“عثُ الفراش” يسبب حساسية وأمراضا جلدية وتنفسية

تتجاهل كثير من النساء الغسل المنتظم لفراش النوم وإخراجه للتهوية خلال فصل الشتاء، بحجة الخوف من الهطول الفجائي للمطر أو بسبب الرطوبة، رغم أن الفراش يعتبر من أكبر مسببات الحساسية لدى الأشخاص لما يحتويه من “حشرات الفراش” التي لا تُرى بالعين المجردة.
يُصاب كثير من الأشخاص بمجرد خلودهم للنوم بنوبات سُعال شديدة أو ضيق تنفس مجهول المصدر، أو حكة في مختلف أنحاء الجسم، والسّبب هو حساسية الفراش.
وتعتبر أفرشة النوم، من وسائد وبطانيات وتواجد سجّاد بأرضية الغرفة والذي يعتبر بيئة مثالية لتكون فطريات ضارة، من أبرز أسباب إثارة الحساسية نتيجة احتوائها على أتربة الغرفة والرطوبة.
وجميعنا يعلم أن الهواء يحمل معه كثيرا من الأتربة والملوثات الجوية، والتي يمكن أن تلتصق بأغطية الأسِرة والوسائد، زيادة على انتشار الرطوبة خلال فصل الشتاء، بسبب عدم تهوية الغرف وغياب أشعة الشمس.
وتعتبر الرطوبة عاملا مساعدا على تكوّن حشرات الفراش سريعة النمو والتكاثر. زيادة على ما يحتويه شعر الإنسان ووجهه من زيوت طبيعة واصطناعية بسبب مواد تجميلية، التي تنتقل خلال النوم إلى الوسائد، مسببة تعفنا في المكان، إضافة إلى التعرّق ليلا بسبب استعمال بطانيات خشنة.
ومن مخاطر عثّ الفراش، حسب المختص في الصحة العمومية، فتحي بن اشنهو، هو الإصابة بحساسية الصدر، والتي تظهر على شكل مشكلات في الصدر والأنف والجهاز التنفسي، حساسية جلدية على شكل حكة وحبوب وطفح جلدي، انخفاض مناعة الجسم بسبب استنشاق هواء محمل بالبكتيريا والفطريات.
وينصح المُختصّ، بالغسل الجيد والدوري لأغطية الفراش ولو مرة أسبوعيا، مع تنظيفها جيدا من بقايا الصابون الكيميائي عن طريق استعمال كميات كبيرة من المياه، لأن بقايا الصابون في الفراش تسبّب بدورها حساسية تنفسية وجلدية، فضلا على إخراج الوسائد والبطانيات وتهويتها تحت أشعة الشمس، وعدم ترك الغُرف مغلقة خلال فصل الشتاء في ظل اشتغال المدافئ، “فالتهوية ضرورية خلال كامل أيام السنة” بحسب المختص، زيادة على عدم استخدام التجفيف الصناعي عند غسلها، لأنّ هذه الطريقة لا تضمن القضاء التام على الفطريات والحشرات المتراكمة على الفراش، وإنّما يفضل تعريضها للهواء الطبيعي وأشعة الشمس. مع تجنب مصادر الرّطوبة على الفراش ومنها النوم بشعر مبلل، لتجنب تكوين العفن.