-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عقب قرار إدراج الإنجليزية بالابتدائي

سقوط مدوّ للفرنسية بالجامعات ومدارس الأساتذة

ب. ع
  • 18871
  • 0
سقوط مدوّ للفرنسية بالجامعات ومدارس الأساتذة

القرار الرئاسي بتدريس اللغة الإنجليزية، بداية من الطور الابتدائي، الذي منح للحاصلين على الليسانس في اللغة الإنجليزية، فرص عمل أكيدة، بداية من الخريف القادم، أحدث زلزالا حقيقيا في الجامعات الجزائرية، وخاصة في المدارس العليا للأساتذة والتي يبلغ عددها 11 مدرسة، في كل من بوزريعة والقبة بالعاصمة وعلي منجلي بقسنطينة ووهران وسطيف ومستغانم والأغواط وسكيكدة وورقلة وبوسعادة وبشار، حيث عرفت اللغة الإنجليزية توافدا وصفه الدكتور رابح طبجون مدير المدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة في حديثه للشروق اليومي بالقياسي، إلى درجة أن رُفع معدل القبول بالنسبة للناجحين في بكالوريا 2022، في شعبة الإنجليزية إلى أكثر من 15.50، بينما مازالت شعبة الفرنسية مفتوحة تنتظر الطلبة الجدد للانتساب إليها.

الأمر لم يتوقف عند المدارس العليا للأساتذة وإنما انتقل إلى مختلف الجامعات، التي تدرّس اللغتين الفرنسية والإنجليزية، حيث نزل معدل القبول في اللغة الفرنسية إلى 10 من 20، وقارب الـ 13.50 معدل الانضمام إلى الشعبة الإنجليزية، مع الإشارة إلى أن المدارس العليا للأساتذة تضمن التوظيف في القطاعات التعليمية الثلاثة مباشرة بعد التخرج، كما هي الحال في المدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة، التي تخرج منها في الموسم التعليمي المنقضي أكثر من 400 طالب متخرج من أكثر من عشرين ولاية، تسلم بعضهم قرارات التوظيف والبقية سيتسلمونها في الأيام القادمة في وجود مناصب شاغرة، تزامنا مع تدريس الإنجليزية في الأقسام الابتدائية، ورفع ساعاتها في بقية الأطوار، ولم يتعدى عدد المتخرجين في اللغة الفرنسية العشرات. وبلغ الهوس باللغة الإنجليزية، مقارنة بالفرنسية، كما علمنا من إدارة المدرسة العليا للأساتذة الكائن مقرها بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، أن طالبتين ضمن المتفوقين الأوائل في شهادة البكالوريا في نسختها الأخيرة وهما من المكرمات من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، فضلتا اللغة الإنجليزية طمعا في منصب أستاذة في الثانوية لاحقا.

وبالرغم من أن مختلف المدارس العليا للأساتذة المنتشرة عبر الوطن تفتح للمنتسبين لها أبواب لتدريس المستقبلي في مختلف المواد، إلا أن الإنجليزية هي التي تلقى الطلب الأول وبفارق شاسع على بقية المواد الأدبية والعلمية، بحسب الدكتور رابح طبجون، وبحسب الأستاذ نور يحيى وهو مفتش بالتعليم الثانوي، الذي قال لـ”الشروق اليومي” بأن الناحية والاجتماعية والنفسية للطلبة، حددت هذا الخيار، معتبرا الجيل الجديد من الطلبة، متفتح على لغة التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، أكثر من الجيل السابق، مع دور الإعلام الذي صار يركز حديثه على نهاية تدريجية للغة الفرنسية في الجزائر، كما لم ينس الأستاذ نور يحيى دور الأولياء وتأثيرهم على الطلبة الجدد لاختيار الإنجليزية.

ومع بداية الاختبارات الشفوية قبل الانضمام إلى المدرسة العليا للأستاذة، اتفق الطلبة في حديثهم إلى “الشروق اليومي”، على أن اختيارهم اللغة الإنجليزية جاء تماشيا مع حاجة البلاد إليهم في التغير اللغوي الأخير، حيث ترى منى الحاصلة على البكالوريا بمعدل 16 من 20 بأن حديث رئيس الجمهورية عن تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، جعلها تطمئن على مستقبلها المهني وتسير في هذا الاتجاه من دون أي تفكير أو تردد، مُدّعمة من والدها، والغريب أن والدتها كما قالت أستاذة إكمالي في الفرنسية، بينما ربط وائل صاحب معدل يزيد عن 17 اختياره للإنجليزية بإتقانه لهذه اللغة، وحبه لها، للقيام بخيار القلب، مع أنه كان قادر على اختيار الطب كما تمنت والدته وهي طبيبة أسنان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!