-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تعرضهم للسباحة في أمواج عاتية وشواطئ غير محروسة

عائلات تغامر بأبنائها في الشواطئ !

نادية سليماني
  • 2664
  • 0
عائلات تغامر بأبنائها في الشواطئ !
أرشيف

تعرف الشواطئ مؤخرا حالة من الهيجان والاضطراب، ورغم تحذير مصالح الحماية المدنية والخبراء، بضرورة تجنب السباحة في مثل هذه الظروف، إلا أن بعض المصطافين يغامرون بدخول البحر، معرضين حياتهم وحياة حرّاس الشواطئ للخطر، وهو ما جعل الحماية المدنية تطلق تحذيرات متواصلة خلال هذه الفترة بالحفاظ على الأنفس، خاصة في الشواطئ الخطيرة والمفتوحة.
تعرفُ غالبية الشواطئ مؤخرا، اضطرابا ملحوظا، اذ تعدّى ارتفع الأمواج في بعضها الـ 3 أمتار، ومع ذلك يغامر كثيرون في دخولها، وخوضهم صراعا كبيرا مع الأمواج العاتية والتيارات المائيّة، والتي قد تسحبهم بعيدا، وحتى حراس الشواطئ وأفراد الحماية المدنية يجدون صعوبة بالغة عند إنقاذ هؤلاء المغامرين، فقد يفقدون حياتهم هم أيضا.

فيديوهات على المباشر لإنقاذ الغرقى
وانتشرت عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، الكثير من الفيديوهات، توثق لحظة إنقاذ أشخاص، لم يتمكّنوا من مُقارعة أمواج البحر العاتية، رغم منع السّباحة في مثل هذه الشواطئ، وبذلك هم يعرضون حياتهم وحياة منقذيهم للخطر. فزيادة على تدخل حرس الشواطئ، يسارع بعض الشباب إلى إنقاذ الغارقين، مع ما يشكله الأمر من خطورة.
ويعتبر البحر الهائج، خطرا كبيرا على المصطاف، اذ يؤكد المختصون، بأنه من أكبر أسباب الغرق خاصة مع التيارات السّاحبة، وخاصة في الشواطئ المفتوحة والتى تحتوي على تيارات ساحبة قوية، ومنها شاطئ جون دارك بولاية سكيكدة، شاطئ سيدي عبد لعزيز وشاطئ بني بلعيد بجيجل، وشاطئ الرمال الذهبية بعنابة.. وغيرهم.

7 غرقى في الشواطئ المضطربة خلال 24 ساعة فقط !
وكشف المُكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، النقيب بن أمزار زهير، على أنه تم انتشال 4 ضحايا على مستوى الشواطئ الممنوعة للسباحة، و2 متوفين على مستوى الشواطئ المسموحة التي كانت تحمل الرّاية الحمراء، وذلك خلال 24 ساعة الماضية فقط.
وبشأن الضحايا، قال المتحدث في اتصال مع ” الشروق”، يتعلق الأمر بشاب في 19 سنة تم انتشاله بشاطئ سيدي بلمهدي، وهي منطقة صخرية ممنوعة ببلدية تيبازة، والحالة الثانية تتعلق بطفل يبلغ من العمر 7 سنوات توفي غرقا بشاطئ الحمدانية بولاية شرشال، ورغم أن الشاطئ مسموح للسباحة، لكن في ذلك اليوم تمّ رفع الرّاية الحمراء بسبب هيجان البحر.
أما بولاية بجاية، فتم انتشال جثة مراهق في 17 سنة، توفي غرقا في شاطئ ” تكسرت ” الصخري ببلدية مالبو، وهو ممنوع للسباحة، وبولاية بومرداس، غرق شاب يبلغ من العمر 19 سنة، بشاطئ مسموح للسباحة ” سالين” غرب بلدية دلس، والذي كان يحمل الشارة الحمراء. وبولاية وهران توفي شاب يبلغ 30 سنة، غرقا بشاطئ ” لفريك ” وهي منطقة صخرية ممنوعة للسباحة ببلدية بطيوة، وبولاية مستغانم، تم انتشال مراهق 17 سنة بشاطئ ” الفنار ” وهي منطقة صخرية ممنوعة للسباحة ببلدية بن عبد المالك رمضان، وتم تحويل الضحايا الى المراكز الصحية المحلية من قبل مصالح الحماية المدنية.

حتى السّباح الماهر لا يرحمه البحر
وناشد بن أمزار، من وصفهم بـ ” المغامرين “، بعدم السباحة في الشواطئ التي تحمل الراية الحمراء والصخرية، والتي باتت تسجل يوميا غرقى. قائلا ” الشواطيء الممنوعة السباحة وخاصة الصخرية منها، تضم تيارات مائية كبيرة، وتنعدم فيها المسالك نحو الشواطئ، وهو ما يصعب من مهمة الإنقاذ .. كما أن السباحة في بحر هائج، تتسبب في بذل السباح جهدا بدنيا وعضليا كبيرا جدا، ما يجعله ينهار ويغرق في غضون 3 الى 4 دقائق لا أكثر، حتى ولو كان سباحا ماهرا”.
وكشف النقيب أن كثيرا من الآباء يجهلون مكان تواجد أبنائهم، وذلك عندما يتم الاتصال بهم من مصلحة حفظ الجثث، لتسلم جثث أطفالهم. وهو دليل، حسبه، على عدم مبالاة الأولياء وعدم سؤالهم عن الشاطئ الذي سيقصده أطفالهم، لتوجيه النصح لهم. قائلا ” كثير من العائلات لا تملك ثقافة وقائية، بينما يتميز الشباب والمراهقون بسوء تقدير الخطر”.
وبدورها، جندت المديرية العامة لمصالح الحماية المدنية، جهاز حراسة الشواطئ على مستوى الشواطئ المسموحة، وذلك منذ الفاتح من جوان 2023 بـ 54334 تدخل، وإنقاذ 29459 شخص من موت محقق، مع اسعاف 11845 شخص في عين المكان، وتحويل 3048 إلى المستشفيات لتلقي العلاج الضروري. كما تم تسجيل وفاة 148 غريق في البحر، غالبيتهم في الشواطئ الممنوعة وكذا خارج أوقات عمل جهاز الحماية المدنية وبعض حالات الراية الحمراء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!