-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الروائي عبد الرزاق طواهرية يُقدم روايته للقراء عبر "الشروق":

“شيفا”.. رواية من الأدب العلمي الذي لا يحيد عن النظريات

إبراهيم جزار
  • 4253
  • 0
“شيفا”.. رواية من الأدب العلمي الذي لا يحيد عن النظريات
ح.م
عبد الرزاق طواهرية

يقدم الروائي الشاب ابن مدينة قسنطينة عبد الرزاق طواهرية في حواره لـ”الشروق” جديد إبداعه، ويكشف عن روايته الجديدة المرتبطة بالأدب الما ــ ورائي والتي تعد سابقة في الكتابات الجزائرية المحلية، ويقدم ابن السابعة والعشرين سنة كذلك قراءته لهذا الضيف الجديد الذي يقتحم الرف الجزائري و يطرح أفكارا وأساليب ومفاهيم غاية في الجدة والغرابة والنمط .

كيف يقدم عبد الرزاق طواهرية نفسه لقراء الشروق ؟؟

طواهرية عبد الرزاق كاتب وروائي جزائري من مواليد 19 يناير1991 بقسنطينة، مقيم حاليا بمدينة تبسة، ماستر علم الاجتماع تنظيم وتنمية، أشتغل حاليا كرئيس مكتب في الإدارة المحلية، وأعمل أيضا كمصمم لدى دار نشر المثقف للنشر والتوزيع.

ما هي مؤلفات وإنتاجات ونصوص عبد الرزاق التي يقدمها للجمهور؟؟

أول رواية جزائرية حول الأنترنت الخفي، تحمل عنوان شياطين بانكوك ــ جحيم الدارك ويب ــ وهي للإشارة صاحبة أعلى نسبة مبيعات لدار المثقف للنشر والتوزيع في معرض سيلا 2017 . وتم تدارسها بطريقة أكاديمية في بضع مذكرات للتخرج في علوم إنسانية واجتماعية ولغوية مختلفة منها، دراسة أكاديمية للدكتورة ليندة بلعباس بعنوان معالم التجريب في رواية شياطين بانكوك. كما لي رواية أخرى بعنوان “شيفا” مخطوطة القرن الصغير.

حدثنا قليلا عن هذه الرواية الحديثة والمتسمة بالغموض والخط الأدبي الغيرــ تقليدي؟؟

رواية شيفا مخطوطة القرن الصغير، هي العمل الذي لطالما تبادر في ذهني منذ عدة سنوات، وأرى أن الفرصة قد حانت لنشره وجعل القارىء يتحسس نوعا جديدا من أدب الخيال العلمي كون الرواية تكشف سلسلة من الملفات السرية وتلفظ ما بجوفها من معلومات خطيرة، وتظهر بصفة واضحة أننا نعيش مرحلة زيف التاريخ.
الرواية ستكون حاضرة بمعرض سيلا الدولي للكتاب 2018

لا أظن أن الفكرة قد وصلت بشكل واضح للقارئ .. وضح أكثر؟؟

شيفا رواية تنتمي إلى أدب الخيال العلمي الصعب، الذي لا يحيد عن النظريّات العلميّة، ذلك الأدب الذي عادة ما يرسم لنا عوالم خيالية ممزوجة بنوع من الحقائق التي تثير فضول القارئ وترحل به إلى عوالم بعيدة، عوالم ترتكز على أسس علمية لا أفكار تخيلية بحتة! تجاوزت الرواية عتبة 46000 كلمة في حدود 300 صفحة، قسمت جميعها إلى 16 فصلا.
إنفردت الرواية بمعالجة عدة مواضيع ونظريات علمية نادرة، تبقى المعلومات عنها شحيحة جدًّا، ولعلَّ أبرزها ما يعرف في الساحة العلمية بنظريّة الأرض المجوّفة! هذه الأخيرة التي وضعها العالم الشهير مكتشف مذنب هالي”.. الفلكي المثير للجدل “إيدموند هالي” النظرية ولكونها تقبل الصواب كما الخطأ، جاءت فقط لتكون وعاء يحتوي عالم الرواية، ويكشف الستار عن خبايا هذه الأراضي الداخلية الغامضة وعن الشعوب التي تستوطنها.

بالحكومة الخفية والمشاريع السرية… وتتطرق الرواية كذلك لما يعرف

بالاستناد لمراجع مستخدمة وتحليلات من مواقع الأنترنت المظلم وتطرح فرضيات أحداث خُطّط لها بعناية بالغة، شارك فيها بعض العلماء الفيزيائيين السابقين، كما حاربها المعاصرين منهم من أمثال.. ميتشيو كاكو، تايزون نيل ديغراس، ستيفن هوكينغ، ألبيرت اينشتاين… وفصول الرواية الأخيرة ستكشف لكم ما علاقة “شيفا” آلهة الدمار الهندوسية، متعددة الأذرع، صاحبة العين الثالثة، بهذه الوثائق السريّة… كما تثبت لكم أن العالم يعيش كذبة كبيرة تدعى التاريخ.

