-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

صُنّاع اليأس

الشروق أونلاين
  • 3237
  • 0
صُنّاع اليأس

لا يوجد أسهل من الإنتقاد، ولا يوجد أسهل من كشف عيوب الآخرين، وزرع اليأس في قلوب الناس أبسط من زرع الأمل، وصناعة الموت أبسط من صناعة الحياة

  • لأجل ذلك يمارس العاجزون سياسة المقاطعة والدعوة لها، حتى أصبحنا متيقنين بأن برنامج بعض الأحزاب في الجزائر هو الدعوة للمقاطعة فقط من دون تقديم أي بديل أو حلول للمشاكل التي يتخبط فيها الجزائريون.. مؤسف أن يطل علينا في كل استحقاق انتخابي حزب يقوده دكاترة أو شخصيات عجنتهم المعارضة منذ نصف قرن من أجل أن يصدروا بيانا يطالبون فيه الشعب بالمقاطعة، والشعب لا يكاد يعرف وجوههم وهو الذي احترق بالنار وحده وتجرع كؤوس الأزمات الإقتصادية والاجتماعية وحده ومعرّض للمزيد.. وحده!
  • المشكلة أن الداعين لمقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة سبق لهم وأن شاركوا في استحقاقات محلية وأحرزوا “الأصفار” وأيضا بعض الثقة في بعض البلديات، ومارسوا السياسة المحلية ولم يقدموا أي تميز عن بقية التشكيلات فعجزوا عن حل المشاكل الصغيرة ولم يساهموا فكريا ولا اجتماعيا ولا اقتصاديا في الأزمات التي تعيشها الجزائر ولم يقدموا مبادرات تجعل البسطاء يستمعون لكلامهم الصادر من رحلاتهم المكوكية ما بين باريس وبروكسل، أو من فيلاتهم الفاخرة بسويسرا فجاءت مطالبتهم بمقاطعة الانتخابات الرئاسية بعد أن قاطعهم الناس.
  • صحيح أن الجزائر مازالت تجلس القرفصاء برغم زخّات الخير التي تهاطلت عليها، وصحيح أن الشباب مازال يمارس الحرڤة واليأس برغم الوعود التي ملأت أسماعه، وصحيح أن البلد عجز عن فك عقدته في كثير من المجالات، لكن الصحيح أيضا لا مفر لنا سوى ممارسة الممكن وزرع الأمل بدل اليأس وخوض كل التجارب بما فيها الإنتخابات الرئاسية، فالجزائر في حاجة لمن يحييها وليس لمن يميتها.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!