن ليس كل الأفراد على خلق وليس كل الأفراد لهم تصور واحد للعمل الاتصالي أو نفس الهدف، فالغايات كثيرة، والوسائل أكثر، والغاية تبرر الوسيلة في كثير من الأحيان.

القراصنة، عادوا أكثر انتشارا، بعدما كانوا مرتبطين بقرصنة البحار، صارت القرصنة السحابية اليوم أو الافتراضية هي أكبر مغامرة يقوم بها الجيل الرابع من الثورة السيبرنطيقية، التي بلا شك قد أنتجت كثورة معرفية اتصالية أكثر من ظاهرة اجتماعية ثقافية، علينا أن نواكبها ونتعرف عليها قبل إنتاج ميكانزمات التصدي لها عبر القنوات القانونية وتطوير المنظومة السياسية الجنائية لتشمل كل هذه الظواهر التي لم تكن معروفة، بل التي باغتت دولنا ومؤسساتنا التي بقيت ضمن المرحلة التقليدية ولم تدخل عالم الرقمنة العلمية إلا مؤخرا وباحتشام أحيانا، في انتظار تهيئة النفس وإعادة رسكلة منظوماتنا القانونية والإدارية والبشرية وضخ ودم جديد شباني في مجال الإدارة الرقمية للأعمال والعلم والمال. تحقيق هذا الهدف، يتطلب عملا جبارا في التكوين وفي المال وفي الممارسة اليومية، خاصة أننا مقبلون على جيل جديد آخر من التجارة الإلكترونية، حيث ستدخل القرصنة المجال واسعا للمؤسسات المالية والبنوك وأيضا الأفراد. فإذا كانت اليوم القرصنة مرتبطة بحسابات التواصل الاجتماعي المنتشرة، فإنه في المستقبل القريب سنجد أنفسنا أم تفشي ظاهرة أكبر هي قرصنة الكبار، لاسيما وأننا في مواجهة كبار قراصنة العالم “الهاكرز”، لما يتعلق الأمر بأسرار الدولة والمال العام والخاص والأسرار الفردية والجماعية.

الأسرار المعدة للبيع مقابل خدمات “الإبحار” والتحميل، والتجارة بين الافراد، من شأنها أن تفتك بالخصوصيات، لكن هذه الخصوصيات قد تخترق أيضا من قبل أشخاص ووكالات وتنظيمات، من شأنها أن تربك صاحب القرار والمستفيد الأكبر من هذه المنظومة الشبكية العالمية، ما يجعلنا نؤكد أن العالم اليومي يتجه أكثر فأكثر نحو “الهشاشة” البنيوية، ما يجعله مهددا بالزوال بالسرعة القصوى التي لم يعرفها تاريخنا الإنساني في أي محطة تاريخية له:

فحضارة ما بعد الحداثة، قد ينتهي تمددها الهائل بالانكماش الفجائي في أي لحظة، على اعتبار أن كل ما زاد عن حده، انقلب إلى ضده.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!