-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عائلات جزائرية تؤدي العمرة طلبا للصبر على أمواتها

سمية سعادة
  • 3653
  • 0
عائلات جزائرية تؤدي العمرة طلبا للصبر على أمواتها

ربما من سوء حظ أهالي الأشخاص الذين وافتهم المنية أثناء انتشار جائحة كورونا أنه لم يكن بوسعهم زيارة البقاع المقدسة لأداء العمرة بغية طلب النسيان والظفر بالصبر على أمواتهم.

فقبل أن تُـعلق مناسك العمرة لمنع تفشي الفيروس بين المعتمرين، كانت الكثير من العائلات الجزائرية التي غيّب الموت أحبتها تقوم بزيارة البقاع المقدسة للحصول على جرعة من التحمل لمواجهة هذه النازلة وكشف الكربة.

هذه هي النصيحة التي يزال الجزائريون يتبادلونها عند كل مصاب خاصة وأنهم جربوا مفعولها ونالوا مرادهم بمجرد وصولهم إلى البقاع المقدسة والطواف بالكعبة المشرفة.

عن مثل هذه الحالة، تقول السيدة نورة أن أقارب زوجها بنواحي ميلة فقدوا فجأة ابنهم الذي يعمل في السلك الأمني في حادث مرور، ولذلك لم تتمكن والدته من تقبل الأمر، فعاشت أياما وشهورا حالكة السواد وكادت تفقد فيها عقلها إلى أن نصحها أقاربها ومعارفها بأداء العمرة وهو فعلا ما سعت إليه دون تأخير ولدى عودتها بدت وكأنها ألقت عنها همّا ثقيلا.

وكثيرا ما تخلف حوادث المرور والاختناق بالغاز أو حتى الإصابة بالفيروس القاتل وفيات بالجملة داخل الأسرة الواحدة ما يجعل المتبقين من الأفراد يعانون حالة من الصدمة وعدم القدرة على تحمل المصيبة فيلوذون إلى بيت الله الحرام من أجل أن يتجاوزوا المحنة.

وهذا ما كشفته زينب التي تحدثت عن جيرانهم بعين وسارة، حيث تقول إنه قبل نحو ثلاث سنوات فقدوا أربعة أشخاص من العائلة دفعة واحدة وذلك عندما قام الوالد باصطحاب ابنته إلى الجامعة ورافقته زوجة ابنه وابنها الصغير، وأثناء ذهابهم اصطدمت سيارتهم بسيارة كانت تقودها امرأة طلبت من زوجها أن يسمح لها بالقيادة لاكتساب الخبرة، وشاء الله أن يتوفى كل الأشخاص الذين كانوا على متن السيارتين إلا ابنة المرأة التي ألقتها السيارة بعيدا.

خلفت هذه الحادثة، كما تقول زينب، حزنا كبيرا في حيهم، وتجرع أهل المتوفين من الألم والمرارة ما لا يطيقه بشر ما جعلهم يفكرون في زيارة البقاع المقدسة، حيث أغلقوا بيتهم وسافروا جميعا وعند عودتهم تحسنت أحوالهم النفسية واستأنفوا الحياة شيئا فشيئا.

ما من شك أن البقاع المقدسة هي المكان الذي يستجاب فيه الدعاء وترتاح فيه النفوس، وتجبر فيه الخواطر، لذلك من الطبيعي أن يعود الزائرين له وقد تخلصوا من همومهم والتأمت جراحهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!