-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رغم أن التجمعات تشكل فضاء لانتقال العدوى بفيروس كورونا

عائلات تهرب من روتين الحجر الصحي في المنازل إلى الطبيعة

عصام بن منية
  • 3435
  • 1
عائلات تهرب من روتين الحجر الصحي في المنازل إلى الطبيعة
ح.م

لم تفوت المئات من العائلات القسنطينية فرصة الأجواء الربيعية التي تشهدها المنطقة هذه الأيام، لتغادر منازلها باتجاه الطبيعة، أين اتخذت من المساحات الخضراء المتواجدة على جوانب الطرقات، خاصة بغابة البعراوية وصالح دراجي ببلدية الخروب، ومنطقة جبل الوحش، وغيرها من الحقول الخضراء، كفضاءات للتنفس، والترويح عن النفس، بعدما أجبرتهم الظروف الصحية على ملازمة بيوتهم لعدّة أيام، في إطار إجراءات الحجر الصحي للوقاية من الإصابة بعدوى انتشار فيروس كورونا المستجد، ما أدخلها في روتين ممل داخل البيوت.

وتصنع مشاهد مئات السيارات المتوقفة في ضواحي التجمعات السكانية بمدن ولاية قسنطينة، ديكورا مميزا مع مساء كل يوم، من أيام الحجر الصحي، بعدما نقلت العائلات من منازلها، والتي وجدت في الفضاءات الخضراء والأجواء الربيعية فرصة لتغيير الأجواء، والتقليل من حدّة الروتين الممل داخل البيوت، وكذا الهروب من الضغط النفسي الذي تواجهه داخل البيوت، خلال متابعة أخبار حصيلة تفشي الفيروس القاتل في الجزائر ومختلف بلدان العالم، عبر القنوات الفضائية المختلفة، والتي كيفّت برامجها مع حالة الوضع السائد، والحديث عن انتشار فيروس كورونا المستجد، وما خلفّه من خسائر في الأرواح عبر مختلف دول العالم، والتحذيرات المتكررة من خطر انتشاره، وقد عمقّت تلك الأخبار والأرقام المرعبة لعدد الإصابات والوفيات في مختلف الدول، من المعاناة النفسية للمواطنين، الذين يعيشون هذه الأيام ضغطا نفسيا رهيبا، ما جعل أغلبيتهم يضعون أنفسهم في الحجر المنزلي التلقائي برفقة عائلاتهم لعدّة أيام متتالية.

لكن مع استمرار الأزمة الصحية، وتزايد حالات الإصابة المسجلة يوميا في الجزائر، ما ينبئ بطول مدّة الحجر المنزلي، واستمرارها لأيام أو شهور أخرى، فكر هؤلاء في بدائل للترفيه عن أنفسهم، من خلال استغلال الأجواء الربيعية، واللجوء إلى الطبيعة كفضاءات بديلة للتخفيف من الروتين، مع الحرص على عدم الاختلاط مع الآخرين، لتفادي انتقال العدوى من الحالات المصابة أو المشبوهة، وكذا اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية التي قد تحمي تلك العائلات من الإصابة.

وعلى النقيض من ذلك، فإن البعض الآخر من المواطنين يرى بأن مجرد الخروج من المنازل يعتبر في حد ذاته خطرا على الصحة العامة، وقد يزيد من احتمال الإصابة بالفيروس، حتى في الأماكن البعيدة، عن التجمعات السكنية، كالفضاءات الطبيعية التي يرتادها آلاف من الأشخاص ومن مختلف الجهات، وقد يترك أحدهم – لم تظهر عليه آثار الإصابة بعد – رذاذا بعد السعال أو العطس، خلال مكوثه في المكان، لينقله شخص آخر بعد ساعات من ذلك، خاصة وأن فيروس كوفيد 19 يتميز بالبقاء حيا لعدة ساعات في مختلف الأماكن والأسطح. وعلى الرغم من تزايد وتعالي الأصوات الداعية إلى ضرورة المكوث في المنازل، وعدم مغادرتها إلاّ للضرورة القصوى، إلاّ أن ذلك لم يعد يجد نفعا أمام التفكير المحدود للبعض، الذين يجدون لكل حل مشكلة، كما هو الحال لتلك العائلات التي فكرت في تغيير الأجواء المنزلية بالخروج إلى الطبيعة، دون التفكير في ما قد تتعرض له من مشاكل صحية جرّاء تنقلها وجلوسها في أماكن غير معقمّة.

ونفس الأمر بالنسبة للباعة الذين شكلوا صفوفا طويلة من السلع والبضائع المختلفة، وأقاموا أسواقا موازية على حواف الطرقات على جوانب المدن، بعد أن منع إقامتها وسط التجمات السكنية. ليبقى وباء كورونا المستجد يهدد بضرب الصحة العامة، ما لم يتقيد كل واحد بالإجراءات اللازمة للحجر الصحي، أو تتدخل الدولة لإقرار الحجر الصحي العام..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • يوسف

    كورونا عندوا مساوء و عندوا محاسن..رك يعرفوا الجزاءريين بان لدينا بلا د من اجملالمناطق في العالم..انا كنت نشوف الجنة في السنيما و لما ذهبت الى هناك من بعيد وليت نشوف الجزاءر..قلت في نفسي انا كنت غبي كنت في الجنة وما كانش على بالي..مزية ما لقيتش خدمة في الخارج ..ارجعت للبلاد ..خاصنا غير شوية تربية و خلاص..غض البصر هو اولهما