لماذا اختار عبد الرزاق هذا النمط من الكتابة الأدبية كبداية لعلاقته مع عالم القلم؟؟

اخترت هذا النمط من الكتابة كبداية لي، بعد تعمقي في علم ما وراء الطبيعة أو البارانورمال، الذي استحوذ على تفكيري منذ الصغر، ما جعلني أبحث في كل ما هو غامض ويحتاج استفزازا صريحا للعقل للوصول إليه، فبعد نجاحي في تجربة الكتابة على أحد المواقع الالكترونية الماورائية، وكسبي لجمهور محترم من القراء من جميع أنحاء الوطن العربي قررت الذهاب بعيداـ وخوض تجربة الكتابة الورقية مستلهما أفكاري من العوالم الغامضة.

ألا ترى أن هذا النمط من الكتابة استهلاكي وموضة أكثر منه ثقافة أدبية؟؟

بالعكس، فعلم ما وراء الطبيعة يلمس عدة عناصر أساسية تصلح لبناء عدة أنماط أدبية في الرواية الحديثة، كأدب الخيال العلمي الصعب الذي لا يحيد عن النظريات العلمية، والذي استخدمته في روايتي الثانية “شيفا” مخطوطة القرن الصغير، وأدب الجريمة الذي اعتمدته في تجسيد روايتي الأولى شياطين بانكوك، كما أن الأدب العجائبي.. الديستوبي والفانتازي يندرجون أيضا ضمن هذه القائمة .

الكثير من هذه الأعمال الأدبية من هذا النمط حُوّلت لأفلام أو رسوم متحركة كسلسلة مذكرات الموت وغيرها.. أين هي أعمالك من هذا الأمر أم أنك تفضلها أن تبقى في حكم المطبوع على التحول للمرئي؟؟

حقيقة تلقيت عرضا رسميا لتحويل رواية شياطين بانكوك إلى فيلم قصير من طرف مخرج جزائري فائز بعدة جوائز وطنية وعربية في الاخراج السينمائي، ومؤخرا وصلني عبر البريد الالكتروني طلب من مخرج دنيماركي يسعى إلى تحويل الرواية إلى وثائقي، ولكن إلى الآن لم نتفق بعد وهذا راجع لأمور عملية.
أما بالنسبة لتحويلها إلى فيلم سينمائي، فهو أمر مستبعد ولكن ليس بالمستحيل، فالرواية إن لم تترجم فلن تخرج إلى العالمية ولن تلفت انتباه المخرجين.

هل ترى لهذا النوع من الكتابة مستقبلا في الجزائر؟؟

في المشرق العربي وفي مصر تحديدا لقي هذا النوع من الكتابة رواجا كبيرا ونجاحا باهرا، حتى إن هناك العديد من دور النشر المصرية تخصصت في إصدرا روايات تمس هذا الجانب الأدبي، كدار عصير الكتب مثلا التي ساهمت في ظهور العديد من الروايات الناجحة، كروايتي انتيخرستوس وأرض السافلين، وكذلك رواية أرض زيكولا… والقارىء الجزائري يميل جدا لهذا النوع من الكتابات، لذا من المستحسن أن نمده بها مستقبلا.

بالحديث عن المشرق العربي.. كيف تُقيّم واقع المبدع في الفضاء المغاربي مقارنة بالمشرق.. من ناحية مجالات الإبداع كالرواية والسينما والسيناريو.. ألا ترى أن الزخم أقل حضورا وأضعف تراكما؟؟ أم لك رأي آخر؟

بصراحة المقارنة لا تجوز في هذه الحالة، كون المشرق العربي يولي اهتماما كبيرا بالكتاب المبتدئين، وأغلب الروائيين المشهورين حاليا بمصر مثلا ينتمون إلى فئة الشباب، في حين تتعرض هذه الفئة في المغرب العربي وتحديدا الجزائر إلى التهميش، والسبب يبقى مجهولا في نظري.

كيف يكون التهميش وضح أكثر؟؟

قبل نشري لرواية شياطين بانكوك، تلقيت ردودا قاسية من العديد من دور النشر دون ذكر أسمائها، جاء فحواها أنهم لا ينشرون سوى لكتاب معروفين، ولهذا عانيت كثيرا قبل أن أصل بروايتي أخيرا إلى دار المثقف التي تدعم بصفة صريحة الفئة الشبانية الواعدة والقاعدة البشرية لكتاب المستقبل.

هل الإشكال مرتبط بالتهميش في عملية النشر! ! أم يتعداه لجودة النصوص أم التسويق أم ماذا؟؟

الاشكال يمس جميع الجوانب سالفة الذكر، خصوصا افتقاد أخلاقيات العمل، عن نفسي قمت بالاتصال بعدة دور نشر مشرقية من أجل نشر روايتي الثانية فكان الرد سريعا ومحفزا، في حين كان هناك مماطلة واضحة في الرد وسوء تعامل مع الروائيين، من بعض دور النشر الجزائرية، ما يضع الكاتب موضع المتردد العازف، ويرجح الكفة إلى مؤسسات النشر المشرقية الأكثر تفاعلا.

القضية في نظرك إذن أخلاقية أكثر منها تهميشية؟؟

أمور كثيرة يتحسسها كل كاتب في بداية مشواره، وفي نفس الوقت لا يجب أن نعمم هذا الأمر على جميع الناشرين الجزائريين، بل وجب علينا السير المباشر في طريق الاحترافية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!