-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عيب وعار ما يحدث في كرتنا

ياسين معلومي
  • 2421
  • 1
عيب وعار ما يحدث في كرتنا

رحم الله أول رئيس للرابطة الوطنية لكرة القدم، رشيد خلواطي، الذي استقال من منصبه بسبب تدخل وزير الشباب والرياضة آنذاك، الذي طالبه بتأجيل لقاء ناديين من العاصمة.. خلواطي خرج مرفوع الرأس ورفض تدخل أي شخص مهما كانت وظيفته في صلاحياته، حتى ولو كان مسؤولا ساميا في الدولة الجزائرية، الرجل عاش حياته محترما من طرف الجميع، ووصف بالمسؤول القوي الذي لا يعترف إلا بتطبيق القانون، الرافض لمنطق البقاء “خضرة فوق عشاء”، فقرر أن يعود إلى بيته ذات مساء تاركا منصبه إلى الذين يرضون بالذل على حساب كرامتهم، وكم هم كثيرون في كرتنا اليوم.

أردت الحديث عن الراحل رشيد خلواطي لأن أمثاله قليلون اليوم في الكرة الجزائرية، وقد يعدون على أصابع اليد الواحدة، مادام هدف الكثير من المسؤولين الآن ليس تقديم الأحسن للكرة الجزائرية من أجل تطويرها وإعادتها إلى سالف عهدها، ولكن همهم الوحيد مثلما أؤكده دائما، هو ملء جيوبهم والتباهي على شاشات التلفاز، وضرب استقرار الأندية وافتعال مشاكل بين الأندية، والخاسر الأكبر دائما هو الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر، التي فقدت نكهتها وبريقها، أما مستقبلها فأصبح رهينة لدى مهندسي المشاريع الشيطانية.

فأنا لم أفهم إلى حد الساعة سر تغيير قوانين كأس الجزائر وبخاصة البند، الذي ينص على أنه بداية من الدور ربع النهائي للسيدة الكأس، لا يحق لأي فريق أن يستقبل ضيوفه ما لم يملك ملعبا تفوق سعته عشرين ألف متفرج، وأتساءل أيضا عن هوية هذا العبقري الكروي صاحب فكرة هذا التعديل القانوني.. ماذا سيتغير لو لعبت مباراة في ملعب يتسع لعشرة أو خمسة أو عشرين ألف متفرج، لكن الطامة الكبرى هي عدم اعتراف لجنة الكأس الموقرة بالوثائق المقدمة من مديرية الشباب والرياضة التابعة إلى الدولة الجزائرية، التي تؤكد أن ملعب تيزي وزو يتسع لأكثر من العدد الذي تعترف به لجنة الكأس.. إنها متاهات وتفاهات أخرى، تجعلني مجبرا على دق ناقوس الخطر هذه المرة والتحذير من كارثة كروية قد تحدث في ملاعبنا، خاصة بعد الاتهامات الأخيرة الموجهة إلى الحكام، المتضمنة ضلوعهم في مظالم تحكيمية عن سبق الإصرار والترصد خدمة لأندية على حساب أخرى، دون أن يتحرك أصحاب القرار لفتح ملفات الرشوة الكروية التي ذاع صيتها في ملاعبنا.

ما حدث في الأسابيع الماضية يندى له الجبين، ويدل على أن كرتنا تسير دون مسيرين أكفاء يطبقون القوانين بحذافيرها، وفتح الباب لرؤساء الأندية للضغط على اللجنة المسيرة لكرة القدم الجزائرية، وضرب القوانين العامة عرض الحائط دون حسيب ولا رقيب، والأمثلة عديدة، فهذا اتحاد العاصمة الذي رفض تأجيل لقاء الداربي بيوم واحد، يصر على تأجيل مواجهة وفاق سطيف، وشبيبة القبائل رفضت إجراء لقاء الكأس في ملعب 5 جويلية، واتحاد البليدة هدد بمقاطعة لقاء الكأس لو يلعب بتيزي وزو، والحراش رفضت تأخير مباراتها أمام شبيبة القبائل، وشباب قسنطينة يرفض مواجهة بلوزداد يوم السبت إلى غاية تسوية الرزنامة.. هي كلها أمثلة أخرى تجعلني مستاء جدا لما يحدث في كرة بلدي التي بقدر ما أفرحت الجماهير بتأهلين متتاليين لكأس العالم، عادت وبخطى سريعة إلى نقطة الصفر.

العارفون بخبايا الكرة الجزائرية أطلقوا صفارات الإنذار منذ مدة وغادروا الساحة دون رجعة، تاركين مافيا مقننة تسيّر كرتنا وتسير بها إلى الهاوية.. على أصحاب القرار أن يتدخلوا وبسرعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • said

    السلام عليكم.
    اعجزنا ان نجد كلمة نقولها ..
    اللهم اهدى مسؤوليينا وان يخافوا فينا الله فى جميع القطاعات