الرأي

عظمة شعب، ولكن…

ذكر الكاتب الفرنسي، جان كريستيان بوتيفين، في كتابه المسمى “الديغولية” (ص 11 من الترجمة العربي)، ذكر كلاما منسوبا إلى الجنرال دوغول نصه: “العظمة هي النهوض بمعركة كبيرة”. ولا أتردد في أن أقول: “صدق دوغول” الذي قليلا ما يصدق..
بعد يومين، تحل علينا ذكرى تذكّر الناسين– هنا وهناك- بعظمة هذا الشعب الجزائري، الذي نهض بمعركة كبيرة حقا بإمكانات لا تكاد تذكر، ضد دولة كبيرة حقا من حيث عَدَدُها وعُدَدُها.. وهذه المعركة لم تدم سبع سنوات ونصفا فقط، كما يقول “الجاهلون”– هنا وهناك-، ولكنها استمرت مائة واثنتين وثلاثين سنة، من 5 جويلية 1830 إلى 5 جويلية 1962، ومن شارل العاشر إلى شارل دوغول..
إن عظمة الشعب الجزائري في هذه المعركة الكبيرة، ليست بنت إمكانات بشرية ومادية كبيرة، ولكنها بنت عامل أكبر وأهم من جميع إمكانات العدو الفرنسي.. وهذا العامل هو “وحدة” الشعب الجزائري التي لم “يخلقها” ويضمن استمرارها إلا الدين الإسلامي الحنيف.. ولو كنا متفرقين دينيا لما أمكننا “النهوض بمعركة كبيرة” كهذه المعركة المقدسة التي قام بها شعبنا برجولة هنا في الجزائر، وهناك في أرض العدو.
لقد قدرت فرنسا قيمة هذا الدين الإسلامي بالنسبة إلى الشعب الجزائري، فسمته– الإسلام- “العنصر الموحِّد”، وقد أنطق الله– عز وجل– فرنسا، فلم تسمنا طيلة مائة واثنتين وثلاثين سنة إلا “مسلمين”، بمن في ذلك الذين استحوذ عليهم الشيطان، وسلخهم عن دينهم فصاروا “شيوعيين” أو “لائكيين” أو “نصرانيين”.
لقد عملت فرنسا طيلة قرن واثنتين وثلاثين، سنة– عن طريق “جيشها الأبيض”- على أن ترد الشعب الجزائري عن دينه الإسلامي، فيصير “مسيحيا” ولا “يطلق النار علينا” كما قال الجنرال بيجو للقسيس بريمو في دالي إبراهيم… وقد بذل هذا الجيش الأبيض برجاله ونسوانه وإخوانه المسلحين من “قتل روحي” للشعب الجزائري أضعاف ما بذله الجيش المسلح من شارل العاشر إلى شارل دوغول من “قتل مادي”.

مقالات ذات صلة