صاحب شركة وهمية يسطو على 30 سيارة ألمانية من “سوفاك”

تصدر الغرفة الجزائية الأولى لدى مجلس قضاء الجزائر، الأربعاء المقبل، أحكامها ضد صاحب شركة وهمية، استغل متابعة شركة “سوفاك” قضائيا ومالكها مراد عولمي المدان نهائيا بـ10 سنوات حبسا نافذا، ليحتال على المتصرف الإداري ويستولي على 30 سيارة فاخرة ثم يعيد بيعها للخواص بعد أن قام بتزوير وثائقها.
حيثيات القضية، تعود إلى 1 مارس 2023، حيث تقدم المدعو “خ.عبد الكريم” إلى أمن دائرة حسين داي بالجزائر العاصمة لغرض التبليغ عن تعرضه للنصب والاحتيال عن طريق التزوير واستعمال المزور بشأن مركبة من نوع “فولسفاغن كادي”، ضد صاحب نقطة بيع المركبات، مؤكدا أنه بتاريخ 27 فيفري 2023 وخلال تصفحه لموقع “واد كنيس ” لبيع وشراء المركبات لفت انتباهه إعلانا عن بيع مركبة “كادي” من طرف صاحب نقطة بيع المركبات تحت اسم الشهرة ” ANIS AUTO” الكائن مقرها بمدينة بني مراد ولاية البليدة، ليتنقل إلى نقطة البيع، أين قام بشراء المركبة بمبلغ 460 مليون سنتيم.
وبعد استكمال جميع إجراءات البيع توجه الضحية إلى وكالة التأمين الكائنة بـ”قريدي” القبة، لتأمين سيارته، إلا أن مدير الوكالة وأثناء قيامه بمعاملة إدخال البيانات الخاصة بالمركبة على مستوى النظام الخاص لدى الوكالة المتضمن رقم تسجيلها وكذا رقم الطراز الخاص بها، تبين له أنها محل تأمين لديه من طرف الشركة ذات مسؤولية محدودة “RENTCAR” الكائن مقرها بأولاد فايت، ليقوم صاحب الوكالة بإخبار المدير التجاري للشركة، حيث قام عبر الاستعانة بالتقنيين لديهم بإيقاف تشغيل المركبة تلقائيا عن طريق تقنية “جي.بي.اس”.
وأسفرت التحقيقات عن كون المتهم الرئيسي في ملف الحال، قام بشراء سجل تجاري لشركة مفلسة، وبعدها خطط للنصب والاحتيال على شركة “سوفاك”، إذ تقدم إلى مقر هذه الأخيرة طالبا مقابلة المتصرف الإداري، باعتباره مسير الشركة المعين من طرف القضاء، واقترح عليه كراء 30 سيارة لاستغلالها في أعمال شركته الوهمية.
وبعد الأخذ والرد، توصل الطرفان إلى إبرام عقد كراء بمبلغ مالي يقدر بـ1 مليار سنتيم، ليقوم المتصرف الإداري بمنح نسخة من السجل التجاري الخاص بشركة “سوفاك”، للمتهم الرئيسي صاحب الشركة الوهمية، والذي استغل هذا السجل لتقليد أختام شركة “سوفاك” ثم التوجه إلى دائرة الدار البيضاء، وبتواطؤ من موظفين بها، تمكّن من شطب البطاقات الرمادية لـ30 سيارة وتحويلها جميعا باسمه.
المتهم الموقوف رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية الحراش وبعد أن زور البطاقات الرمادية وأصبحت السيارات الفاخرة باسمه، قام ببيع بعضها على مواقع التواصل الاجتماعي، والبعض الآخر على موقع “واد كنيس” بمبلغ إجمالي يقدر بـ15 مليار سنتيم، فيما بقيت 8 مركبات عرضها على مستوى قاعة “شروم” لبيع السيارات بولاية البليدة.
وقد وجه قاضي التحقيق لدى محكمة سيدي أمحمد تهما ثقيلة للمتهم الرئيسي تتمثل في تكوين جمعية أشرار، خيانة الأمانة، النصب والاحتيال، التزوير في محررات إدارية واستعمال المزور في محررات عرفية.
كما وجهت لموظفي دائرة الدار البيضاء بالجزائر العاصمة تهم استغلال النفوذ ووضع للسير مركبة بلوحة ترقيم مغايرة، فيما بلغ عدد الضحايا الذين تم النصب والاحتيال عليهم 30 شخصا.