-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الهيكل كان ثكنة فرنسية لتعذيب الثوار لمدة قرن

سكان تبسة يحتفلون بمستشفى “ليس كالآخرين”

ب. دريد
  • 1654
  • 0
سكان تبسة يحتفلون بمستشفى “ليس كالآخرين”
ح.م

تحوّل تدشين مستشفى جديد على صغره، إلى حدث كبير، في مدينة تبسة، بلغ درجة تبادل التهاني على صفحات التواصل الاجتماعي، اتفق فيها المغردون على أن هذا المستشفى لا يحمل صبغة صحية فقط، وإنما عبقا من التاريخ والذكريات والتحدّي، وقال بخصوصه عمي السبتي وهو شيخ في السبعين من عمره، بعد أن وجه دعوة إفطار جماعية بالشربة والشخشوخة، أقامها ،الثلاثاء ، لأهالي تبسة، بأنه شاهد والده المرحوم الشيخ أحمد الزمالي، وهو يخرج من الثكنة القديمة الخاصة بتعذيب المجاهدين مثقلا بالآلام الجسدية والنفسية في حالة تبكي الحجر، وها هو يأخذ اليوم حفيده للتداوي والقضاء على الألم في نفس المكان الذي كان سببا في تألم والدي.. كما قال.
المستشفى الذي دخل الخدمة الاثنين، اختير له اسم مهنية بن جدة، وهي شهيدة من مواليد بلدية الماء الأبيض التابعة لولاية تبسة، وكانت قد تعرضت لأبشع أنواع التعذيب لمدة ثمانية أيام بلياليها في نفس المكان الذي حمل الآن اسمها، بعد أن صار يداوي الأطفال، وكان تعذيبها على يد ضباط فرنسيين، ولم تكن قد تجاوزت الـ17 سنة من عمرها، ثم تم قتلها برفقة زوجة عمها وهما مكبلتان بالحديد، ويشهد أهل المنطقة بأن قتلتها بقروا بطنها وجردوها من لباسها، لأنها رفضت النيل منها، ورفضت كشف أماكن إخوانها في الجهاد.
المستشفى الواقع في وسط تبسة، كان عبارة عن مشروع صحي منذ الاستقلال ولكنه تحوّل بعد ذلك نِسيا منسيا، ومجرد ردم ووكر للانحرافات، مع أنه يقع أمام الأنظار، ويتواجد داخل السور البيزنطي، وجعله الفرنسيون ثكنة عسكرية ومركزا للتعذيب والاستنطاق الفرنسي، منذ القرن الثامن عشر، ومع مرور السنين تقرر إعادة تهيئته من جديد وتخصيصه للمرضى الأطفال، حيث تحوّل الهيكل إلى مؤسسة صحية رائدة في طب الأطفال، من خلال الإمكانات التي تم توفيرها والغرف المتميزة، وحتى قاعات الألعاب التي تم تجهيزها للأطفال المقيمين بالمستشفى، الذي يتسع حسب تصريح المسؤول الأول عليه للشروق اليومي، أثناء إشراف والي الولاية ليلة أول أمس على وضعه حيز الخدمة، على 72 سريرا، منها 60 سريرا مخصصة لطب وجراحة الأطفال و12 سريرا موجها لاستعجالات طب الاطفال، بالإضافة إلى مخبر خاص بالتحاليل، وقسم الأشعة وقاعة علاج مكثف، وقاعة محاضرات من الصنف المتميز تجرى فيها الملتقيات الطبية واجتماعات الطاقم الإداري والطبي، وقد كشف مدير الصحة للشروق اليومي بأن هذا المستشفى سيتكفل بمختلف الخدمات الصحية في وجود أكثر من 80 إطارا طبيا، وأطقم شبه طبية. ومن خلال جولة “الشروق اليومي” بالمرفق الصحي الذي يتربع على حوالي ثلاثة هكتارات، لاحظنا بأن التجهيزات التي وضعت فيه تمثل نقلة نوعية في مجال الخدمات، وتحد لتحويل الألم إلى أمل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!