-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خصّص بيتا من الطين لإطعام واستقبال السياح

“عزوز” يحوّل منزله إلى متحف في شرفات غوفي بباتنة

صالح سعودي
  • 11525
  • 0
“عزوز” يحوّل منزله إلى متحف في شرفات غوفي بباتنة
ح م

اهتدى السيد عزوز بن سي عمر إلى آلية لترقية السياحة على مستوى شرفات غوفي بغسيرة التي تبعد بحوالي 80 كلم عن مقر ولاية باتنة، خاصة وأنها معروفة بمناظرها وموقعها الجغرافي الذي يستقطب عددا كبيرا من السياح من الخارج ومختلف ولايات الوطن، وهو ما جعله يخصص بيته التقليدي كمتحف وفضاء لإطعام واستقطاب الزوار.

ولم يتوان عزوز بن سي عمر الذي يناديه الجميع بـ”عزوز المعشرث” أو “بوشلاغم” في إيجاد الوصفة المناسبة لترقية السياحة بشرفات غوفي وبلدية غسيرة بشكل عام، خاصة في ظل اتصافه بخفة الروح وحسن التواصل، وحنكته في تحضير أطباق متنوعة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وفقا لطلبات مسبقة من الزوار، وفي مقدمة ذلك طهي لحم الماعز بطريقة تغري الوافدين، وهذا وفقا لآلية “الكوشت” أو “المردومة” في الهواء الطلق، حيث يتم وضع اللحم داخل حفرة لطهيه على نار هادئة، ويتم تسقيف الحفرة بالحجر، ثم تغطى بالطين والتراب، على أن يكون اللحم جاهزا للأكل بعد حوالي ساعتين من الانتظار، ويقدم للضيوف في طبق شهي مصحوبا بأكلات أخرى مكملة، على أن يتم بعد ذلك تناول مشروب “أمزو أوشن” الذي يشبه النعناع، لكنه مستخلص من نبات بري يسهل عملية الهضم، ويعود بالفائدة على الدورة الدموية، كما يسمح بتجاوز الدسوم العالقة. ويؤكد عزوز المعشرث بأن السياح ينوهون كثيرا بظروف الراحة والخدمات المقدمة، ما يجعلهم يستمتعون حسب قوله بالمأكولات المقترحة في مكان يتصف بالهدوء الذي يحفز على تغيير الأجواء وضمان راحل البال واسترجاع الأنفاس.

من جانب آخر، يحرص عزوز “الموسطاش” على تزيين منزله التقليدي الذي حوله إلى مطعم ومتحف في الوقت نفسه، بمختلف الأشياء النادرة التي ترمز إلى التراث والتاريخ القديم للأوراس، حتى يسمح للزوار بالتعرف على تاريخ وموروث المنطقة، وفي مقدمة ذلك السياح القادمين من الخارج ومن مختلف ولايات الوطن، مؤكدا في هذا السياق عزمه على مواصلة خدمة السياحة بمنطقة غوفي والترويج لها على طريقته الخاصة، وهذا بتعزيز المتحف بمزيد من التحف النادرة، وجعل المطعم وبقية قاعات المنزل التقليدي تحت تصرف السياح والزوار، وخدمتهم من ناحية الإقامة والإطعام وكذا الإرشاد السياحي.

وخلفت الخدمات المقدمة في منزل عزوز الموسطاش أثرا ايجابيا على السياح والوافدين لزيارة منطقة غوفي السياحية، حيث أشاد الكثير منهم بحنكة عزوز بن عمر في التكيف مع متطلباتهم، وبالمرة المساهمة في ترقية السياحة بالمنطقة بإمكانات تبدو بسيطة، إلا أنها أعطت وجها ايجابيا يحفز كل وافد إليها على العودة إليها مجددا، وبالمرة التعرف على سحر الطبيعة التي تميز المناطق الواقعة بين  آريس وغسيرة وتكوت وبانيان ومشونش وصولا إلى عاصمة الزيبان بسكرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!