فتاة تتعرض للتعذيب بالكهرباء خلال رقية بورقلة
-
-
4128
-
0
تعرّضت الشابة (ب. أ) إلى عمليات »تعذيب« على يد أحد الرقاة الذي ظن أن بها مسا من الجن بعد فشل شفائها من داء الشلل النصفي الذي جابت من أجله العديد من مستشفيات الوطن منها العاصمة وعنابة ولكن دون نتيجة، فعُرضت عليها فكرة التنقل من ورڤلة نحو مدينة »زلفانة« بولاية غرداية على بعد 100 كلم أين استقبلها الشيخ الراقي في بيته رفقة أخويها، حيث بدأ بقراءة القرآن وترديد بعض الأدعية وهي في حالة يقظة تامة ولم تشعر بأي آلام جانبية.وبقي السيناريو يتكرر ساعات طويلة، مصحوبا بشرب حوالي 50 لترا من الماء وكميات من زيت الزيتون بأمر من الراقي المذكور الذي لم يتمكّن من إخراج الجان حسب اعتقاده، ومنه تواصلت معاناة هذه المسكينة التي نقلت إلى المستشفى استنادا إلى تصريحاتها وهي في وضعية حرجة للغاية كلفتها مصاريف إضافية لمعالجة أثار التعذيب قبل أن يحذرهم ذات الشخص من ذكر اسمه للجهات الأمنية، خصوصا وأنه استعمل الكهرباء على طريقة الصعق بالتيار أثناء محاولة العلاج المزعوم، وهو ما أثّر على جسد ونفسية الضحية التي ظلت تردد الشهادة ظنا منها أنها ستموت بسبب شدة الصعقات الكهربائية المؤلمة، حيث نتج عنها تصدع في الأذنين والأنف وتدفق كمية كبيرة من الدم، مما أثار غضبا واستياء في الغرفة التي حدثت فيها الواقعة، حيث كادت أن تؤدي بحياتها للهلاك.
وحسب توضيحات الضحية، وهي فتاة متواضعة الحال وتقطن بإحدى مناطق بلدية الرويسات بورڤلة الواقعة 04 كلم عن عاصمة الولاية ورڤلة، فإن معالجتها تمت بطريقة غير إنسانية، لازالت تشكو على إثرها من مشاكل كثيرة واختلالات عضوية، خاصة وأن الأسلاك الكهربائية قد وضعت في أسفل الأذنين وفي إبهام الرجل اليسرى، ولمعرفة أكثر التفاصيل حول هذه القضية انتقلت “الشروق اليومي” إلى أحد العارفين بشؤون الرقية والذي أوضح لنا أن مثل هذه الطريق خطيرة ولا أساس لها في الشريعة للمعالجة، متسائلا ما إذا كانت الكهرباء موجودة في عهد النبي (ص) وهو أول من دعا إلى الرقية الشرعية.
من جانبه، كشف الدكتور مصطفى قاصب، الطبيب الشرعي بمستشفى محمد بوضياف بورڤلة ورئيس المجلس الشعبي الجهوي لأخلاقيات مهنة الطب في اتصال بـ “الشروق اليومي”، أن هذه الحادثة تندرج في إطار الشعوذة وابتزاز مشاعر المواطنين والتحايل عليهم باسم الدين، كما أنها تعذيب حقيقي يعاقب عليه القانون الجزائري، ومنه دعا الضحية إلى أن ترفع دعوى قضائية ضد مرتكب الفعل أمام السلطات المختصة إقليميا، واصفا العملية بالشنيعة.
حكيم عزي
