عبد الغفور ديدي يعالج دودة الكتب والبزويش قبل الطوفان

أثرى مؤخرا، الكاتب عبد الغفور ديدي المكتبة الوطنية بثلاثة إصدارات جديدة من شأنها أن تشكل إضافة للمشهد الثقافي، ويتعلق الأمر بـ”البزويش” الصادر عن دار الخلدونية، و”قبل الطوفان”، إضافة إلى إصدار ثالث عنوّنه بـ”دودة الكتب”، وهو مجموعة قصصية صدرت مؤخرا عن منشورات المثقف.
فضّل الكاتب عبد الغفور ديدي إثراء المشهد الثقافي بـ 3 كتب جمعت بين الأدب والتاريخ والنقد، حيث إن كتاب “البزويش” الصادر عن دار الخلدونية بالعاصمة هو صفحات تاريخية تتناول حياة المجاهد العروسي قداري، وقد استمد عنوان الكتاب من اسمه الثوري “البزويش”، حيث وثق مسيرته من لحظة الميلاد حتى التحاقه المبكر بالثورة الجزائرية في غار الدماء مع جيش الحدود بقيادة الهواري بومدين، كما سجل فيه أبرز المعارك التي شارك فيها المجاهد العروسي قداري، وأهم المواقف التي طبعت مسيرته. أما الإصدار الثاني والمعنون بـ “قبل الطوفان” فهو كتاب فكري يقع في حوالي 70 صفحة من القطع المتوسط، ضمّ بين دفتيه جملة من المقالات من نوع العمود الصحفي، والتي نشرت في العديد من الصحف الوطنية والمواقع الالكترونية، ويشتمل هذا الكتاب على أزيد من 12 عنوانا، ولدت كما قال مؤلفها بعد مخاض طويل من المطالعة والنقاش الفكري، ويرى الكاتب عبد الغفور ديدي في حديثه لـ”الشروق” بأن الغاية من كتابتها هو وضع الأمر في نصابه وإعادة الوعي الجمعي إلى صوابه في مجال قراءة التراث والتعامل مع الآخر ومكانة العقل في تفكيرنا، ودور التعليم في حياتنا، واصفا هذا الكتاب على أنه خبطة للعقل العربي.
من جانب آخر، أصدر الكاتب عبد الغفور ديدي مؤخرا إصدارا ثالثا عنونه بـ “دودة الكتب”، عن منشورات المثقف، وهو مجموعة قصصية مستوحاة أحداثها من الواقع والتاريخ، تطرق فيها لقضايا اجتماعية وثقافية قصد التنويه ووخز الضمير الجمعي عساه يلتفت إليها ويعالجها، فتعرض لمواضيع تخوض في دنيا الناس بقوة، والمجتمع الجزائري على الخصوص، مثل التسرب المدرسي وجنوح الشباب والهجرة السرية غير الشرعية والتحرش الجنسي بالأطفال والتدّين المغشوش، إضافة إلى مواضيع أخرى كتبت بأسلوب جمع بين شاعرية القصيدة وحوار المسرح وحبكة الرواية، ناهيك عن طواف الكاتب بخياله متنقلا بين مشاهدة كل قصة .
ومعلوم أن الكاتب عبد الغفور ديدي من مواليد 23 جويلية 1985 بمنطقة الدبيلة بوادي سوف، ورغم أن تخصصه الجامعي مهندس دولة في الوقاية والأمن الصناعي من جامعة باتنة 1، دفعة 2009، إلا أن ميله كان كبيرا نحو الكتابة والأدب والإبداع، بدليل أنه اقتحم عالم النشر بكتابه “رأي حر” الذي صدر سنة 2012، ثم تبعه كتاب آخر حول فلسفة نيتشه يحمل عنوان “هكذا تكلم نيتشه”، ما جعل محدثنا يصل إلى قناعة بأن الكتابة عنده عبادة مثل الصلاة كما يقول كافكا.