الرأي

فتن الريع!

الشروق أونلاين
  • 2349
  • 0

صلاح الدين. ع

ما يحدث مع حركة الإصلاح الوطني هذه الأيام يؤكد حقيقة واحدة هي أن الممارسة السياسية في الجزائر لازالت خاضعة للحسابات الفوقية، وبعيدة كل البعد عن الفعل السياسي الحقيقي، والعيب ليس في جهة معينة بقدر ما هو مرض مستشري على كل الأصعدة. العيب أولا في حركة الإصلاح الوطني بجناحيها التي هوت إلى منزلق الصراع حول الريع بين أقطابها، واعتمدت منطق المؤامرات الداخلية وحملات التشويه، لدرجة سمعنا فيها كلاما خطيرا من كل طرف ضد الطرف الآخر، وتعدى الأمر إلى الإساءات الشخصية بين أشخاص قدموا أنفسهم فيما سبق دعاة للإسلام والوسطية والأخلاق الفاضلة.إن المحير في حركة الإصلاح أن الذين أرادوا إيصال عبد الله جاب الله إلى رئاسة الجمهورية، وقدموه في الحملة الانتخابية كمنقذ للأمة من الهلاك، انقلبوا عليه مباشرة بعد الرئاسيات وانطلقوا في حملة تشويه لسمعة الرجل وحوّلوه إلى فاسد ومحرض على الإرهاب وديكتاتور.. وغيرها من التهم.

العيب كذلك في الإدارة التي ساهمت بشكل أو بآخر في تأجيج الصراع واستمراره وتغليب طرف على آخر، كما أن العيب في الطبقة السياسية كلها التي لم تضف شيئا سوى الفتن والصراعات الداخلية على الريوع التي تمنحها العضوية في المجالس المنتخبة.

كل المعطيات تشير إلى أن البرلمان المقبل، سيكون كسابقه دون فعالية، ومع ذلك تسابقت كل الأحزاب للظفر بالمقاعد ولم تضع أية تشكيلة سياسية شروطا للذهاب إلى الموعد الانتخابي، مما يشير إلى أن الطبقة السياسية لا تريد شيئا غير الريوع التي يقدمها البرلمان.

مقالات ذات صلة